مرضى السرطان في حمص … 600 إصابة سنوياً وغياب سبل المساعدة
مطالب بعودة العمل لمشروع مركز الطب النووي

في الشارع 1625 التابع لحي “الورود”، والذي تغيب عنه أبسط الخدمات الأساسية من طبقة اسفلتية وإنارة وأرصفة، متحولاً بذلك إلى منطقة طينية خلال فصل الشتاء، تنتظر السيدة “سعاد عبد الرحمن” موعد الجرعة المقبلة المحددة لها ضمن خطة علاجها من مرض “سرطان العظام”.
سناك سوري _ حسان إبراهيم
أصيبت “عبد الرحمن” بالسرطان منذ عام 2019، ومنذ ذلك الحين تدفع مبالغ طائلة لشراء جرعات العلاج الكيماوي الفموية “اسكيلودا” والتي لم تحصل عليها مطلقاً بشكلٍ مجانِّيِ، لا من مشفى “تشرين” في مدينة “اللاذقية”، ولا من مشفى “الباسل” في “حمص” لعدم توفرها فيهما، مما اضطر زوجها المتقاعد في ذلك الحين، لشراء علبة الدواء الواحدة بمبلغ 450 ألف ليرة وفي بعض الأحيان وصل السعر لمبلغ 480 ألفاً.
العائلة التي فقدت ابنها البكر خلال الحرب، والثاني بسبب السرطان أيضاً، اضطرت لبيع الكثير من حاجياتها من أجل تأمين ثمن الجرعات التي تخضع لها ربة المنزل كلَّ 21 يوماً ولمدة عامٍ كاملٍ.
في مشفى “ابن النفيس” في “دمشق”، بدأت السيدة “أم حسان” مؤخراً تلقي جرعات العلاج الكيماوي وريدياً، وتحدد بروتوكول علاجها بأربع جرعاتٍ متتاليةٍ، حصلت على اثنتين منها لغاية الآن، واشترت الجرعة الواحدة بمبلغ 160 ألف ليرة من الصيدليات الخاصة بحجة عدم توفرها في المشفى، عدا عن معاناة السفر بين “حمص” والعاصمة والتنقل فيها وتكاليف ذلك التي تصل لمبلغ 70 ألف ليرة لكل رحلة علاج وصعوبة وضعها الصحي.
بعدها ستبدأ رحلة العلاج الإشعاعي وهي التي عانت من كلِّ هذه المصاعب والآلام أثناء مرضها الأول بسرطان “الثدي” الذي أصيبت به عام 2015، واستمر خضوعها للعلاج منه ما يقارب العام، مع تكرار الحكاية ذاتها في ظل عدم توافر الجرعات العلاجية في مشفى “تشرين” حينها.

تأسف السيدة “أم حسان” للحال المؤلم الذي يعيشه مرضى السرطان وعائلاتهم خاصَّةً في ظلِّ عدم وجود جمعيات تسمى “خيرية” – بحسب قولها – تقدِّم ولو أبسط أنواع المعونة لهم.
تتعدد أسباب الإصابة بمرض السرطان في محافظة “حمص” وتبرز في مقدمتها المنشآت التي تعد مصادر رئيسية للتلوث كمصفاة تكرير النفط الواقعة إلى الغرب من المدينة، ومعمل الأسمدة الآزوتية على ضفاف بحيرة “قطينة” ومعمل شركة “سكر حمص”.
الانبعاثات الناتجة عن هذه المنشآت، إضافةً لتلك الصادرة أيضاً عن عوادم وسائل النقل وعدم معالجة نواتج الصرف الصحي، يعتبرها الدكتور “يوسف جوهر” عضو الهيئة التدريسية في كلية “الهندسة البتروكيميائية” بجامعة “البعث” من المسببات لزيادة منسوب التلوث في بيئة المحافظة عموماً، الذي يحتاج – بحسب رأيه – لسنواتٍ طويلةٍ كي تظهر آثار تراكمه في التربة والمياه الجوفية خصوصاً، وعاملاً محفِّزاً للإصابة بأمراض السرطان المتنوعة عند الإنسان.
وأضاف “جوهر” في حديثه لـ سناك سوري أن تلك العوامل ليست السبب الرئيس للإصابة بالتأكيد، لأنَّ النظام الصحيَّ المتَّبع من قبل الغالبية له دورٌ كذلك في تعزيز الإصابة بمرض “السرطان”، وكذلك الاستخدام المتزايد للمبيدات الكيماوية، بأغراض وقاية المزروعات، والأثر الكبير الذي تحدثه عن طريق الملامسة المباشرة لها، أو عن طريق ترسباتها في التربة والثمار وحتى في لحوم الحيوانات التي ترعى من مما تنتجه تلك التربة.
