على خُطا الشِعر.. أدونيس يتمرّد على اللوحة في معرض “هكذا يولد الحب”
أدونيس يجمع الأقمشة الرثّة لرسم مقاطع من قصائد شعرية متنوعة
تحت عنوان ” هكذا يولدُ الحب” أطلقَ الشاعر السوري أدونيس معرضه الفنيّ الفردي الأول في التاسع من أيلول 2023، والذي استضافتهُ صالة هيلتون للفنون في ولاية “شيكاغو” الأمريكية.
سناك سوري _ متابعات
بصفتها “رقيمة” لا لوحة – والرقيمة هي القطعة من القماش التي يُكتب ويُنقش ويُخطُّ ويُختم عليها- وبعددٍ فاقَ الخمسين. شكّلت رُقم كاتب “الثابت والمتحوّل” علاقةً بين اللون والكلمة والمواد المُستخدمة. من قطع الأقمشة الرثّة والبالية والأسلاك المعدنية وقطع الحديد الصدئ والخشب. والمُحاطة بمقاطع من قصائده، وأبياتٍ لشعراء عرب قدامى أحبّهم” أدونيس”. محاولةً لفتح أفق جديد للذوق الفني من خلال التناغم بين خط اليد. والنصوص الشعرية والأشياء المادية المؤلفة من قطع القماش والخشب والحديد.
“أدونيس” القادم إلى عالم الرسم من عالم الشِعر. حَمل معرضه تمرّداً واختلافاً، حيثُ لكل رقيمة هويتها البصرية المختلفة والقابلة للنظر والتفسير بحسب عين المشاهد لها.
أسلوب فريد لمعرض الشاعر
استخدم أسلوب “الكولّاج”. الذي لا يمتلك تقنية محددة، لكنّه يُتيح تحوّلاً حقيقياً. وهو وسيلة يأخذ من خلالها الفنان مادة لم تعد ذات قيمة أو حاجة كالثياب البالية وقطع الحديد المُهترئ. ويدخلها في عمله ليُكسبها حياةً جديدة. في محاولة لإخراج اللوحة من قيودها الجمالية والتقنية.
سعى “أدونيس” في معرضه إلى خلق مسار فني خاص به، من خلال التمرّد على اتّباع الأسلوب الغربي في الفن. وعدم استعادة القديم من أفكار وطُرق وتكرارها. فكان تميّز رُقم كاتب “هذا هو اسمي” بكونها لا سابق لها لتُقارن بها، فخلقَ نموذجاً جديداً للعلاقة بين الشاعر والفنان والعَالم، وعملاً فنّياً مفتوحاً لجميع العناصر والأشياء.
المعرض الذي يستمرّ لعام كامل، يقدّم هويّات بصرية مختلفة، ليسَ بوصفها تحمل معنىً ثابتاً، وإنّما بوصفها رقائم قادرة على حمل معانٍ مختلفة بحسبِ العين الناظرة إليها.
حضر المعرض الذي يُقام في الولايات المتحدة الأمريكية، شخصيات فنّية وأدبية وسياسية، منهم المخرج السينمائي الأمريكي “جاك بيندر”.، والشاعرة والناشرة المكسيكية “جانيت لوزانو كاروند”. والشاعرة الأميركية “آنا كاستيو” والشاعرة الأميركية من أصل هندي أحمر “إيليز باشين” والشاعر الجزائري “الخضر شودار” والشاعر الأميركي من أصل باكستاني “فيصل محيي الدين” والممثل “جون كلارك” بالإضافة إلى فنانين وشعراء وكتاب أميركيين آخرين. وشملت أنشطة المعرض توقيع الشاعر لكتالوج فني أنيق من القياس الكبير، ضم صور رقائمه المعروضة.
رحلة أدونيس
دروبُ أدونيس ” علي أحمد إسبر” بدأت من قريته “قصابين” التابعة لمدينة “جبلة”.و التي أبصرَ فيها النور عام 1930، ثمّ مرّت بلبنان حيثُ تلقّى تعليمه الجامعي في جامعة بيروت حاصلاً على درجة الدكتوراه في الآداب منها عام 1973، وصولاً إلى باريس التي يقطن فيها الآن.
تلقّى أدونيس عدداً من الجوائز العالمية، منها جائزة “غوته” و “ريمارك” للسلام و “هوميروس”، كما يُعدّ مرشحاً دائماً لجائزة “نوبل”. ومن مؤلفاته “الثابت والمُتحوّل بحث في الإبداع والاتّباع عند العرب”، “أغاني مهيار دمشق”، “هذا هو اسمي وقصائد أخرى”، “ديوان النثر العربي”، ” مفرد بصيغة الجمع” وغيرها الكثير.