شهدت “سوريا” خلال عام 2021 عدداً من الأحداث والتحولات السياسية التي تركت أثرها على المشهد السياسي العام في البلاد التي تدخل العام الحادي عشر للحرب.
سناك سوري _ دمشق
ولعل أبرز الأحداث السياسية تمثل في انتخاب الرئيس “بشار الأسد” لفترة رئاسية هي الثانية منذ إقرار دستور 2012، حيث نال تأييد 95.19% من مجموع الناخبين، متفوقاً على المرشحين “عبد الله سلوم عبد الله” و”محمود مرعي”.
انتخابات الرئاسة لقيت جدلاً في الأوساط الدولية ورفضاً لنتائجها من قبل “الولايات المتحدة” والدول الأوروبية مقابل تأييد لها من قبل حلفاء “دمشق” وفي مقدمتهم “روسيا” و”الصين” و “إيران”.
وعند أداء الرئيس “الأسد” خطاب القسم بعيد ظهور نتائج الانتخابات كان وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” يحط رحاله في “دمشق” في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة السورية، وعقد لقاءات مع نظيره السوري “فيصل المقداد” والرئيس “الأسد” في إشارة إلى دعم “بكين” لـ”دمشق” والحديث عن تقديم مساعدات اقتصادية وبحث فرص الاستثمار الصيني بمرحلة إعادة إعمار “سوريا” على الرغم من أن ذلك لم يظهر له نتائج واضحة لاحقاً بعد الزيارة.
اللجنة الدستورية
مسار الحل السياسي الذي ترعاه “الأمم المتحدة” عبر “اللجنة الدستورية” في “جنيف” واصل تعثره هذا العام فبعد انعقاد خامس جولة للمباحثات في كانون الثاني الماضي، وصف المبعوث الدولي الخاص إلى “سوريا” الجولة بالمخيبة للآمال.
وقال “بيدرسون” حينها أنه أبلغ المشاركين باجتماعات اللجنة المصغرة أنه لا يمكنهم الاستمرار على هذا النحو، فيما أعلن عضو اللجنة عن وفد المعارضة “عوض العلي” استقالته وقال بأن المحادثات باتت عبثية وفق وصفه.
لكن اللجنة عادت وعقدت سادس جولاتها في تشرين الأول الماضي وبدأت الاجتماعات بأجواء متفائلة بإحداث خرق في ركود مسار الحل، حيث انتهت إلى فشل التوافق على أي اتفاق حيال المبادئ الدستورية التي ناقشها المجتمعون.
اقرأ أيضاً:مصادر: فرصة لعقد جولة مفاوضات اللجنة الدستورية خلال كانون الثاني
الزيارة الإماراتية
في التاسع من أيلول الماضي، هبطت طائرة وزير الخارجية الإماراتي “عبد الله بن زايد” في العاصمة السورية، والتقى حينها بالرئيس “الأسد” في ظل أصداء دولية متناقضة حيال الزيارة بين مرحّب بها ورافض لها.
ورغم الإعلان الأمريكي عن رفض “واشنطن” إعادة الدول العربية علاقاتها مع “دمشق” إلا أن الزيارة مرت دون اتخاذ أي موقف أمريكي يعارض التوجه الإماراتي، بينما زاد الحديث عن عودة “سوريا” إلى الجامعة العربية.
ومع تبادل الزيارات مع “الإمارات” اتسع النقاش حيال حضور “سوريا” عربياً وسط تأييد دول عدة مثل “الأردن” و”العراق” و”الجزائر” للعودة السورية ورفض دول أخرى في مقدمتها “قطر” و”السعودية” لتلك العودة.
وفي إطار خروقات العزلة عن المحيط كان لافتاً لقاء وزير الخارجية “فيصل المقداد” بنظيره المصري “سامح شكري” في “نيويورك” خلال أعمال الجمعية العامة لـ”الأمم المتحدة” في أيلول الماضي، وبدا اللقاء إشارة مصرية واضحة لإعادة العلاقات بين “دمشق” و”القاهرة”.
مشروع خط الغاز
بدوره، اتصل الملك الأردني “عبد الله الثاني” بالرئيس السوري في تشرين الأول الماضي، وكانت المرة الأولى لمثل هذا التواصل منذ بداية الأزمة في “سوريا” وسط حديث عن دور العاهل الأردني في تسيير مشروع مد الغاز والكهرباء إلى “لبنان” عبر “سوريا” دون الوقوع بفخ العقوبات الأمريكية، إضافة إلى تزايد التعاون السوري الأردني مع فتح معبر “نصيب” وعودة الحركة بين البلدين.
من جهة أخرى كان لمشروع مد خط الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى “لبنان” عبر “سوريا” أثر في إعلان السفيرة الأمريكية لدى “بيروت” “دوروثي شيا” أن الإدارة الأمريكية لن تعرّض الدول المشاركة في المشروع لعقوبات “قيصر” الأمر الذي اعتبره مراقبون أول إجراء لتخفيف العقوبات على “سوريا” وإن بطريقة غير مباشرة، كما أن المشروع فتح آفاق التعاون بين الحكومة السورية وحكومات “لبنان” و”الأردن” و”مصر”
2021
عام التبدلات في المواقف العربية تجاه “دمشق” شهد انفراجاً نسبياً في العلاقات مع العرب دون الوصول إلى عودة فعلية للجامعة العربية، لكنه على المستوى المحلي لم يشهد تحركاً نحو حل سياسي حقيقي ينهي الأزمة لا سيما مع تزايد الأعباء المعيشية على السوريين جراء العقوبات الأمريكية والأوروبية.
اقرأ أيضاً: ما دلائل الزيارة الإماراتية وماذا حملت إلى سوريا