بلغ التحول الرقمي أوجه في البلاد وأخيراً ودخلنا عصر التكنولوجيا من أوسع أبوابه وكل ما كان ورقياً وخشبياً وروتينياً سيصبح أرقاماً وحياتنا ستصبح أسهل بكبسة زر.
سناك سوري _ مواطن متحول إلكترونياً
لقد بات كل شيء سهلاً في المعاملات الحكومية ( يعني يا ريت كل حكومات العالم متل حكومتنا). لا سيما وأن قرار تحوّلها لحكومة رقمية صار حقيقةً واقعة ولم يعد مجرّد حلم أو شعار. ( واللي بيقلك المتحول متل اللي مو متحول قلو كذاب .. رقمياً يعني).
وأعلنت الحكومة آخر قرارات التحوّل إلى عصر ما بعد بعد الحداثة والانخراط في عالم التقنية الحديثة. حيث أصبح دفع فواتير الهاتف محصوراً بالطرق الإلكترونية. إذ ليس على المواطن سوى ضغط عدة أزرار عبر هاتفه المحمول ليسدّد قيمة الفاتورة. فقد انتهى عصر الطوابير أمام الكوّة التي يجلس خلفها الموظف. ولم تعد تسمع عبارات ( مشينا أستاذ اتأخرنا عنا مشاغل).
أما اليوم مع التحوّل غير المسبوق والذي تحسدنا دول العالم على الوصول إليه. فقد أصبح دفع الفاتورة من المنزل حيث يجلس المواطن متمدداً مرتاحاً بين أفراد أسرته. ويسدّد فواتيره وهو منفرج الأسارير مبتسم الملامح.
ولأن ( الحلو ما بيكمل) فلا بد من بعض المنغّصات. لكنها مهما كانت لا تقلّل من حجم الإنجاز الكبير. الذي لم يكن ليتحقق لولا الحكومة الرشيدة. إلا أن الدفع الإلكتروني يحتاج لموبايل عموماً وأن يكون على أقل تقدير من ذوي نظام “الأندرويد”. نظراً لأن أصحاب “الآي أو إس” تحوّلوا إلكترونياً من زمان.
وهذا الموبايل “الدرويش” بنظر العالم. يحتاج هنا في بلادنا المتحوّلة حديثاً إلى راتب موظف لمدة 5 أو 10 سنوات لتأمين ثمنه. ونصف هذا الثمن إن لم يكن أكثر لا يكمن في الموبايل بحد ذاته بل بـ”الجمركة” (واللي هيي نفس الحكومة فارضتا). ولكن على المواطن أن يدبّر نفسه لزوم التحوّل الإلكتروني ( مو والله يترك الحكومة تتحوّل وهو ما يتحوّل).
أما المواطن الذي بلغ الخمسين أو الستين من العمر قبل مواكبة التقنيات الحديثة. فأغلب الظن أن الحكومة ستقدّم له دورات مجانية لتعليم أصول التحوّل الإلكتروني والانسجام مع متطلبات العصر بما يلائم ظروف المرحلة التحوّلية الرقمية. وستقود الحكومة محو الأمية التكنولوجية حتى لا يبقى مواطن لا يعرف كيف يسدّد الفواتير إلكترونياً ( المهم هو يعلّمنا كيف منجيب مصاري لنسدّد ).