بـ “المشرمحي” فشلت محادثات فيينا ولم تثمر سوى سياحة مجانية قامت بها الوفود المشاركة
سناك سوري-متابعات
لم تحقق أي تقدم يذكر، تختصر هذه العبارة نتائج المحادثات التي استضافتها مدينة النور أو الأضواء أو العشق كما تسمى عالمياً، فمحادثات فيينا انتهت دون أي خروقات تذكر على صعيد الملف السوري، وليالي الأنس بفيينا التي تحدثت عنها “أسمهان” في أغنيتها الشهيرة، لم ترخي بظلالها على المشهد السوري المتخم بليالي جنيف وأستانا وقريباً سوتشي والله أعلم أين لاحقاً.
تؤكد المعلومات الواردة من المحادثات التي جمعت بين الحكومة والمعارضة عبر الوسطاء كما جرت العادة في جنيف وأستانا، أنه تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، والسعي باتجاه اجراء عمليات تبادل للمعتقلين والأسرى، ومثل هذا الاتفاق أعلن عنه في مفاوضات أستانا سابقاً، لكن على الأرض كان كل شيء مختلف فلا الاتفاق أصبح نافذاً ولا التوقيع عليه أدى لرمي السلاح جانباً، ولا أهالي الغوطة حصلوا على مساعداتهم الإنسانية.
اقرأ أيضاً: هيئة التفاوض قررت لكنها لم تحسم أمرها بعد حول سوتشي! (دويخة)
اتفاق الغوطة الجديد السابق ذكره كان حصيلة اليوم الأول، بينما مر اليوم الثاني ثقيلاً دون الخروج بأي اتفاقات سوى بعض اللقاءات التي جمعت المبعوث الخاص إلى سوريا “ستيفان ديمستورا” مع رئيس وفد المعارضة “نصر الحريري”، الذي وعلى مايبدو أن زيارة موسكو وكرم الضيافة الذي حظي به الوفد المعارض من قبل المسؤولين الروس، قد خففا كثيراً من حدة التصريحات تجاه روسيا، حيث أشار الناطق باسم الوفد المعارض “يحيى العريضي” إلى الجهود الروسية بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، عبر مؤتمر سوتشي الذي قررت المعارضة عدم حضوره، مؤكداً أن الجهود الدولية من موسكو وواشنطن تدل على الجدية في تطبيق القرارات الدولية.
المفاجأة الحقيقية في محادثات فيينا التي عقدت تحت اسم “جنيف9” كانت بتصريحات “بسمة قضماني” التي رصدها سناك سوري والتي تحدثت خلالها لأول مرة عن “الانتخابات” كخيار للخروج من الصراع في سوريا، وقالت “قضماني”: «إن النظام لن يتنازل والتنازل بالنسبة له أمر غير واقعي، ومنذ ست سنوات ونحن نفاوضه بينما هو لا يفاوض أبداً، وما نفعله نحن والعالم دون أن ندري هو أننا نشكل “لبنة” للبديل عنه»، فهل قررت المعارضة حقاً اللجوء أخيراً إلى خيار الانتخابات في النهاية؟، لكن متى تحين هذه النهاية؟.
اقرأ أيضاً: اجتماع في فيينا يكشف معلومات تذكر للمرة الأولى
وهكذا وبـ “المشرمحي” فشلت محادثات فيينا ولم تثمر سوى سياحة مجانية قامت بها الوفود المشاركة بتلك المفاوضات، بينما استراحت جنيف قليلاً من سلبية تلك الوفود، بينما تقرر عقد مباحثات جديدة في فيينا خلال الأسبوعين القادمين، أي بعد مؤتمر سوتشي، الذي من الواضح أنه لن يحقق أي تقدم ملحوظ، والإضافة الجديدة له حتى اللحظة تكمن في تعقيد الوضع وتشعبه باتجاهات عدة بين أستانا وجنيف وفيينا وسوتشي، لتبقى دمشق هي الوجهة الحقيقية الوحيدة التي لم يجد أحد الطريق الواضح إليها رغم أنه أسهل الطرق “مجازياً”.
الحريري لن يحزم حقائبه إلى سوتشي!
ومن فيينا إلى سوتشي سينطلق مؤتمر السلام في الـ29 إلى 30 من شهر كانون الثاني الجاري، والذي حسمت هيئة التفاوض للمعارضة السورية أمرها ورفضت المشاركة به، إلا أنها لم تغلق بابها إلى روسيا، حيث قال رئيس وفد الهيئة “نصر الحريري” في مؤتمر صحفي: «هيئة المفاوضات مستمرة في عمليات الحوار مع روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والأردن، والسعودية، والأمم المتحدة، في إطار محاولة الدفع بالعملية السياسية في جنيف، ومحاولة الاستفادة من أي مبادرة بهذا الشأن»، مؤكدا أن هذه الجهود ستتواصل مع كل الأطراف وخاصة مع “الجانب الروسي”.
ورأى “الحريري” أن الهيئة تمثل آلاف المعتقلين والأطفال والشباب والضحايا، وهذا يحتم عليها عدم التخلي عن ثوابتهم، لكن “الحريري” لا يدرك أو لا يريد أن يدرك أن الشعب السوري والمعتقلين والشباب يريدون الخلاص من الحرب، وهم على عكس واشنطن والأمم المتحدة لا فرق عندهم أن يأتي هذا الخلاص من سوتشي أو جنيف، إنهم يريدونه أن يأتي فقط مع بعض الاستثناءات.