الرئيسية

دوبا: أيام السنة كلها للمرأة..ديوب: مظلومة عاملة وربة منزل

 ينبّه مَنْ لا يعرف ويُذكِّرُ من يعرف

سناك سوري – لينا ديوب

هل تحتفل اليوم النساء فقط في يومهن العالمي؟ أم أن هذا اليوم أصبح موضوع اهتمام لشريحة الشباب أيضاً؟ إناثاً وذكوراً؟ وأن الترويج والعمل على أفكار العدالة الجندرية وثقافة الحقوق والمساواة في أوساط الشباب باتت تظهر تغييراً نحو الأفضل؟ وكيف يبدو ذلك التغيير؟

لا تكتسب المرأة أهميتها من هذا اليوم

يبدو ذلك التغيير في الاعتراف بحضور المرأة دون الحاجة لتخصيص يوم لها، يقول “همام دوبا” منسق مبادرة “شاي ع الحطب” في مؤسسة “مساحات”:« لست مع وجود يوم عالمي للمرأة، فأيام السنة جميعها للمرأة والرجل، لكليهما في الحقوق والواجبات، فتخصيص يوم عالمي للمرأة، يجعلها تشعر بأنها بحاجة هذا اليوم على الخصوص، أي أنّها تكتسب أهميتها كامرأة منه، والعكس هو الصحيح، إن الحياة كلها تكتسب أهميتها من المرأة ومن ثم الرجل».

مقالات ذات صلة
همام دوبا

يرفض “دوبا” التركيز على ضعف المرأة، على الشاشات وخشبات المسارح، وأن تظهرها الحملات المجتمعية بحالة من الضعف والكسر، ويعود ذلك برأيه لكون هذا الأمر يعزز صورة ضعفها في المجتمعات، ولا يثير سوى الشفقة عليها، وهي أسمى وأرفع من ذلك، و يضيف: «إنّ على كل المهتمين في مجال حقوق المرأة العمل على إظهار قوتها الحقيقية، القوة التي تجعلها شريكة منتجة في المجتمع، لا أن نظهرها تابعةً راضخة كي نحفّز شعور المجتمع الظالم بالشفقة عليها في أحسن الأحوال».

اقرأ أيضاً عن المرأة.. إذا الشمس ساطعة والعصافير تزقزق .. لم كل هذا الشقاء؟!

الرجل شريك وليس عدو

يطالب “دوبا” بتمكينها اقتصادياً، واجتماعياً، وإعطائها الفرصة لتتكلم هي عما تعانيه، عما تطمح له، بالشراكة مع الرجل دون إقصائه ومعاداته، ويعتبر حماس بعض المتحيزين لقضية المرأة بتحويل الرجل من شريك إلى عدو ومهاجمته خطأ، فالمرأة كما يقول: ليست بحاجة من يدافع عنها، وليست بحاجة أن نحدد لها كيف وأين ومتى تدافع عن حقوقها، علينا كناشطين فقط أن نساعد في فسح المجال لها للتعبير، وامتلاك مفاتيح الفرص، ومن أسست أسرة، وربّت أجيالاً، ليست عاجزة وقتها من أن تحقق ذاتها كما نتمنى لها جميعاً.

الاحتفاء بالنساء أينما كنّ

وجودُ يومٍ مخصّص ليكونَ “عيد عالمي للمرأة” هو أمرٌ مهم برأيي، يقول الصحفي “جواد ديوب” ويضيف: لأنه ينبّه مَنْ لا يعرف ويُذكِّرُ من يعرف بأهمية الاحتفاء ليس فقط في اليوم نفسه إنما على مدار الأيام بموضوع الاحتفاء أي بالنساء أينما كنّ، لكن الأهم بالنسبة لـ”جواد” أن يتم فعلاً الاهتمام بالعيد وبالمرأة معاً، لأن ما يحصل واقعياً في بلادنا أن الجهاتُ الرسمية تنسى أنْ تخصّص هذا اليوم لتكريم العاملات أو الموظفات، وهو أصلاً ليس من عادات الكثير من الأزواج أو الرجال، بل هو ليس في قاموسهم أصلاً، بسبب التقييم “الجندري” و”البيولوجي” المتدنّي الذي توضَعُ النساء عندنا في خانته.

الصحفي جواد ديوب

للنساء أدوارهن في الحياة

يرى “ديوب” إن المرأة تُعدُّ عند البعض حتى ممن هم مسؤولون في مؤسسات تعنى بشؤون المرأة أو بشؤون الأسرة كائناً لإنجاب الأولاد وتربيتهم ورعايتهم والاهتمام بأعمال المنزل فقط. وفي حال كانت موظفة أو عاملة يُلقى عليها اللوم بأنه “لو لم تكنْ موظفة وتقضي أوقاتها خارج منزلها لما تفكّكت الأسرة، أو لما ضاع الأولاد، أو لكانت حياة العائلة بأحسن حال”.

ما يجعل يوماً مثل “يوم المرأة العالمي” مهمّاً جداً حسب الديوب المواقف والعصبيات والآراء المثقلة بتقييدات مجتمعية ودينية وشرعية وحتى قانونية، ويضيف:« بنفس الوقت يصبح “محارَباً” أو مذموماً أو منسيّاً لأنه يشكل عبئاً على فكر ووقت وجهد من يعدون أنفسهم “قوّامون على النساء” رغم أنهم هم أنفسهم يكادوا لا يفعلون من أمور حياتهم شيئاً إلا بمشورة نسائهم، بل بحُسْنِ آراء تلك النساء اللواتي خبِرنَ بعرقهنّ ولحمهنّ وسهر لياليهنّ وانعجانهنّ مع أنفاس أولادهنّ، خبرنَ الحياةَ وصنعوا رجالها».

إنصاف النساء

يقول “الديوب”:« إنّ رأيي هذا بالتأكيد فيه موقفٌ يقترب من إنصاف النساء، إلا أن الأهم ليست هي الآراء ولا القوانين المخصصة لحماية المرأة إنما تفعيل تلك القوانين والاستمرار في تحية النساء فعلاً لا قولاً».

اقرأ أيضاً:لا أستطيع النوم قبل الكتابة عن اليوم العالمي للمرأة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى