وحدة التصنيع الغذائي في ربعو .. نساء يتحدّين الظروف بشغف العمل
منتجات نساء ربعو تصنع العيد .. وتساند الأسر الفقيرة رغم قلة الموارد

تعاني النساء العاملات في وحدة التصنيع الغذائي في قرية “ربعو” بريف “حماة” الغربي من صعوبات أبرزها تأمين مادة الغاز ما يعيق عملهنّ رغم ما يحملنه من شغف بالإنتاج والعمل.
سناك سوري _ محمد عباس
وقالت المهندسة “بتول نصر” مشرفة وحدة التصنيع الخاصة بالمرأة الريفية في القرية، أن عدم توافر الغاز يعد أحد أبرز التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة التي تقودها النساء. وتضيف أن عدم وجود خطوط إنتاج إضافية للألبان والأجبان يضعف من قدرة الوحدة على التوسع، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السيدات يوميًا.
وأشارت “نصر” في حديثها لـ سناك سوري إلى أن العاملات بحاجة ماسة إلى معدات توفر عليهن الوقت والجهد، مثل العجّانات، مؤكدة أن المشروع، الذي انطلق قبل أربع سنوات، يضم اليوم 25 سيدة يعملن بنظام المجموعات لإنتاج مختلف أنواع “المونة” الريفية، إلى جانب حلويات العيد قبل المناسبات.
ورغم ضعف العائد المادي، تقول “نصر” إن ما يميز هذا العمل هو أن السيدات الريفيات يعملن بحب وشغف، دون حسابات ربحية كبيرة، في ظل منافسة أقل من المدينة، ما يمنح المنتجات طابعًا أكثر احترافية وجودة.
عن الأسعار، توضح “نصر” أن الأجور رمزية وتُحسب من أرباح المبيعات. وتلفت إلى أن الرطل الذي يُباع في السوق بوزن 2.5 كغ، يُقدّم من قبل السيدات بوزن 3 كغ وبسعر 30 ألف ليرة سورية، وهو ما يُعتبر سعرًا منافسًا مقارنة بجودة المنتجات.
رائحة العيد.. من غرفة صغيرة إلى بيوت القرية
داخل غرفة صغيرة في الوحدة الإرشادية، تنبعث روائح المعمول وأقراص العيد، وتعلو ضحكات النساء المنشغلات بالتحضير لعيد الأضحى.
“ربا صقر” إحدى القائمات على العمل، تقول إنهن ينتجن كل شيء من دبس الرمان والتين إلى الحلويات والمربيات، إضافة إلى مبادرات خيرية تهدف لمساعدة الأسر المحتاجة.
أما “حنان علي”، وهي أم لثلاثة شبان، فتؤكد لـ سناك سوري أن الدعم العائلي هو ما يساعدها على الاستمرار، وتقول: “أولادي يساعدونني في البيت كي أستطيع متابعة عملي هنا”.
وتتحدث “عبير محفوض” بفخر عن قدرتها على تأمين جزء من مصروف عائلتها، والمساهمة في صناعة وتوزيع حلويات العيد على الأسر الفقيرة في القرية. وتصف مشاركتها في هذا العمل بأنها تجربة منحتها شعورًا بالاستقلالية والانتماء.
تأسست وحدة تصنيع ربعو الغذائية عام 2021، بالتعاون بين منظمة الفاو ومؤسسة الآغا خان. بدأت الوحدة بدورة تدريبية شملت مهارات الإدارة، الحسابات، والتعامل مع الزبائن.
تنتج وحدة ربعو، المونة الريفية بأنواعها، الألبان والأجبان، الحلويات والمعجنات، المربيات ودبس الرمان والتين، وتشارك في مختلف الفعاليات والمبادرات الخيرية في القرية، لتثبت أن الريف ليس فقط مساحة زراعية، بل بيئة قادرة على الإنتاج والعطاء، ولو بوسائل بسيطة وغاز لا يأتي دائمًا في موعده.