وزير التربية على فيسبوك: المسؤول البطل والحوليه المتخاذلين
المسؤول الذي لا "أحد سواه"

ينشط وزير التربية على فيسبوك وحيداً في الوزارة التي تبدو خالية من أي مسؤول آخر غيره. فالصفحة الرسمية لوزارة التربية لاتنشر إلا عن الوزير (الذي لاينام عم يتعب لحالو).
تبدو صفحة الوزارة وكأنها صفحة الوزير فلا أخبار إلا عنه ولا متابعة إلا منه ولا جهد إلا له..
سناك سوري – بلال سليطين
“توجيهات وبركات ورعايات وزير التربية وغيرها من المفردات الواردة والتي في طريقها للورود” تسيطر على محتوى صفحة الفيسبوك التي مفترض إنها تعبر عن وزارة كاملة أو مؤسسة دولة.
الأمر لايقتصر على صفحة الوزارة فهو حالة عامة في هذه البلاد. المسؤول وحده البطل ويلي حوليه متخاذلين ومقصرين وهو المخلص الذي أتى لإنقاذ المؤسسة من هؤلاء “والتصحيح”… مكرساً نظرية “يد لوحدها تصفق”.
يحدث هذا بينما ثقافة الفرد البطل تكاد تنتفي في علم الإدارة لصالح ثقافة الفريق. أي أن كل وزارة او إدارة بحاجة “فريق بطل” وليس “وزير أو مدير”. هذا فيما لو أرادت النهوض فإذا كان الفرد وحده يعمل فعلى المؤسسة السلام… وإذا كان لابد من مدير أو وزير “بطل” في هذه الظروف العصيبة فبطولته تكمن في جعل الوزارة أو المؤسسة خلية عمل متكاملة .. وليس أن “يكون هو العمل كله” فنجاحه يكون في تفعيل دور الجميع ودفعهم لتحمل مسؤولياتهم.
اقرأ أيضاً التَنمُّر على الإصلاحيين – بلال سليطين
قد يقول قائل إنهم يعملون ومن قال لك لايوجد فريق. نقول له بالتاكيد هناك فريق يعمل وهو يقف خلف كل الجهد وليس المسؤول وحده لكن هذا الفريق يعمل بشكل مبعثر وليس بثقافة الفريق. بينما يحصد الوزير كل شيء وينال كل الضوء لنفسه مهمشا الآخرين فيحبطون وينكفئون.
ما الذي يمنع صفحة وزارة من ذكر مايقوم به المعاونون والمدراء والموجهون وحتى المدرسون ورؤساء الدوائر والضباط الصغار حتى تتركز فقط على شخص الوزير. هل هي صفحة وزارة أم صفحة وزير… أو محافظ أو مدير فيما لو انتقلنا لصفحات المؤسسات والمحليات.
يكرس المسؤولون بهذا السلوك ثقافة الفرد البطل ويحطمون ثقافة المؤسسة وآلية عمل الفريق. وبالتالي كلما جاءنا مسؤول يهدم مافعله سلفه بدل أن يبني عليه.