أخر الأخبار

هل يصلح “أستانا 14” ما أفسدته “جنيف”؟

الهدنة والإرهاب والعدوان و الدستورية يتصدرون مباحثات “أستانا14”

سناك سوري _ دمشق

انطلقت الجولة 14 من مباحثات مسار “أستانا” في العاصمة الكازاخية “نور سلطان” بحضور وفود الحكومة السورية والمعارضة والدول الضامنة والمبعوث الدولي “غير بيدرسون”.

اكتمال صفوف المجتمعين في “أستانا” جاء على وقع الفشل الذي منيت به الجولة الثانية من اجتماعات “اللجنة الدستورية” في “جنيف” أواخر الشهر الماضي، فيما يبدو محاولة لرأب الصدع الذي أظهره تصعيد التصريحات الاتهامية بين وفدي الحكومة والمعارضة في “جنيف”.

وعلى الرغم من انطلاق اجتماعات “اللجنة الدستورية” في مبنى “الأمم المتحدة” في “جنيف” وتكرار الحديث من مختلف الأطراف أنها جزء من تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 إلا أنها وبشكل أو بآخر تعود في مرجعية الدول الضامنة في “أستانا” أي “روسيا” و”تركيا” و “إيران”.

وهو ما دفع المبعوث الدولي الخاص بسوريا “غير بيدرسون” الذي يلعب دور الميسّر لاجتماعات الدستورية، إلى أن يلوذ بالدول الضامنة كي يضغطوا مجدداً باتجاه عقد الجولة القادمة من اجتماعات اللجنة في “جنيف” دون تعطيل.

لكن آمال “بيدرسون” قد لا تتحقق خاصة أن الدول الضامنة لم ترسل إلى “أستانا” قيادات الصف الأول لخارجيتها فاكتفت “تركيا” بنائب وزير الخارجية “سيدات أونال”، و”إيران” بكبير مساعدي وزير الخارجية “علي أصغر حاجي”، فيما مثّل المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا “ألكسندر لافرينتييف” وفد بلاده في المحادثات.

اقرأ أيضاً:“أستانا 13” مواقف متناقضة وبيان مشترك! بماذا خرج المؤتمر؟

وأعادت مباحثات “أستانا 14” الحديث عن وقف شامل لإطلاق النار في “سوريا” إلا أن معضلة “جبهة النصرة” والفصائل المصنفة إرهابية لاتزال قائمة، حيث أكد رئيس الوفد الحكومي في “أستانا” “بشار الجعفري” أنه لا يمكن للتهدئة أن تشمل مكافحة الإرهاب، في حين برزت نقطة الخلاف على تعريف الإرهاب بين الحكومة والمعارضة في جولة “جنيف” الأخيرة دون أن يتوصّلا إلى صيغة مشتركة حول المسألة.

المواضيع ذاتها التي ظهرت في “جنيف” عادت للظهور في “أستانا” حيث سيكون للعدوان التركي على مناطق شمال شرق “سوريا” نصيب من المباحثات الحالية وسط خلاف في الرؤى بين الحكومة السورية التي تعتبره احتلالاً وبين المعارضة التي تعتبره محاربة لإرهابيين.

وتطرح الجولة الحالية لمباحثات “أستانا” سؤالاً جوهرياً حول قدرة مسار “أستانا” الذي يقتصر على الدول الثلاث الضامنة على المضي قدماً بالعملية السياسية والتأثير على الأطراف السورية لضمان استمراريتها دون العودة إلى مرجعيات “جنيف” لاسيما “الولايات المتحدة” والمجموعة المصغرة.

حيث يبدو من خلال تتبع جولات مسارَي “أستانا” و “جنيف” أن هناك تنافساً غير معلن بين قدرات كلّ منهما على وضع تطبيقات الحل السياسي، ومحاولة ترسيخ “أستانا” أو “جنيف” كمرجعية للعملية التفاوضية.

فرغم أن “واشنطن” أبدت في التصريحات العلنية أنها تدعم “اللجنة الدستورية” المنطلقة من تفاهمات دول “أستانا” إلا أنها سرعان ما أطلقت تصريحات محرّضة ومهاجمة للحكومة السورية، وهو ما دفع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في وقت سابق لاتهام الإدارة الأمريكية بشكل مباشر بعرقلة أعمال اللجنة.

رغم أن الآمال تنعقد دوماً على الجولات التفاوضية لتكون سبيلاً لتحقيق انفراج في الأزمة السورية وطريقة لتقريب وجهات نظر السوريين من بعضهم إلا أن منافسات الدول وحروب المصالح ترخي بظلالها على مسارات التفاوض دون أن تتمكن عملية الحوار السوري من النأي بنفسها عن أهواء الدول وإجراءاتها والتي لا تصب إلا في مصالح تلك العواصم على حساب السوريين.

اقرأ أيضاً:“أستانا” تهدي إنجازها لـ”جنيف”.. اللجنة الدستورية قد تُطلق بعد شهر رمضان!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى