
تقول القاعدة الإدارية عالمياً والتي لا تحتاج إلى دروس ولا شهادات ولا دكتوراه ولا تنطوي على مؤامرات ولا أمبرياليات أنه عندما تكون هناك فضيحة ضمن مؤسسة عامة أو خاصة هناك مسؤول عليه أن يستقيل أو يُعلق عمله حتى إثبات براءته وتطل الجهة المعنية ببيانات وتصريحات تعلن فيها فتح تحقيق وفي النهاية تكشف ما هي نتيجة التحقيق ويحاسب المذنب ويستقيل المقصر.
سناك سوري – بلال سليطين
بينما في بلادنا الفضيحة أياً كان مستواها هي موضوع يجب “ضبضبته” مو وقتها هلا، حتى المعني الأساسي بالفضيحة يتحول إلى مزاود وطني وينهال عليك مثل بدك تشوه سمعة البلد أو بدك تفضحنا قدام الأجانب، وكأن ارتكاب الفعل المسيء من قبل هذا المسؤول ليس هو الفضيحة!!؟؟
بالأمس خرج علينا حارس مننخب سوريا “ابراهيم عالمة” بقنبلة مدوية بحديثه عن قيام مسؤول في بعثة المنتخب الوطني نقل مواد من الخارج مع البعثة وتكليف اللاعبين بحملها وهي لا علاقة لها بالمنتخب (لاعبين لا عتالين- وإداريين لا مهربين)، إضافة للفساد والمشاكل الإدارية والفنية ونقص التجهيزات واستعارتها من منتخبات منافسة …إلخ.(وين هيبة المنتخب وعزيمة اللاعبين).
سبق هذه الفضيحة واحدة أخرى أطلقها لاعب المنتخب السوري “اياز عثمان” وأخرى فجرها “عمر خريبين” ومع كل فضيحة كانت الجهات المعنية ترد بالصمت وعدم تحمل المسؤولية وتعتمد على أن الجمهور سينسى، وهذا منطق فليس دور الجمهور أن يتذكر كل فضيحة (فهي كثيرة) بل دور الرقابة أن تلتقط كل فضيحة وتفتح تحقيقاً بها.
ما فجره ابراهيم “عالمة” لو أنه حدث في دولة أخرى (لا يمكن أن يحدث) ولكن إن حدث يطيح بقيادات رياضية وإدارية ويقابل بردة فعل إجرائية مباشرة وليس بالاكتفاء بالمشاهدة، فلم نسمع استقالة واحدة وربما لن نسمع في حياتنا.(نسينا أن تلك الدول لا توجد فيها مؤامرات، لذلك الاستقالات سهلة فيها).
اقرأ أيضاً: إبراهيم عالمة يكشف أسرار المنتخب … أنا تعبي عم ينسرق
القضية ليست متعلقة بالرياضة إنها حالة واسعة الانتشار في هذه البلاد فثقافة التحقيق والمتابعة والاهتمام والاستقالة معدومة عند شريحة واسعة من المسؤولين وإن حضرت هذه الثقافة فهي تحضر بخجل، فمثلاً شهدنا في حمص قبل أسبوعين فضيحة تحرش مدير بطالبات في المعهد الذي يديره، وهي اتهامات بالصوت والصورة لكنها غير مثبتة قطعياً، لكن ومع مضي كل هذا الوقت على الفضيحة لم تخرج وزارة التربية السورية لقول حرف واحد عن الموضوع وكذلك محافظة حمص وكل الجهات الرسمية المعنية، تركوا المواطن في حيرة يتوقع ماهي ردة فعل أجهزة الدولة هل سمعت القصة وعتمت عليها “خوفاً على سمعة البلاد” أو تصرفت لإحقاق العدالة للمظلوم وحماية سمعة البلاد؟ أو استقال أحد المسؤولين أو كفت يده عن العمل حتى اجراء تحقيق.. للأسف !!!!(معقول التحرش بالطالبات مو مهم لأنه ما بيوهن عزيمة الأمة ولا يضعف الشعور القومي).
اقرأ أيضاً: قضية التحرش بالطالبات في معهد بحمص تتفاعل… والتربية تلتزم الصمت !!!
في سياق الفضائح أيضاً تشهد البلاد منذ أيام حادثة اختفاء المهندس “جهاد ابراهيم” في ظروف غامضة في محافظة طرطوس، والرجل يصفه من عرفه بأنه “عبقري الهندسة السورية” وتأتي حادثة اختفائه بعد أيام على قضية الطفل “فواز قطيفان” الذي خطف جنوب سوريا وأُطلق سراحه بفدية ضخمة جداً، بينما لم يتم إلقاء القبض على عصابة الخطف.(المهم سلامة الطفل يا جماعة).
إلا أن اختفاء “ابراهيم” والضجة التي أحدثها على السوشل ميديا لم يقابل بردة فعل حكومية بالخروج والقول إننا نتابع الملف والقضية ونحقق بها ونبحث عنه في كل مكان ممكن، سواء كان مختطفاً فنتابع الخاطفين ونحاسب المسؤول الأمني عن المنطقة كيف تقع هكذا حادثة في نطاق عمله، أو اذا كان موقوفاً لدى أحد الأجهزة الأمنية (كش برا وبعيد) كيف يفعلون ذلك من دون إعلام
القضاء وإخبار عائلته حتى تضع له محامٍ مثلا..إلخ.
الشواهد والقصص كثيرة وربما استطيع أن أسرد لكم آلاف القصص دون صعوبات في تذكرها والتي انتهت دون مساءلة أو محاسبة أو حتى استقالة أو أي رد فعل، وكأننا نعيش في مكان منفصل عن الواقع بعض المسؤولين فيه لا يعرفون معنى الحياء.
اقرأ أيضاً: اختفى منذ السبت الماضي… البحث مستمر عن المهندس جهاد ابراهيم








