الرئيسيةفن

هل لازلتم تستخدمون المطمورة.. وهل لاتزال تستطيع أن تنقذكم؟

كيف استخدمت المطمورة سابقاً.. وهل لاتزال اليوم تفي بالغرض؟

سناك سوري – عمرو مجدح

يكاد لا يخلو بيت سوري من المطمورة التي تعرف أيضاً بالطامورة أو الحصالة ويلجأ العديد من الأهالي إلى تشجيع أبنائهم على إقتنائها منذ الصغر خاصة وأنها تغرس في المرء الاهتمام بعملية الإدخار والاحتفاظ بالمال الزائد لوقت الحاجة أسوة بالمثل العتيق القائل “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود”.

يعود أصل كلمة “مطمورة” إلى فترات زمنية قديمة حيث كان يُخبِّىء الأهالي الحبوب وبعض المؤن في حفرة تحت الأرض لعدة أسباب أبرزها الخوف من هجوم قطاع الطرق على البيوت، أما اليوم فتختلف طرق وأشكال الإدخار فلم تعد تعتمد على الطريقة والشكل التقليدي ومع توالي الأزمات السياسية والإقتصادية منها الغلاء وتدهور سعر صرف الليرة السورية، فتحت وكسرت العديد من الحصالات والمطمورات.

يتذكر “فراس” ابن محافظة “السويداء” جدته التي كانت تدخر ما يتبقى من مال بمساعدة أحفادها وكانت مطمورتها عبارة عن “صرة قماش” وتشتري بما تجد فيها بعد فتحها “ليرة ذهب” بينما يتذكر أن أول حصالة خاصة به في طفولته كانت عبارة عن “سطل حليب” وكان قد زينه على شكل دب.

مقالات ذات صلة

ومن دمشق يقول “يحيى” : «كانت والدتي صاحبة فكرة الادخار في “المطمورة” وأذكر يوم اشترتها قبل سنوات وطلبت منا مساعدتها بوضع ما لا نحتاجه من مال و”فرايط” وكانت كل أمانيها حينها أن تجمع مبلغ يساعدها على شراء خاروف تذبحه وتوفي بنذر ما قد قطعته، لكن الأزمات عصفت بنا كما بقية الشعب وأصبحت الخراف غالية ومع هبوط العملة لم يعد ما جمع يكفي لشراء أي منها ورغم كل ذلك مازلنا ندخر فيها الزائد فقد أصبحت عادة».

مطمورة فادي من “السلمية” عبارة عن “قطرميز” ويقول : «منذ 4 شهور أحاول أن أجمع سعر الموبايل الذي أريده وفعلا بعد انقضاء الأشهر الأربعة أصبح لدي 100 ألف ليرة لكن تجري الريح بما لا تشتهي السفن فنحن ننام ونصحى لنجد الدولار أصبح ثلاث أضعاف والموبايل الذي كان سعره 140 الف بات بـ 400 ألف وهكذا فشلت الخطة ومازالت المية ألف ليرة في القطرميز تنتظر الفرج».

أما المصور الفوتوغرافي محمد ابن مدينة “دمشق” يقول : «مهنة التصوير تحتاج لمواكبة التطور السريع في العدسات ولمجارات هذا التطور قررت “التصميد” حتى يصبح لدي “حق” العدسة لم يكن لدي حصالة أو مطمورة فقط كنت أضع ما أكسبه في “شنطتي” الخاصة كان سعر العدسة حينها 80 ألف ليرة واستطعت فعلا أن أجمع 130 ألف ليرة لكن جنون ارتفاع الأسعار جعل العدسة ب 900 ألف ليرة».

يحكي عبد الرحمن من “حلب” عن تجربته قائلاً:«لم تكن لدينا حصالة أو مطمورة بشكلها المعتاد كنت وأخوتي نضع مايتبقى من النقود في صندوق للشوكلاته كنا قد اشتريناه وعملنا على إعادة تدويره ك “حصالة”في بداية 2014 كنا نجمع كل شهر مالا يقل عن 3000 ليرة وكان مبلغاً جيداً جدا لنا كطلبة ولكن مع تدهور الليرة وقلة استخدام الفراطة في التعامل بدأ ادخارنا أقل من السابق بكثير ولا يمتلئ حتى نصفها في السنة كاملة مع الوقت أصبحنا نستخدم تلك المبالغ المالية البسيطة للركوب في المواصلات العامة».

في العقود الماضية كان للمطمورة أو الحصالة دور كبير في الادخار بالنسبة للعوائل وطوق نجاة في الكثير من الأحيان خاصة عندما ينتهي الراتب قبل نهاية الشهر أو عندما يزورك ضيف مسافر من منطقة بعيدة ف ينقذك ماقد تجده في المطمورة للعمل بأصول الضيافة لكن في ظل الأحداث التي نعيشها تراجع دورها قليلا. وماذا عنكم هل لديكم مطمورة أو حصالة في البيت وهل لاتزال تستطيع أن تنقذكم ؟

اقرأ أيضاً:المصاري التي يفتقدها السوريون هذه الأيام.. ماهو سبب تسميتها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى