هاربون من لحظات “داعش” الأخيرة… لم يعد بمقدوره منع الناس
![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2019/01/5ea9b2c6671624305296b19b1dbc3a2407318a2e.jpg)
شهادات لنساءٍ هاربات من آخر معاقل التنظيم
سناك سوري _ متابعات
يتجمّع الأطفال و النساء حول مقاتل يوزع علب البسكويت لينالوا أي شيء يسدّون به رمقهم بعد ساعات الجوع التي أمضوها في الصحراء، وسنوات العيش في كنف “داعش”.
هذه التجمعات البشرية في العراء هي مجموعات من رجال و نساء و أطفال خرجوا للتو من آخر معاقل تنظيم “داعش” المنهار، بعد أن أمضوا فترات متفاوتة تحت حكمه وانتهى بهم المطاف إلى الهروب حيث يتعرضون في مكان ليس ببعيد عن خطوط الجبهة لتحقيقات أولية و عمليات تفتيش و تصوير و أخذ بصمات تعقبها عملية فرز تفصل بين المقاتلين السابقين في صفوف التنظيم و النساء الأجانب اللواتي كنّ إلى جانب التنظيم الذي يسمّيهن ب”المهاجرات” و بين المدنيين المتبقين الذين يتم نقلهم إلى مخيم “الهول” شرق “الحسكة”.
كانت “آمنة حج حسين” البالغة من العمر 28 عاماً تحاول الهروب منذ أشهر من مناطق التنظيم بعد هروب زوجها الذي كان موظفاً لدى “داعش” إلى “تركيا” لكن عناصر التنظيم كان يحاولون تخويف الناس من الهروب حسب ما قالته لوكالة الصحافة الفرنسية.
جميع الخارجين الذين نقلت عنهم وسائل الإعلام تبرؤوا من التنظيم ومن العمل معه عسكرياً.. تقول “نورا العلي” القادمة من “حلب” رغم عمرها الذي لم يتجاوز 18 عاماً للوكالة أن “داعش” بات عاجزاً عن منع الناس من الخروج، و تبدي خوفها على زوجها الذي فصلوه عنها بعد التحقيق و الفرز و تقول إنه لم يكن سوى عامل مطعم و ليس مقاتلاً مع التنظيم الذي كانت تخرق قوانينه و تسمع الموسيقى سراً.
نساءٌ غير سوريات كانوا بين الخارجين، معظمهن من المتزوجات بعناصر من “داعش”، استسلمن للهروب بعد أن ضاق الخناق على مناطق التنظيم حيث لم يعد هناك خيار إلا الموت أو الاستسلام.
تظهر امرأة فرنسية تدعى “ماتيلد” في تقرير لقناة “فرانس 24” و تعترف بزواجها من مصري يعمل في المجال الطبي مع “داعش” و أنه فضّل البقاء حتى الموت خوفاً من السجن بينما اختارت الاستسلام متمنية إمضاء عقوبة السجن في بلدها “فرنسا”، كما أكدت وجود العديد من الفرنسيين بين مقاتلي “داعش” اختاروا الموت أيضاً مخافة السجن.
التنظيم الذي بسط سلطته قبل سنوات على مساحات واسعة في” سوريا” و “العراق” عابراً الحدود بين الدولتين و محاولاً بناء كيان سمّاه “دولة” يعيش الآن آخر أيامه في مساحة صغيرة متضائلة كل يوم بينما يهرب منه المدنيون و حتى مقاتليه وتبقى آخر مجاميعه محاصرة لا مفر لها إلا الاستسلام والتوقف عن سفك المزيد من الدماء.
اقرأ أيضاً :“داعش” الذي أقام دولة قبل سنوات محاصر في قريتين!