الرئيسيةرأي وتحليل

ونحن نحب الشاكرية إذا ما استطعنا إليها سبيلاً _ زياد محسن

دعوة لحفل بكاء جماعي للتعبير عن قهر السوريين

بكى الرجل السوري حين سألته المذيعة ما إذا كان يحب الشاكرية، وعرضت عليه شراء مكوّناتها لكي يدعو ابنته وعائلتها على وجبة غداء.

سناك سوري _ زياد محسن

وبعيداً عن النقاش حيال مهنية هذا الاستعراض المهين لحاجة الناس وتصوير عجزهم، وحتى بعيداً عن الرأي القائل بأن الهجوم لا يجب أن يكون على المذيعة بل على من تسبّب ببكاء الرجل.

فإننا كسوريين نحب الشاكرية وسنبكي إذا ما سألنا أحد عنها، نحب الشاكرية ونحب ورق العنب ونحب وجباتنا التقليدية ككل، تلك التي بتنا عاجزين عن الوصول إليها، نحبها كما يفعل الشاب الفقير حين يعشق الأميرة في الحكايات القديمة، أي أننا نحتاج معجزةً ما لندركها.

الجواب بالبكاء هو ملخص مشاعر السوريين حيال حياتهم اليومية حالياً، لا سيما وأن الشارع حالياً يضجّ بالحديث حول النهاية، فالغالبية العظمى باتت تعتقد أن البلاد تعيش أيامها الأخيرة، أي أيامها الأسوأ التي ستودي بها، إذ من غير الممكن تصوّر بلادٍ تعجز فيها السيارات عن التحرك ومحطات الكهرباء عن التشغيل ومقاسم الهاتف عن الإقلاع، ويعجز سكّانها عن شراء كيلو من اللحم أو حتى الدجاج أو حتى الخضار ليقتاتوا به.

البكاء فقط هو الجملة الأكثر بلاغة للتعبير عمّا آل إليه حال السوريين، بكاء لن يسمعه العالم ولن يسمعه المسؤولون عنه، أولئك الضاحكين المبتسمين أمام عدسات الكاميرا وهم يشاركون بتدشين مشاريع لا تثمر ويفتتحون مطاعم لا يدخلها إلا ذو حظ عظيم.

البكاء آخر ما نلوذ به، وإن  كان من وسيلة للتعبير عن مشاعرنا كمواطنين، فلن تكون أكثر من تنظيم حفلة بكاء جماعية ننتحب خلالها لتفريغ ذلك القهر الذي وصلنا إليه، ثم نتناول آخر طبق شاكرية ونودّع الحياة التي صرنا لا نستطيع إليها سبيلاً.

اقرأ أيضاً:دموع مسن سوري تثير انقساماً حول برامج مساعدة الناس أمام الكاميرا

زر الذهاب إلى الأعلى