عيد الفرح بالله.. مساحة للفرح في الزمن الصعب
لمن تقولون "هنأك الله على الإيمان" اليوم في عيد الفرح بالله؟
يصادف اليوم الجمعة 25 آب، عيد الفرح بالله، وهو العيد الوحيد لأبناء الطائفة المرشدية. حيث يمتد لـ3 أيام، ترافقها طقوس اجتماعية ودينية. وتتخللها المعايدات بين الأهالي والجيران.
سناك سوري-خاص
حيث تبدأ المظاهر الاحتفالية بالمناسبة بإقامة صلاة جماعية. لتبدأ بعدها المعايدات بعبارة “هنأك الله على الإيمان”، فيرد الآخر “وأسعد حياتك”.
لا تغيب الزينة والحلويات عن موائد الاحتفال. لكنها تأثرت في السنتين الأخيرتين نتيجة الظروف المعيشية والوضع الاقتصادي في البلاد. واقتصرت على تقديم الحلويات بما ويتناسب مع استطاعة كل فرد.
يتحدث “محسن هزيم” موظف في محطة جندر للكهرباء، لـ”سناك سوري” عن العيد. ويقول إن الهدف من العيد معنوي بالدرجة الأولى. فالعيد لا يفترض أن تكون الضيافة فوق إمكانات أصحابها.
يضيف “هزيم”: «ما في شي مفروض عليّي ولا مطلوب مني كلف نفسي فوق إمكاناتها. أنا عندي 5 أولاد، كنت سابقاً أشتري بدلين لكل ولد وإلي ولزوجتي. هالسنة ما قدرت أمّن إلا بدل لكل ولد. وأنا وزوجتي رح نلبس من القديم».
يرى “هزيم” أن الأناقة والترتيب هما المهمين أكثر من أن تكون الثياب جديدة.
القيمة المعنوية أقوى من الظروف
كذلك تقول الإعلامية “رونا التعّ” أنّ الظروف المعيشية الأخيرة ألقت بثقلها على البلاد ككلّ. وبطبيعة الحال أثّرت على التجهيزات السابقة للعيد. لكنّها حسب “رونا” لم تتسلّل إلى القيمة المعنوية للمناسبة. إذ أنها ما زالت تحافظ على رونقها برغم سنوات الحرب الطويلة والأوضاع الاقتصادية التي رافقتها.
تقول “رونا” لـ”سناك سوري”: «العيد أكبر من الأشياء المادية. ومهما كانت الصعوبات كبيرة فإن العيد يبقى بذات البهجة وبذات الخصوصية».
هذا العام كما كل عام آخر لا شيء مختلف بالنسبة إلى المحتفلين بـ”عيد الفرح بالله”. تقول الإعلامية وتضيف، أن الزينة والورود لا تغيبان عن منازل أتباع الطائفة. وتعتبر جزء من التحضيرات التي قد تختلف تبعاً لكل منزل، وبالعموم فهي عرف اجتماعي محبب، على حد تعبيرها.
تؤكد “رونا” أن المحتفلين يحرصون على تحضير أجواء تليق بضيوفهم من النظافة والترتيب إضافة لتعزيل المنزل. وكلها أمور تعتبر جزء من الخصوصية الاجتماعية للمناسبة.
أما الفنان “إيهاب عديرة” فيقول لـ سناك سوري إن الحالة الروحية التي تفرضها المناسبة أقوى وأمتن من الشكليات. ويضيف أن عيد الفرح بالله مناسبة للتصافي والمودة والفرح بمحبة الله. وبالتالي الزيارات تكون بلباس مرتب ونظيف. ويشير أن الاجتماعات تكون بأماكن مخصصة، حيث يجتمع الأهالي ويترفعون عن الخلافات حباً بالله.
الجدير بالذكر أن تاريخ “عيد الفرح بالله” يعود إلى عام 1951. أي عام بدء الدعوة وفقاً لأبناء الطائفة المرشدية.