طلاب في جامعة حلب يصفون معاناتهم بطريقة ساخرة

سناك سوري – عمر حاج خميس
حوّل بعض الشبان الباحثين عن منزل للسكن في حلب معاناتهم إلى شعر طريف يلخص حالتهم ويوضح حجم معاناتهم في البحث عن مأوىً لهم والتعامل مع السماسرة وصولاً إلى غلاء الإيجارات وصعوبة دفعها من قبلهم.
كما سخروا من البيوت المفروشة التي يضع فيها أصحابها “العفش” الفائض عن حاجتهم والذي يكون قديماً ومستهلكاً وعبارة عن كنبة وكرسي وطاولة ويقولون هذا بيت مفروش ومن ثم يرفعان مبلغ الإيجار.
اقرأ أيضاً: صيادلة ومهندسون عمال مقاهي “قد الدني”!
وبدأت الحكاية ببيت من الشعر كتبه “حسام قطيني” وهو طالب هندسة جاء فيه:
و السِّعر أطول من ليلى إذا هجرَتْ .. و الفرش أسوأ من حظي إذا وجدا
فما كان من زميله “يزن حلاق” وهو طالب طب إلا أن أكمل له المعاناة ببيت آخر وضعه له في تعليق، فرد عليه “قطيني” أيضاً وبين أخذ ورد تحولت المعاناة إلى قصيدة ساخرة تفاعل معها العشرات على مواقع التواصل الإجتماعي.
وكتب “حسام” هذه الأبيات:
حنّت علي من الطريق حجارة
أدفى من البيت اللعين و أأمن
يا من لهم في ” المارِتيني ” منزلٌ
قصد الأجار فديتكم فلتعلنوا
إني تعبت من التشرد هل بكم
شهم بأرقام البيوت يُعنوِنُ
إن كان هذا كم سأشكر سعيكم
إن لم يكن … أرض الطريق سنسكن
يا هائماً في الأرض تبغي منزلاً
صدري أحن من البيوت و أأمن
و الله لو كان المآل إلى يدي
لرجمت دَلالاً بنا يتشيطن
بينما رد عليه “يزن حلاق” بهذه الأبيات
طال العناء ولم أجد شهماً بهم
يحنو علينا يا تميم و يُحسن
و الله لو بيتاً بلا غسالةٍ
كالقصر يبدو في العيون و أحسنُ
علمَ الطريقُ و مَن عليهِ بحالتي
لا بيتَ إلا الطريقَ ….. و أسكنُ
لا أبتغي في القصرِ سكنةَ ساكنٍ
بل حائطاً يأوي الشريدَ و يحضنُ
بيتي الطريقُ فهل أتيتَ لغرفتي
عند الرصيفِ ليستريحَ المُحزَنُ
ماذا ستشربُ ماؤنا مقطوعةٌ
إن المساجدَ غلقها قد أعلنوا
شجري يقلّبهُ الخريفُ و إنني
ما عدتُ أعرف كيفَ سقفي يُفتَنُ
والله لو كانَ المآل إلى يدي
لرجمتُ مَن يشري البيوتَ و يرهنُ
—–
يذكر أن معاناة السكن في مدينة حلب عمرها سنوات وهي تسبب أزمة كبيرة للطلبة القادمين من محافظات أخرى حتى أنهم يضطرون للعمل بعد دوامهم في الجامعة من أجل تأمين نفقات الإيجار، في ظل إزدحام شديد على السكن الجامعي وانشار الواسطات والمحسوبيات.