الرئيسيةرأي وتحليل

بين التهديد بالعدوان وعروض التقارب .. ما الذي يريده أردوغان من سوريا؟

مناورات تركية قبيل الانتخابات على حساب مصير السوريين

يتفاوت الموقف التركي بين الضغط على “سوريا” بالتهديد المتجدد بعمليات عسكرية وتوغل بري، وبين عروض التواصل من جديد واستعادة العلاقات مع “دمشق”.

سناك سوري _ دمشق
ما الذي يريده أردوغان؟

يلعب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” على أكثر من حبلٍ في العلاقة مع “سوريا” والموقف تجاهها، فهو تارةً يهدّد بعصا العدوان العسكري بذريعة حماية أمن بلاده القومي من الكرد السوريين، علماً أن حكومته ذاتها استقبلت قياديي “الإدارة الذاتية” في مطلع الأزمة من بوابة معارضتهم للسلطة بشكل أو بآخر، قبل أن ينقلب مزاج “أنقرة” وتعتبر “قسد” جزءاً من “حزب العمال الكردستاني” وتبرّر بذلك هجماتها العسكرية التي عنونتها بأسماء برّاقة مثل “غصن الزيتون” و”نبع السلام”.

من جهة أخرى يلّوح “أردوغان” بالجزرة، وهي استعداده لاستعادة التواصل مع السلطات السورية التي قاد الهجوم عليها منذ بداية الأزمة، بعد سنين من “شهر العسل” قبل ذلك.

وتلمّح التصريحات التركية بين السطور بإمكانية تحالف بين “دمشق” و”أنقرة” لمواجهة “قسد” بافتراض العداوة المشتركة للطرفين معها، في وقتٍ لم تنجح فيه “قسد” بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يوحّد موقفهما معاً كسوريين في مواجهة الأطماع التركية، إذ تتمسّك “قسد” بشروطها حيال إداراتها الذاتية لمناطق الجزيرة السورية، والحفاظ على استقلالية جناحها العسكري حتى بحال انخراطه في الجيش السوري، في حين تصفها الحكومة السورية بالانفصالية وتهاجم تحالفها مع القوات الأمريكية ومشاركتها في نهب النفط والغاز من الحقول السورية.

اقرأ أيضاً:معارضة أمريكية للعدوان التركي وقسد تحمّل روسيا مسؤولية خفض التصعيد

ملف اللاجئين

أما الملف الآخر الذي يتلاعب به “أردوغان” فهو ملف اللاجئين السوريين في “تركيا”، وهو الملف الأكثر حساسية بالنسبة للشارع التركي لا سيما قبيل الانتخابات الرئاسية والنيابية المقررة في “تركيا” العام المقبل، إذ يحاول “أردوغان” أن يفتح سبيلين لحل هذا الملف، الأول يتمثّل في عمليات الترحيل “القسري” إلى مخيمات تجهّزها هيئات إغاثية تركية بريفي “حلب” و”إدلب”، وتتغنّى بها حكومة “العدالة والتنمية” على أنها نوع من الفضل على السوريين، والآخر محاولة التصالح مع “دمشق” لفتح الباب نحو تنظيم إعادة اللاجئين وتسوية أوضاعهم على غرار ما يفعل “لبنان” مثلاً.

يجرّب “أردوغان” كافة الطرق في سبيل تأمين التجديد له ولحزبه في السلطة، فيما لا يزال الموقف السوري الرسمي مصراً على الشرط الأساسي وهو الانسحاب التركي من الشمال، ليكون بوابة لإمكانية الحوار مع “أنقرة” وهو أمرٌ لا يزال بعيداً كما يبدو إلى الآن، في حين أن الأقرب للمنطق خلق تفاهم بين الطرفين السوريين الأساسيين بمواجهة “تركيا” والوصول إلى صيغة تضمن توحيد موقفهما تجاه المناورات التركية.

اقرأ أيضاً:غير بيدرسون يطالب تركيا وقسد بوقف فوري للتصعيد شمال سوريا

زر الذهاب إلى الأعلى