وفاة ذياب مشهور.. سفير الأغنية الفراتية الذي نجح بجعل مزمار الحي يُطرب
بدأ طفلاً يغني بالأعراس رغم رفض والده وساعده دريد لحام
نعت نقابة الفنانين السوريين، الفنان “ذياب مشهور” الذي توفي اليوم السبت. بعد تدهور حالته الصحية عن عمر ناهز الـ77 عاماً.
سناك سوري-خاص
يعتبر الفنان “ذياب مشهور” سفيراً للأغنية الفراتية، وأحد الفنانين، الذين حملوا التراث كرسالة لنشرها في كل أرجاء البلاد، تميز بصوته الفريد واشتهر في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت، بعد وصوله إلى دمشق.
بدأ “مشهور” عام 1958 في منطقته “الموحسن” بمحافظة “دير الزور”، عندما كان طفلا يغني في الأعراس، دون رضا والده الذي كان يخاف عليه من العودة متأخراً إلى بيته، إلا أن تأثره بالفنانَين العراقيَين “الخضير أبوعزيز” و”ناظم الغزالي”، دفعه لمواظبة الغناء وحلمه بأنه يصبح مطرباً مثلهما.
استغل “مشهور” تأسيس نادي الفنون في بلدته، ليبدأ معهم ويتلمذ على يد “يوسف الجاسم”، وفي عام 1969 قرر الرحيل إلى “دمشق”، حين قدمه الموسيقار “عبد الفتاح سكر” لامتحان المطربين الذين يُصنفون في الإذاعة السورية، وتم قبوله وتعيينه مطرباً في إذاعة “دمشق”، وكانت البداية 1972 في فيلم “صح النوم”، ومن ثم “ملح سكر” الذي يعتبر بداية الشهرة الفعلية له.
يقول “مشهور” أن شهرته الحقيقية كانت من ملح وسكر الذي تم تصويره في “الأردن” بعد غنائه “يا أبوردين”، و”عالمايا”، وحين قدمهم “نذير عقيل” في برنامجه “قناة 99” ذاع صيته بشكل أكبر، ويعتبر أن هدفه الأساسي هو تأدية الرسالة الفنية على أكمل وجه دون البحث عن شهرة أو شيء آخر، حسب قوله في لقاء سابق قبل نحو عام، في برنامج “مع الكبار“.
اقرأ أيضاً: فنان سوري كرّمته وزارة الثقافة فأجهش بالبكاء!
لم يتعلم “مشهور” القراءة والكتابة، لكنه تعلّم الغناء والموسيقى بشكل سماعي، وقال، أن الله هو تولاه وساعده فقط في تلك المرحلة، كما عانى من فقر شديد حينها كما قال “كنت آكل الخبز فقط”، الذي يحصل عليه من المطاعم مدعياً حين طلبه أنه لخاروفه على حد قوله في اللقاء ذاته.
من أغانيه “عالمايا”، “ميلي عليّ ميلي”، “يا أبو ردين”، “طولي يا ليلة”، وأحيا العديد من الحفلات في عدة دول “أمريكا”، “اليونان”، “إسبانيا”، “الفلبين”، إضافة لحفلاته في الدول العربية.
ورغم أن مزمار الحي لا يطرب كما يقال، إلا أن “مشهور” وبعض الفنانين الآخرين، تمكنوا من جعله مسموعاً كما قال، لأن إنتاج الأغاني كان على نفقتهم الخاصة، ولم يستأذنه أحد بتجديد أغانيه إلا أنه يراهم أناس موهوبين وهو ما دعاه إلى الصمت، مؤكداً أن الفنان “دريد لحام” رافقه حتى بداية طريقه، وجعله بعدها يشق طريقه بنفسه.
اعتزل الفنان “مشهور” في أواخر التسعينيات، وهو من مواليد “الموحسن” 1946 من مدينة “دير الزور”، تعرض لعدة وعكات صحية مؤخراً، متزوج ولديه 3 أولاد، تم تكريمه في المركز الثقافي العربي عام2007، وتعيينه سفيراً للأغنية الفراتية، أيضا كرمته وزارة الثقافة السورية في 2019 بمناسبة يوم الثقافة.
اقرأ أيضاً: بعد تكريمه من وزارة الثقافة.. “ميس حرب” تقترح إعادة الحقوق المادية لـ”ذياب مشهور”