اليوم العالمي لحرية الصحافة وغُبار الخوف في داخلي
الاحتفال بيوم حرية الصحافة العالمي يحتاج إلى نور والكهربا مقطوعة
لا أعرف من الذي اقترح الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، ولكنني ممتعض منه. فالكلمتان تثيران غبار الخوف في داخلي، حرية؟ وصحافة؟ العياذ بالله.
سناك سوري-غبار الخوف
مَن أحبه هو من أسمى الصحافة بمهنة المتاعب. فللوضوح، ما كان لي أن أعلق ببراثن هذه المهنة المرعبة والتي صدف أنها تناسب بعض قدراتي لولا انعدام الفرص الأخرى. وهذا نداء للمعنيين للوقوف على هذه المشكلة الخطيرة.
فما الجدوى من الصحافة؟ هنا حيث نعيش إنها مجرد كلام. صحيح أنه مهم، ولكن لا قيمة له عند أحد. ومهمتنا هي أن نظل نتفوه بالكلام المُهمَل البلا جدوى، إلى أن نُزعج أحدهم ونجد أنفسنا فجأة قد انتقلنا إلى صناعة جزادين الخرز.
وأما بالنسبة للكلمة الأخرى، فالحرية الوحيدة التي أحبها هي الحرية من رب العمل. فهذا المستبد، رغب بالمشاركة في إحياء يوم حرية الصحافة. وبدلاً من أن يمنحني عطلةً، وللصدفة اليوم عطلة أساساً، فقد كلفني بإعداد مادة صحفية حوله. وإن كنت لا أروق له فليفصلني ولماذا التوريط؟.
ففي هذه المهنة لا يمكن التنبؤ بالنتائج، وعليك أن تتكلم ومن ثم تنتظر لترى إن كنت قد أخطأت بحق الوطن. فأحيانا قد تجد تجربة جديدة في إحدى الدول وتعتقد أنك بنقلها تساهم في تقدم البلاد، لتكتشف متأخراً أنك قد قمت باستيراد أفكار مؤذية للبلاد. وحرية الصحافة قد تكون كذلك.
الأمر نفسه قد ينطبق على اعتقادك أنك قد اكتشفت مشكلة ما، لتجد لاحقاً أنها ليست مشكلة بل الحديث عنها هو المشكلة. ولذلك فقد تعمدت التقصير في واجبي بتصوير الشارع وتوثيق الأجواء.
فكيف لي أن ألتقط الصور، وأنا لا أعلم متى يمكن أن يفاجئني شخص يقترب مني، ببنطال جينز وكنزة نص عمر، ويقول: شو عم تصور يا حبيبي ولاك؟.
وبالنسبة لي لا أرى في اليوم العالمي لحرية الصحافة شيئاً أنسب من المطالبة بأن يكون يوم عطلة للصحافة. نزور به مرقدها الأخير في شغفنا المدفون بهذه البلاد. نُلقي عليه وردة ندعو له بالرحمة ونعود أدراجنا لكتابة مادة صحفية عن لون “الروج” الفريد للفنانة الاستعراضية التي ألهبت المسرح رقصاً.
يذكر أنه صادف أمس 3 أيار 2024 اليوم العالمي لحرية الصحافة.