وفاة حسن سامي يوسف.. شهد زمن العار حتى أودى به الندم
حسن سامي يوسف يلحق برفيق دربه عبد اللطيف عبد الحميد لتكون الصداقة أبدية في السماء

شهد الوسط الفني و الأدبي السوري خسارة جديدة، برحيل الكاتب و السيناريست “حسن سامي يوسف” عن عمر يناهز 79 عاما صباح أمس الجمعة.
سناك سوري _ دمشق
انتشر خبر رحيل “يوسف” بعد منشور “وليد يوسف” الذي بيّن أنه من أقاربه. والذي كتب فيه «على مهلك وين رايح، يا مسك فايح، الروائي والسيناريست حسن سامي يوسف في ذمة الله، عمي حسن، الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة».
كما نعت نقابة الفنانين السوريين الكاتب الدرامي الذي ترك خلفه العديد من المسلسلات. صاحبة الحضور الدائم بتاريخ الدراما السورية.
حسن سامي يوسف.. انطلاقة سينمائية
تعود أصول “يوسف” إلى قرية “لوبيا” الفلسطينية التي ولد فيها عام 1945، وهُجّر منها مع عائلته بعد نكبة 1948. انتقلوا بعدها إلى “لبنان”، ومن ثم “سوريا” واختاروا “دمشق للاستقرار فيها.
حيث أمضى شبابه ضمن أحيائها، وتابع تعليمه فيها ضمن مدارس “الأونروا” للاجئين الفلسطينيين. وعند وصوله للمرحلة الجامعية درس لمدة عام واحد اللغة الانكليزية في كلية الآداب .
إلى أن حصل على منحة لدراسة السيناريو السينمائي في الإتحاد السوفييتي. وعاد إلى البلاد وبدأ عمله بداية السبعينيات كرئيس لدائرة النصوص في المؤسسة العامة للسينما. فكان الفن السابع الخطوة الأولى له، والذي قدم نفسه فيه كمؤلف ومعالج درامي. ومن الأفلام التي ألّفها “الاتجاه المعاكس”، “قتل عن طريق التسلسل”.

حسن سامي يوسف.. غاص في هموم السوريين
خلال المسلسلات التي كتبها “يوسف” في الدراما السورية، غاص في عشوائيات دمشق. وحمل قضايا وهموم الطبقات الفقيرة فيها، كما وقف إلى جانب عشاقها بشتى طبقاتهم وظروفهم.
وكانت أعماله من أساسيات وصول الدراما السورية إلى الذروة، ولاتزال في أولوية المشاهدة عن محبيها. ومن أبرز أعماله نذكر “الانتظار”، “زمن العار”، “أيامنا الحلوة”، “الغفران”، “الندم”، و”أسرار المدينة”.
خلال عام 2023 أثار الراحل ضجة كبيرة عبر السوشال ميديا، بعد إعلانه التوقف عن كتابة مسلسلات لا تشبه السوريين، وطبيعة حياتهم. ولو وصل الحال به أن يبقى من دون عمل. تبعها مطالبات عدة بالعودة للكتابة من قبل جمهوره. كما حصدت مسلسلات “يوسف” عدة جوائز منها جائزة “محمد بن راشد” للدراما العربية عن مسلسل “زمن العار”.

عالم الرواية صديق دائم لـ حسن سامي يوسف
لم يكن رصيد “يوسف” الروائي أقل شأناً مما قدمه في السينما والتلفزيون. فقد كتب العديد من الروايات التي تم تحويلها لأعمال تلفزيونية. منها “عتبة الألم” التي تابعها جمهوره في مسلسل “الندم”.
في مطلع العام الجاري 2024، كشف الراحل عن صدور روايته “الغفران”، التي خطّها للمرة الأولى في عام 2000. باسم “فتاة القمر”، وأعاد كتابتها من جديد. وأصدرها في “دمشق”. التي جاءت كإضافة إلى أرشيفه الأدبي الذي ضم غيرها عدداً من الروايات مثل “عتبة الألم”، “بوابة الجنة”، “الزورق”، “رسالة إلى فاطمة”، و”على رصيف العمر”.
“فلسطين أرض سورية تم اغتصابها بمؤامرة كونية فريدة من نوعها في تاريخ البشر. هذا ما أؤمن به وهذا ما لا أجادل فيه، كنت وما زلت وسأبقى مؤمنًا بأنني سوري أعطوه اسم: فلسطيني، تمامًا كما أن هناك حلبيًا، حمصيًا، الخ
الراحل حسن سامي يوسف _ رواية عتبة الألم
حزن عاشه في الأشهر الماضية.. جدده برحيله للسوريين
في شهر “آيار” الفائت، فارق الراحل صديق الـ43 عاماً المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد“، الذي شكّل خبر وفاته صدمة نفسية على “يوسف” عبّر عنها في منشوراته على حسابه “فيسبوك”. ذكر خلالها أنه كتب رواية “عتبة الألم” بمنزله. مستوحشاً الحياة من بعد رحيل من بكى على كتفه ورمى همومه عليه.
واليوم الثاني من “آب” يلحق برفيق دربه، عبر جرح جديد تركه في جسد الفن والأدب السوري. ورثاه الكثير من محبيه عبر صفحات السوشال ميديا على اختلاف أعمارهم وفئاتهم الاجتماعية والأدبية، عقب إعلان خبر وفاته.

«لم يبق في الساحة لا حسن ولا سامي، لم يبق إلا القبيح و الوضيح»، جملة من منشور الكاتب “جورج برشيني”. الذي رثى به الراحل، معرباً عن حزنه على رحيله عن وسط بحاجة أمثاله ليبقى متماسكاً.
واكتفى الصحفي “علاء الخطيب” بالتعبير عن فداحة خسارته، واصفاً صباح اليوم بالموجع والمؤلم للقلب والذاكرة. وودع المؤلف “مازن طه” زميله بالمهنة وكتب «رحل أستاذ الكتابة الدرامية وعرابها الأول».
وبعد إعلان خبر وفاة الكاتب “حسن سامي يوسف”، تحدث المخرج “الليث حجو” عن وفائه لسوريا ولدمشق. وعدم تركه البلاد واللحاق بعائلته المتواجدة في “أوروبا”. كما كشف المؤلف “فادي قوشقجي” عن الأثر البليغ الذي تركه بتكوينته الشخصية، كقامة أدبية ومعلم يطول الحديث عنه وعن مهاراته الفكرية والحياتية.
كما نعى عشرات الفنانين والمخرجين والشعراء السوريين الكاتب السوري، متحدثين عن الفراغ الكبير الذي تركه خلفه. منهم ” هاني نديم، مصطفى الخاني، أمل عرفة، سامر البرقاوي، عدنان أبو الشامات، روعة السعدي، محمود نصر، سوزان نجم الدين، باسم ياخور. محمد خير الجراح، كرم الشعراني” وغيرهم.
تجدر الإشارة إلى أن “يوسف” تم دفنه في “دمشق” يوم أمس “الجمعة”. المدينة التي أحب وكتب عنها بكل أحاسيسه. ونقل يوميات أهلها من خلال أعماله.