الدكتور “زاهر البيريني” مدير برنامج مكافحة السرطان” لدى “مديرية صحة حمص” بدوره قال لـ سناك سوري أنَّ «عوامل الوراثة لها الدور الأكبر في تزايد عدد الإصابات بأمراض “السرطان”، التلوث والعادات الصحية الخاطئة التي يمارسها الإنسان، إضافةً للإصابات الطفيلية، وكلُّها عوامل تحريضية للإصابة بمرض السرطان».
وبحسب السجلات الرسمية فإنَّ عدد الحالات المكتشفة حديثاً عند المرضى الذين يراجعون مشفى “الباسل” في حيِّ “كرم اللوز”- يعتبر المركز الرئيسي في محافظة “حمص” المعني بمعالجة مرضى “السرطان”- يتراوح وسطياً ما بين 40-50 حالة شهرياً، أي حوالي 600 إصابة سنوياً.
لكن هذا العدد لا يشمل المرضى الذين يراجعون العيادات الخاصة، والذين يتلفون العلاج في منازلهم، ومراجعي للمشافي الموجودة في مدنٍ أخرى، كمشفى “البيروني” في “دمشق”، أو مشفى “تشرين” الجامعي في مدينة “اللاذقية”؛ لذا فإنَّ العدد قد يكون أكبر مما هو مسجَّلٌ .
ويشير الدكتور “البيريني” إلى أن «البرنامج يقوم على توثيق عدد الحالات المسجَّلة في كلِّ شهرٍ على حدة، والعدد الإجمالي للمرضى المراجعين للمركز، فمثلاً: بلغ عدد المرضى الجدد خلال شهر تشرين الثاني من العام الفائت 34 مريضاً، في حين بلغ عدد المراجعين الكلِّي بالشهر نفسه 648 مريضاً، وإجمالي العام كان عدد المرضى 7800 مريضاً».
يتابع الدكتور “زاهر البيريني” حديثه موضِّحاً بأنه يوجد في المدينة مركز آخر لتقديم العلاج هو مشفى “الباسل” الإسعافي في حيِّ “الزهراء”.
الخدمات العلاجية التي تُقدَّم في المشفيين وفق “البيريني” تقتصر على المعالجة الكيماوية فقط. أما بالنسبة لتوفر الجرعات في المراكز فهو مرتبطٌ بالكميات المتوفرة، والتي ترسلها الوزارة لأنَّ الكميات تختلف من محافظة لأخرى بحسب أعداد المرضى وأنواع أمراضهم والجرعات التي تحتاجها كلُّ حالةٍ على حدة، مبيناً وجود نقصٌ بأنواع معينةٍ من الجرعات يحصل في بعض الأحيان، ولكنَّه نقصٌ عامٌّ يشمل معظم المشافي في المحافظات الأخرى.
ويتابع “البيريني” أن «المعالجة الإشعاعية غير متوفرة لدينا، لعدم تأهيل المشفيين بالمسرعات الخطِّية اللازمة لذلك، والمرضى الذين يحتاجون لهذا النوع من العلاجات يضطرون للتوجُّه نحو “دمشق” أو “اللاذقية”، وهذا يشكِّل عبئاً إضافياً، على معاناتهم مع آلام المرض»
وأعرب “البيريني” عن أمله بعودة العمل قريباً بمشروع مركز الطب النووي الخاص بمعالجة أمراض السرطان التابع لمشروع مشفى “حمص الكبير”، والذي كان بمراحل تجهيزه النهائية والمقام في حيِّ “الوعر” غرب المدينة وهو مؤلَّفٌ من 5 طوابق وذو سعة سريرية كبيرة وكان مخططاً فيه وجود خطين مسِّرعين مخصصين للعلاج الإشعاعي وهو ما لا يوجد في المشافي الأخرى على مستوى “سوريا” لكنَّ اندلاع الأحداث في مدينة “حمص” أوقف هذا المشروع عدا عن الدمار الجزئي الذي أصاب الأبنية المقامة ضمنه.
وكان من المخطط للمشروع فيما لو أبصر النور تقديم خدمات العلاج لجميع المرضى من كلِّ المحافظات السورية، وهو ما كان سيخفف من معاناة سفرهم نحو مدينة “دمشق”، بالنظر إلى أن “حمص” هي مدينة وسطى، وبالتالي فإن أعباء السفر وتكاليفه سوف تصبح أقل على المراجعين للمركز (الحلم) وفق “البيريني”.
