في الموروث الشعبي الشامي تطلق عبارة (حكى بدري) على الطفل الذي باشر الكلام قبل موعده، وبدري تعني في اللهجة المحلية (باكراً)، أي نطق باكراً. لتصبح فيما بعد تلك العبارة مثلاً يطلق لوصف حديث كل شخص يثرثر بكلام طفولي غير واضح أو مفهوم. ويقال أيضاً أنها تقال لشخص تكلم بعد صمت طويل، لهذا يتم إرداف عبارة (وانشرح صدري) لها.
سناك سوري – شعيب أحمد
تستعمل تلك العبارة اليوم في عديد المناسبات في حياتنا اليومية، وشيئاً فشيئاً تحورت تلك العبارة من مكانها ومعناها فبات اسم (بدري) يطلق على الرجل الغبي الذي لا يعي ما يقول من سخافة، أو كذاك الذي يخلط الشامي مع العامي حين يتحدث، في إشارة إلى البلاهة والغباء والبساطة وعدم النضج في وعي مجريات ما يحدث.
تتكرر تلك العبارة في جميع المسلسلات التي تتحدث عن البيئة الشامية القديمة وحتى المعاصرة، خصوصاً في دراما البيوت الشامية.موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً: أنا أيضاً لا أريد الموت من أجل الوطن – شعيب أحمد
لكن اليوم لم يعد (بدري) أسير الحياة العادية والتلفزيون إذ تحولت تلك العبارة اليوم إلى مفهوم سياسي يشار به إلى كل مسؤول يطلق تصريحات تستغبي العوام من المواطنين ويصدر قرارات تظهر مدى انفصاله عن الواقع من عدم وعيه لاحتياجات المواطنين.موقع سناك سوري.
ففي كل مؤسسة اليوم ومجلس وبلدية وناحية هناك (بدري). إذ يكفي أن يضع أحدهم صورة عن قرار حكومي معين أو صورة مصدر ذاك القرار ويكتب فوقها عبارة (حكى بدري)، حتى تترجم تلك الكلمة حجم الرفض لذاك القرار أو لسياسته حيال قضية ما.
اقرأ أيضاً: عنطزة صحفية – شعيب أحمد