يوم أعيد انتخاب صباح فخري نقيباً للفنانين

كيف جرت انتخابات الفنانين السوريين في العام 1974؟
سناك سوري – عمرو مجدح
تعيدنا انتخابات نقابة الفنانين السوريين وماتشهده من منافسه وصراعات واتهامات متبادلة بين أعضاءها إلى التساؤل عن حال النقابة قديماً وإذا كان حالها أفضل من اليوم فيأخذنا الأرشيف إلى مجلة الشبكة اللبنانية في عددها 943 من عام 1974 الذي توثق فيه كواليس إعادة انتخاب المطرب السوري “صباح فخري” نقيباً للفنانين السوريين.
جاء في مقدمة المادة التي أُعدت حول الموضوع :«بعد انتقادات ومناقشات وآراء دارت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة اجتمع الفنانون السوريون لانتخاب نقيب جديد ومحاكمة النقيب القديم ومجلس إدارته وغصت صالة “الحمراء” بأهل الفن وانطلقت الأصوات تفرغ أصوات الاتهامات والطلبات ومشتقاتها وأعيد إجلاس “صباح فخري” على كرسي “محكمة الفنانين” تسع ساعات متواصلة، حيث كان التجمع يضم مايقارب 175 فنانا وفنانة اتحدوا على إبقاء مجلس الإدارة وأقنعوا “صباح فخري” بترشيح نفسه من جديد كما أقنعوا “هاني الروماني” والذي كان يشغل عضو مجلس الشعب ونائب النقيب بتأجيل ترشيحه حتى الدورة القادمة».
بدء محاكمة النقيب
بعد صعود النقيب “صباح فخري” ومجلس إدارته، وممثل وزارة الثقافة ، إلى المنصة علت الأصوات تطالب إيضاح أسباب ومبررات نواقص وثغرات العام الماضي وكانت كلها مدونة في بيان التجمع ، تحت فقرة السلبيات لذلك ارتأى الجالسون في مقاعد المتهمين، توزيع البيان بشكل شامل ثم أعلنوا استعدادهم للدفاع..
اقرأ أيضاً:تولاي هارون لرمضان: أين مساعدات الفنانين.. ممنوع تتهرب من المسؤولية
وقف المذيع والمخرج “داوود يعقوب” يطالب بالإيضاح ويؤكد أن نتيجة الحكم ستخول المجلس نيل حق الاستمرار وتسمح للنقيب بترشيح نفسه مرة ثانية وتبقي الثقة لمن أولاهم الفنانون ثقتهم، وجاءت اتهامات “داوود يعقوب” لتلف حول الجهاز الإداري والكرم والإسراف في دفع المكافآت والرواتب والمصاريف الكمالية وتكررت انتقادات “يعقوب” وتكررت توضيحات النقيب ونائبه “هاني الروماني”، حتى كاد الأمر أن يتحول إلى حوار مفتوح بين الطرفين، ووقف المخرج “محمد شاهين” مطالباً بمنح أكبر مبلغ ممكن لدعم المكتبة المقرر استخدامها حتى تغني الباحثين والطلاب ووقف “صالح الحايك” ليبين ضرر الإنتاج السينمائي ومنافعه وضرورة توزيع عوائد على الجميع في خمسة أفلام سنوياً بدل فيلم واحد، وطالب “عبد الوهاب الجراح” وهو فنان من “حلب” بتشجيع الجمعية السكنية التعاونية هناك مؤكداً أن الكثيرين يعيشون في الأقبية المرطبة مما لفت انتباه المجلس الذي أقر فوراً مبلغ خمسين ألف ليرة سورية لإخراج الكثيرين من الأقبية.
اقرأ ايضاً:بعد فشل زواجه بـ عفوفة.. أينتزع سلنغو المنصب من عمه البيسة؟
وبعد نقاش حاد حول أرقام المبالغ المهيئة للصرف خلال العام الجديد استقر الرأي على أن تعرض الفكرة ويتم التصويت على قبولها بطريقة إحصاء الأيدي من قبل مندوب وزارة الثقافة “موفق شقير” وبدأ النقيب يتلو أرقام المبالغ المقرر صرفها مع إيضاح السبب أو العائد وبدأ الفنانون يتهامسون ويرفعون أيدي الموافقة حتى تمت الموافقة على صرف الميزانية البالغة مع احتياطها ثلاثمائة وسبعين ألف ليرة سورية.

في نهاية الجلسة قال النقيب “صباح فخري” الذي أعيد انتخابه :« عدت إلى المسؤولية رغم قراري مؤخراً بتسليم الأمور إلى غيري لكن رأي الزملاء كان أقوى، وأنا بالمناسبة أشكر الجميع على ثقتهم بي وأتمنى التوفيق في تحقيق أهدافهم وفي إكمال الطريق الذي بدأناه».
يذكر أن انتخابات نقابة الفنانين السوريين تجري في “دمشق” اليوم وسط جدال كبير بعد أن كان من المقر إجراءها في شهر شباط الفائت لكنها توقفت بسبب كورونا.
اقرأ أيضاً:“رامي كوسا”: نقابة الفنانين في وضع كارثي وعلينا التغيير بالانتخابات