اقرأ أيضاً:السعدي والصليل … شابان سوريان واجها السرطان وشفيا منه يرويان تجربتهما
يبحث مرضى السرطان في محافظة “حمص” بغالبيتهم عن سبلٍ تدعم مسيرة علاجهم الطويل، وتحديداً من الناحية المادية؛ نظراً للتكاليف الباهظة التي تقع على كاهل عائلاتهم، ويتوجهون بالدرجة الأولى نحو مقر فرع “الجمعية السورية لمكافحة السرطان” الكائن في شارع “الدبلان” وسط المدينة.
هذه الجمعية تمَّ إشهارها عام 2005، واقتصر عملها على موضوعات التوعية المجتمعية عن مرض “السرطان” من خلال الندوات والمحاضرات، إضافةً للمبادرات التي كانت تقوم بها.
وتذكر الدكتورة “ديمة ملوحي” مديرة العلاقات العامة في الجمعية أنه «بعد توقف العمل خلال فترة الحرب عادت الجمعية عام 2020 لممارسة نشاطاتها، وزادت على العمل التوعوي الذي تقوم به، فتح باب التسجيل للمرضى الذين يراجعونها من جميع مناطق المحافظة، حتى بلغ عدد المسجَّلين لدينا أكثر من 600 مريض. مساعدتنا للمرضى تجري بحسب الإمكانات المادية المتوفرة في صندوق الجمعية وضمن حدود معينة تصل إلى مبلغ 100 ألف ليرة سورية غالباً، وفي حال كانت تكلفة الجرعة المطلوبة للمريض ذات تكلفة باهظة نقوم بعملية تشاركية مع عائلته وضمن حدود استطاعتنا طبعاً».
تشرح الدكتورة “ملوحي” جانباً آخر من عمل الجمعية فتقول: «لدينا حوالي 150 متطوعاً موزعين بين فرق بوظائف مختلفة منها الجانب الإعلامي وفريق المبادرات ويقع على عاتق هؤلاء مسؤولية الترويج لأعمال الجمعية وتنظيم الفعاليات التي تقوم بها، وركَّزنا نشاطنا التوعوي مستهدفين فئة الأطفال في المدارس تحديداً من أجل تعريفهم بالسلوك الصحيِّ السليم لحياتهم، الذي عليهم اتباعه من أجل المحافظة على أجسامهم من الإصابة بالأمراض المختلفة ومنها السرطان. بالنسبة لإمكاناتنا المادية فهي مرتبطة بالمبالغ التي نحصل عليها من المتبرعين للجمعية والذين نرتبط معهم بعقدٍ موثَّقٍ يحددون فيه المبلغ الشهري أو السنوي الذي سيتبرعون به».
تعاني “نهلة” من “سرطان الثدي” الذي اكتشفته في شهر تشرين الأول من عام 2021 وبعد خضوعها لعمل جراحي لاستئصال الورم الخبيث، بدأت رحلتها مع جرعات العلاج الكيماوي في مشفى “البيروني” بعد شهر منه.
رحلة المريضة مع عائلتها المرافقة لها لتلقي الجرعات تكررت كلَّ 21 يوماً بحسب ما ذكرت ابنتها “فاطمة” التي تابعت : «تبدأ رحلتنا من قرية “شين” الواقعة في ريف “حمص” الشمالي الغربي مع طلوع الفجر بسبب وجود رحلة وحيدة إلى “دمشق” بذلك التوقيت ولنضمن الوصول باكراً وحجز دور متقدِّم لنضمن العودة مع ذات الباص الذي أقلَّنا ذهاباً، وإلاَّ فإنَّ معاناة السفر إياباً سوف تكون مجهدة على والدتي بدنياً وماديَّاً علينا كمرافقين بالنسبة لي ولوالدي أيضاً، الجرعات المحددة عددها 8 وفي بعض الأحيان نضطر لشراء بعضها من خارج المشفى لعدم توفر أنواع معينة من الأدوية والتي وصل سعرها لمبلغ 32 ألف ليرة سورية بالإضافة لبعض أنواع الأدوية المكملة للعلاج وهي الأخرى بأسعار مرتفعة جداً. ولاحقاً سوف تخضع للعلاج الإشعاعي المقرر في شهر “أيار” القادم بمعدَّل جلسة واحدة لمدة 20 يوماً متواصلة.
