الرئيسيةسناك ساخر

على علمكم الجوخ بينغسل ولا حصراً بدو تمسيح؟ – رحاب تامر

كربة منزل “قليلة مروة” دائماً سألت نفسي ماذا لو وضعت الجوخ بالغسالة عوضاً عن تبديد طاقتي على مسحه؟

سناك سوري-رحاب تامر

كربة منزل “قليلة مروة” جداً، كما يطيب لحماتي والدة زوجي أن تصفني، لا أحب أبداً عملية مسح الجوخ، فهي تستلزم مني جهداً مضاعفاً لا أملك طاقة كافية أو “مروة” إن جاز التعبير على ممارسة هذا الفعل، ودائماً تساءلت ماذا يحدث لو وضعت الجوخ في الغسالة، تاركة لها هذه المهمة عوضاً عن ابتلائي بها.

أستغرب حقاً لما علينا أن نمسح الجوخ، ونهدر وقتاً إضافياً بهذه المهمة الشاقة بينما نستطيع استثمار هذا الجهد المهدور في التركيز على أهداف أكثر أهمية في حياتنا، “يعني من دون مرمطة وتعتير”.

زميلي في العمل الذي ترقى الأسبوع الماضي إلى منصب جديد، قال لي إن تمسيح الجوخ أسهل ألف مرة لديه، من ممارسة عمله على أتم وجه، ويضيف أن نتائجه أفضل بألفي مرة من نتائج القيام بعمل مميز وجهد إضافي، ربما أصدقه اليوم بالفعل حصل على مراده بعد أن مسح جوخ المدير العام طيلة الأشهر الفائتة، دون أن ينجز أي عمل هام على صعيد المؤسسة التي نعمل بها.

اقرأ أيضاً: في يوم حقوق الإنسان.. أنا “شقفة مواطن” من حقي نال “سقة القيادي” – رحاب تامر

جارتي الماهرة جداً في أعمال المنزل والتي غالباً ما تقارنني حماتي بها، ملأت الفيسبوك بدعايات انتخابية حدث الساعة اليوم، وهي التي لا تذكر متى داومت في عملها آخر مرة، لا بأس فالدعاية الانتخابية لشقيق مديرها تستلزم جهداً كبيراً، وربما هناك اتفاق ما على العمل من المنزل لصالح شقيقه، وعلى قولة حماتي: «شاطرة وقد حالها برافو عليها».

كثير من السوريين اليوم يجند صفحته الفيسبوكية لشكر ثقة القيادة، وغالباً فإن عدد آخر من السوريين يعتبر أن شكر ثقة القيادة نوع من عمليات تمسيخ الجوخ، وبينما يتقاذف الكثير والعديد الاتهامات بين بعضهم البعض، يلمع الجوخ أكثر فأكثر ويشق طريقه بكل ثقة نحو مكانه كأحد المتربعين على عرش الأقمشة إلى جانب المخمل، في حين أن ماسحي الجوخ وحتى منتقدي ماسحي الجوخ يشكلون نسبة الأقمشة العادية كالـ”الدريفيرا” (أرخص انواع الأقمشة كان سعر المتر منها عام 2010 لا يتجاوز 25 ليرة وهي خاصة لصنع غطاء للطراحات الاسفنجية)، وفي النهاية وبعيداً عن تصنيفات الأقمشة، فإن كل شخص يستطيع أن يختار نوع القماش الذي يرغبه، وقد يذهب بخياراته أبعد من ذلك ليختار أن يصبح كائناً من لحم ودم يدعى إنسان بعيداً عن تصنيفات الأقمشة الجامدة.

اقرأ أيضاً: السوريون وإعادة التدوير.. حتى “الكيلوتات” تصبح مماسح غبرة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى