يعني بيسمعونا عن جد.. مطالب عمال النظافة بالقرب من حاوية القمامة
300 ليرة قيمة الوجبة الغذائية و80 ليرة تعويض إصلاح ضرس.. ياعمال سوريا هابي عيد
“بتوصل مطالبنا برأيك، فيكن توصلوها للوزير يعني؟”. أصرّ عامل النظافة على زميلتي الصحفية لتمنحه أي بارقة أمل، بأن إجابته على سؤالها حول مطالبهم بيوم عيدهم. ستصل وسيدرك المسؤولون “فوق” بمعاناتهم فينصفونهم.
سناك سوري-رحاب تامر
في أحد مساءات الأسبوع الفائت، صادفت زميلتي الصحفية عمال نظافة يقومون بعملهم لتقترب وتحاورهم لتنهي تقريراً لها سينشر يوم عيد العمال. أي اليوم، حين تجمهرَ العمال وكلّهم جاوز عمرهم الـ45 عاماً، إلا واحد يبدو في منتصف الثلاثينيات. فرّ مبتعداً لا يريد الحديث أو التصوير.
“300 ليرة قيمة الوجبة الغذائية كل يوم، يعني بآخر الشهر ما بيشترولي 5 بيضات، خبروهم يرفعوها”. قال أحدهم، اعترض الثاني على نظام الضمان الصحي “80 ليرة بيعطوني أجرة تصليح سن، وهي بسكوتة ماعاد تشتري”. الثالث كان يمجّ سيكارته بينما يتابع التنظيف بيدين عاريتين. ليطالب بملابس خاصة لأن ملابسهم “اهترت” وراتبهم لا يشتري أكثر من حذاء “نص عمر”.
وبينما تزداد سوداوية السماء شيئاً فشيئاً، تقدم أحدهم ليسأل “معقول يشيلونا إذا حكينا”. فتفرّ ضحكة عميقة من زميله ليقول له: “من وين بدن يشيلوك ولوين بدن ياخدوك، إنت ونحن أتحت شي حالياً، نحن أقل شي بهالبلد”. ثم ينصرف إلى عمله بإزالة أكوام القمامة، خاتماً ضحكته بمطلب يرى فيه سهل التحقق قياساً بباقي المطالب الأخرى: “اقنعوا الناس ما ترمي الزبالة غير بالحاوية وبموعدها لتريحنا شوي”.
في ظل زحمة المعايدات الرسمية وغير الرسمية اليوم، لا تمتلك تلك المطالب فرصة الوصول. كذلك تفتقد فرصها في غالبية الصحف بذريعة أنها “مطالب مكررة، لا جديد أو زاوية تشد القارئ لها”. هكذا نحن المنسيون في عصر التريند لن يلتفت إلينا أحد دون فضيحة أو حادثة تشعل الرأي العام.