وتضيف “فاطمة” أن «دعم المجتمع المحلِّي في ناحية “شين” غائب كلِّياً، وليس هنالك من مبادرات مجتمعية شملت تقديم المساعدة لمرضى السرطان وما قُدِّم مؤخَّراً من قبل إحدى الجمعيات، عبارة عن سلة غذائية تعطى لعائلة المريض ومبلغ مالي قدره 100 ألف ليرة ومعونة شهرية للمريض قدرها 25 ألف ليرة سورية، وهذا الأمر حصل في الآونة الأخيرة فقط».
أمَّا في مدينة “الرستن” فحالة السيدة “فدوى” البالغة من العمر 35 عاماً وهي أمٌّ لثلاث بناتٍ لم تكن أحسن حالاً، وتروي قصَّة مرضها وعلاجها فتقول: «أصبت بمرض “سرطان الثدي” عام 2014، وتقرر إجراء عملية استئصال جراحية للورم الذي شخَّصه الطبيب المعالج لي، من ثمَّ بدأت برحلة العلاج الكيماوي وبمدة 11 شهراً تقريباً في مشفى “البيروني” في “دمشق”. معاناة تأمين ثمن الجرعات عند عدم توفِّرها مجاناً في المشفى كان الهمَّ الأكبر مثل معظم مرضى السرطان غير الميسورين مادياً، وكذلك مشقة السفر والإقامة هناك في ظلِّ ظروف الحرب القائمة حينها، بعض الجمعيات الخيرية في مدينة “حمص” وبعض أهل الخير قدَّموا لي جزءاً من ثمن الجرعات حيناً، ومساعدةً بتكاليف السفر وببعض الأدوية المزمنة التي ما زلت مناوبةً على تناولها بعد انتهاء فترة العلاج الكيماوي والإشعاعي».
اقرأ أيضاً:رندة يوسف.. المعلمة التي قاومت السرطان بالعمل
تأمل السيدة “ريم المسدي” أن تكون قصَّة كفاحها مع آلام وهموم مرض السرطان ذات فائدة لمن يشاركونها المعاناة من المرضى كي يحاولوا التغلُّب قدر الإمكان على المرض ويستفيدون من تجربتها القاسية معه.
القصَّة التي بدأت مع نهاية عام 2013 حينما اكتشفت “المسدي” إصابتها بمرض “سرطان الثدي” أثناء إقامتها في “مصر” حيث تقول «لن أنسى دواء “الادريماسين” الذي وصفه الأطباء لي وما فعله من آلام بي، بعد 4 أشهر من اكتشاف المرض خضعت للعلاج الكيماوي على مدى 6 جرعات، ومن ثمَّ انتقلت مع زوجي وطفليَّ إلى “السعودية” مع نهاية عام 2014، وواصلت تلقي العلاج على اختلاف أنواعه، بسبب تطورات المرض وانتشاره في أجزاء مختلفة من جسمي، رحلة العلاج لم تكن سهلةً بالمطلق وباهظة التكاليف، وقد استمرت مع عودتي مع أطفالي إلى “سوريا” عام 2018، حاولت قدر الإمكان الاعتماد على ذاتي وعدم طلب المساعدة من أحدٍ حتى في موضوع الجرعات الكيماوية والتي كنت آخذها بنفسي في منزلي رغم خطورة ذلك الأمر. المشافي التي راجعتها في “حمص” و”دمشق” – في بادئ الأمر – لم تتوفر بها أنواع الجرعات المخصصة لي، وكنَّا نضطر لشرائها من الصيدليات الخاصة رغم ثمنها الباهظ».
تذكُر السيدة “ريم” أنَّها تواصلت مع عدَّة جمعيات خيريةٍ لكنها لم تلقى أيَّ دعمٍ من إحداها، حتى على صعيد بعض أصناف الأدوية التي تتناولها بشكلٍ دائمٍ وأحدها بسعر 55 ألف ليرة وهو الأرخص بينها، وتحتاج لعلبة منه في كلِّ شهر.
