الرئيسيةسوريا الجميلة

هيثم فليحان… قائد رحلة العلاج من السرطان وبَسمتها

سائق الحافلة الذي خفف عن مئات المرضى على مدى عقد عناء العلاج

سناك سوري – رهان حبيب 

يحتفظ المهندس”خلدون السعدي” من أبناء محافظة “السويداء” الذي خاض رحلة علاج طويلة مع مرض السرطان بصورة طيبة في ذاكرته عن سائق حافلة جمعية مرضى السرطان بالمحافظة “هيثم فليحان” الذي كان رفيقاً دائماً له إلى مشفى “البيروني” قبل أن يشفى ويعود لحياته الطبيعية، فقد كان الداعم والمساعد في أصعب لحظات العمر وترك بصمته الجميلة رغم قساوة الظروف.
يقود “فليحان” الحافلة يومياً قرابة 400 كم ينقل خلالها المرضى إلى العلاج، تقول “رحاب قطيش”  وهي مريضة تسير على خطى التعافي من السرطان:«لم يتأخر يوماً، كما أنه يساعدنا في إنجاز المعاملات والدور، ولم يبخل بالمساعدة بمودة ودعاء دائم بالشفاء والصحة».

رحلة العمل والأمل بالشفاء التي يقودها “فليحان” تنطلق في الخامسة والنصف صباحاً من مدينته “صلخد” ويمر بطريقه على جميع المرضى الذين يتفق معهم بموعد مسبق على مكان اللقاء حيث تشمل الرحلة القرى والمدينة أيضاً، ومنها إلى “دمشق” حيث يتوزع بعض المرضى في مشافي “المواساة” و “المجتهد” و”الرشيد” و”مشفى الأطفال” و”البيروني”.

اقرأ أيضاً:أهالي السويداء يبنون مستشفى السرطان على نفقتهم الخاصة

“فليحان” الذي استقر منذ سنوات بمدينة “صلخد” وعمل في مجال الأعمال الحرة والبناء، قاده القدر إلى مهنة جعلته أحد الأسماء المشهورة على مستوى محافظته، ويكفي أن تطالع جواله لتجد فيه أرقام وأسماء من أبعد القرى في المحافظة جنوباً إلى شرقها وغربها وشمالها، هو عراب شريحة من المرضى ورفيقهم في رحلة علاج كانت لبعضهم بوابة الحياة وللبعض نهاية لمعاناة وآلام مبرحة.

يقول سائق حافلة الأمل لـ سناك سوري: «لا أنسَ وجوه أنهكها المرض وصباحات غاب عنها أشخاص رافقوني أشهر وقد تكون سنوات، أطمئن عليهم أتحدث معهم طوال الرحلة، ليأتي يوم يتحول به الاسم إلى ذكرى، لكني ما أزال حتى اليوم أتذكر أحاديث أشخاص حملوا ثقل العلاج الكيماوي وغيرهم ممن اضطروا لصور وفحوصات كثيرة ومتنوعة حيث كنت أواسيهم مرة وأراقب قوتهم وجلدهم في مواجهة حقيقية بين الحياة والموت».

اقرأ أيضاً:“نورا”.. المرأة التي قهرت سرطان الثدي!

يعمل “فليحان” على تسيير الأمور الورقية، توفير الأدوية، حجز الدور للمرضى، تقول ” ميرفت فرج “التي التقيناها في رحلة العودة من “دمشق” بعد تلقي العلاج :«بمودة يتابع أمورنا ويخفف على المريض عناء الرحلة، هو مثال للإنسانية والعطاء».

حمل هذا السائق على ظهره مرضى لم يتمكنوا من السير لتلقي العلاج بمحبة غامرة، وإلتزام بمهمة تحملها من أكثر من عشر سنوات وفق “مروان السعدي” العضو في جمعية مرضى السرطان.

اقرأ أيضاً:إعلامية سورية تتحدى مرض السرطان

 المرضى لم يكونوا يوماً مجرد ركاب

تجاوز “فليحان” مهمته كسائق حيث ينظم أسماء المرضى وفق بطاقات اسمية ويطمئن لوصول كل منهم إلى المشفى فهو يرى أن مهمته ليست مجرد نقلهم، ويضيف: «بحكم التجربة والتواجد اليومي بالمشافي خلقت علاقات طيبة مع ممرضين وممرضات في كافة المشافي التي أزورها مع المرضى لأتمكن من مساعدتهم وبمساعدة ممرضيبن وإداريين تفهموا مهمتي أتمكن من تخفيف أعباء عن المرضى لأحجز لهم للصور في عدة مشافي دون أن يضطروا للقدوم معي، ومنهم من أعرض تقاريرهم على أطباء وأنا دائما مرافق لمن ليس له مرافق أساعده قبل وبعد الجرعة، وكم أفرح عندما أعلم أن أحدهم أتم علاجه وشفي ليبقى صديق ومنهم كثر يعرضون المساعدة».

في سنته الثالثة بعد الخمسين يتمنى “فليحان” أن يزول المرض وهو يعلم أنها أمنية مستحيلة لكن ما يثق به أن هناك قلوباً مثله تفعل الخير لتقاوم المرض لأنه سبيل السلامة للإنسانية.

اقرأ أيضاً:شاب سوري مصاب بالسرطان يتبرع بأعضائه بعد الموت باستثناء عيناه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى