الرئيسيةشباب ومجتمع

السويداء: ريم مقلد تنتزع فرصتها من الحياة بلغة الإشارة

الشابة التي درست في معهد الصم تحلم بتدريب الأطفال وتعليمهم كما تعلمت

انتزعت الشابة “ريم مقلد” من السويداء فرصتها من الحياة بلغة الإشارة. فالشابة التي ولدت فاقدة لحاسة السمع والنطق، بحثت لتتعلم مهارة تصنيع الإكسسوارات وتمضي قدماً في مشروعها الذي تسعى لتطويره باستمرار. لتشكل حكاية “ريم” واحدة من قصص نجاح ذوي الاحتياجات الخاصة في سوريا.

سناك سوري-رهان حبيب

في المكان المخصص لمنتجاتها، بمعرض “بأيدينا غير” في السويداء بوقت سابق من آذار الجاري وقفت “ريم مقلد” لتعبر لـ”سناك سوري” بلغة الإشارة أنها تحب المهنة. التي تعلمتها من خلال معهد تعليم الصم.

وتابعت أنها بدأت بتصميم زينتها الخاصة، ثم انتقلت لتصمم الإكسسوارات للناس وتعرض منتجاتها وباتت اليوم تمتلك زبائن لقطعها الفنية.

الاكسسوارات التي تصنعها ريم مقلد_ سناك سوري

 

تبدي والدتها، “سناء مكارم” فخراً كبيراً بابنتها الوحيدة بين 3 أشقاء ذكور. والتي تنظر إليها كهدية جادت بها الحياة لها. وتضيف لـ”سناك سوري” أنهم اكتشفوا مشكلة “ريم” في مرحلة مبكرة من عمرها لكن الظروف لم تسعفهم لإجراء عملية زراعة حلزون لها. وتكررت القصة مع شقيقها الأصغر أيضاً.

لمست الوالدة ذكاء وقوة شخصية ابنتها، التي بدأت بالاعتماد على نفسها في سن مبكرة. وحاولت كأم تعلم تفاصيل الرعاية بها، وما يمكن تدريبها عليه من مهارات لتعتني بنفسها كما ترغب. والهدف الأهم أن تتعلم وتتطور من طفلة هاوية للعمل إلى شابة تمتلك مهارة حرفية جيدة.

الشابة ريم مقلد ووالدتها

تخبرنا والدتها أنها تابعت بالفعل دراستها في معهد الصم في السويداء، وحصلت على الشهادة الثانوية في برمجة الحاسوب. وسجلت بمعهد برمجة الحاسوب ولم تكمل لأسباب خاصة لكنها اتجهت إلى مركز تمكين الشباب لتحصل على تدريب متقدم وشهادة تمكنها من تأسيس مشروعها الخاص.

ريم واحدة من قصص نجاح ذوي الاحتياجات الخاصة في سوريا

“ريم” التحقت بدورة متخصصة من خلال مركز تمكين الشباب undb من خلالها حصلت على منحة 9 مليون ليرة. لتشتري المعدات ومستلزمات العمل وكانت البداية من محل صغير لها تبيع به منتجاتها التي تحرص على تقديمها بجودة عالية وفق والدتها.

ريم مقلد وهي تصنع اكسسوارات

الشابة من مواليد 1998 حرص أهلها على التعامل مع واقعها الصحي بعناية دون إغفال رغبتها والصورة التي ترغب بها لتكون عليها في المستقبل.

تضيف والدتها: «ريم حققت جزء من الهدف بامتلاك مشروعها الذي لاقى إقبالاً جيداً ولديها عدد جيد من الزبائن. وهي مشاركة شبه دائمة بالمعارض المحلية آخرها مع “بأيدينا غير” تميزت كون المعارض فرصة جيدة للتسويق. لكننا نسعى لتحصل على وظيفة دائمة في مجال التدريب لأطفال الصم والبكم على حرفتها».

اليوم تعد “ريم” أوراقها للعمل بالتدريب لفترة مؤقتة ثلاثة أشهر تتمنى أن تكون وظيفة دائمة. فهي تهوى هذا العمل خاصة مع الأطفال ممن تتشارك معهم بالواقع الصحي.

زر الذهاب إلى الأعلى