في بلدة “قطينة” حيث يقع معمل الأسمدة الآزوتية يقول الدكتور “ستالين شليل” الأخصائي بالجراحة العظمية ورئيس مجلس إدارة جمعية “نبضة حياة” للخدمات الاجتماعية في البلدة « بأنَّ أعداد المصابين بمرض السرطان قد يكون مرتفعاً نسبياً عن باقي المناطق بسبب الملوثات، التي تصدر عن أحد معامل الشركة وهو معمل “السماد الآزوتي” تحديداً، لذا نجد أنَّ أكثر الأنواع انتشاراً هي سرطانات الرئة والقصبات»
ويضيف “شليل” «كفريق عملٍ في الجمعية كان جلُّ عملنا منذ تأسيسها عام 2019 مقتصراً على مساعدة المسنين وأصحاب الإعاقة والعائلات المحتاجة، لكن مع نهاية عام 2020 تمَّ شمل حالات مرضى السرطان وإحصائها من قبلنا، وقد بلغ عددها 70 حالة مشخَّصة وقيد العلاج. مساهمة الجمعية تخضع للإمكانات المتوفرة لديها، والتي تعتمد على ما يصلها من تبرعات أبناء البلدة من المقيمين والمغتربين وأعدادهم قليلةٍ مقارنةً بمناطق أخرى. حصلنا في هذا العام على مساعدةٍ ماليةٍ من “مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل” في “حمص” ولكنها غير كافيةٍ بكلِّ تأكيدٍ لتقديم العون الكامل لهؤلاء المرضى وغيرهم من المشمولين ببرنامج مساعدتنا، وما نعمل عليه هو نشر روح التعاون بين أبناء المجتمع المحليِّ هنا، وحثِّهم على تعزيز ثقافة التبرُّع والتكاتف من أجل تحقيق التنمية المجتمعية على كافة الأصعدة وهذا هو الدور الأكبر المنوط بالجمعيات الاهلية العاملة في مجال الأعمال الخيرية».
اقرأ أيضاً:باحث سوري يقول أنه اخترع علاج السرطان قبل البريطانيين
الشيخ “حسن الحكيم” دعا لتوجيه الخطاب الديني نحو تعزيز الدعوة لتقديم المساعدات لا سيما الصحية منها، وأن يعتبر التبرع لبناء الصروح العلمية والثقافية والاستشفائية واجباً دينياً وأخلاقياً، كما هو الحال في بناء المساجد والجوامع لكنَّ معظم رجال الدين وللأسف الشديد مقصِّرون بهذا الجانب وهنا يكمن دور “وزارة الأوقاف” بهذا الأمر وفق حديثه.
ويضيف “الحكيم” أن الجمعيات الخيرية “لا تقوم بدورها المنوط بها بشكلٍ صحيحٍ والعمل الخيري لها ذو ناحيةٍ نفعيةٍ أكثر مما هو خدمي وإنساني بالدرجة الأولى، وإلاَّ، ما الذي يمنعها من استغلال التبرعات التي تصلها وتوجيهها من أجل بناء مستشفياتٍ مختصَّة بمعالجة مرضى السرطان؟ المسؤولية كذلك، تقع على عاتق المسؤولين عن قطاع التربية والتعليم؛ من خلال نشر ثقافة التبرع وتعزيزها في نفوس الأطفال كمنهجٍ تعليميٍ مستدام، لما له من أثرٍ تراكميٍّ في تشكيل ثقافة جمعية تساهم بتطور المجتمع وتحقيق التنمية فيه”. ويؤكد أن «هناك العديد من المقترحات التي تقدَّمت بها للمسؤولين في محافظة “حمص” من قبل – وما زلت أنادي بها – والتي لها دورٌ هامٌّ في تنمية الشعور الوجداني الذي تحدَّثت عنه سابقاً من خلال إقامة المهرجانات الفنِّية والرياضية الهادفة لمساعدة مرضى السرطان؛ من خلال تخصيص ريوعها لأجل هذا الهدف والمناداة والإرشاد من أجل تشجيع الناس على التبرُّع وتحويله لثقافةٍ راسخة، إنَّ خطواتٍ كهذه من شأنها – فيما لو نُفِّذت – تحقيق التنمية الفكرية والثقافية والصِّحية للمجتمع ككل، والمساهمة في بناء حضارته لاحقاً».
لأسباب كثيرة، تحول مرض السرطان إلى تهديد حقيقي يمس حياة الكثيرين من أبناء المحافظة، بغض النظر عن انتماءاتهم وأوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية وتوزعهم الجغرافي، وإلى جانب الحاجة لإعادة العمل بمشروع الطب النووي في المحافظة، فإن المجتمع بمختلف فعالياته وشرائحه يجد نفسه أمام تحد لا يمكنه التغلب عليه إلا بالتكاتف والتضامن والوعي.
اقرأ أيضاً:بعد 7 سنوات.. لينا تَصنع فرح لأطفال السرطان