الرئيسيةرأي وتحليل

الحكومة منيحة بس المواطن “مو مقدر”.. والإعلام شفاف بس المواطن مو شايف

الحكومة منيحة بس المواطن “مو مقدر”، والإعلام شفاف بس المواطن مو شايف.

سناك سوري – محمد سليمان

مجموعة من التقارير والمقالات التي نشرت مؤخراً في كل الصحف السورية تحكي واقع “الحكومة المظلومة” من “الشعب النقاق”، الذي لا يتحمل مسؤولية ولا يأبه للعقوبات والحصار، هذا المواطن الظالم الذي يطالب ليل ونهاراً بوجود “الكهرباء والغاز والمازوت وحليب الأطفال”، فهل سمعتم يوماً بشعب يطالب بهذه الأمور من حكومته “الصامدة”.

أحد جهابذة التحليل “الجيوسياسي الاقتصادي العالمي” كتب مقال طويل حاول به توعية الشعب الذي لا يكل ولا يمل عن طلب “الكماليات”، ولكن “الشعب الجائر” يرد عليه بعشرات التعليقات الساخرة منه ومن الصحيفة التي نست كل همومه ومشاكله وأصبح همها الوحيد “تبييض الطناجر”.

وعلى الرغم من ردة الفعل لدى السوريين الذين وصفوا بالطابور الخامس بسبب مطالبهم الملحة “يا أخي المواطن الصالح بيطلب مرة وحدة”، إلا أن احدى القنوات أصرت على إخراج حلقة كاملة، عنوانها العريض “دور المثقفين والواعيين والمواطنين بالتصدي للحرب الشعواء”.

أما أحد الجهابذة على أحد الإذاعات الوطنية قرر أن سبب هذه الأزمات المواطن لأنه لا يملك ثقافة الشكوى، فلا يشتكي على من يعمل بالسوق السوداء “على أساس عم يشتغلوا بالهريبة”، وأنهى محاضرته الوطنية بطلب الوعي من الشعب للمؤامرة التي تريد الإطاحة بالحكومة.

بالنسبة لأعضاء مجلس الشعب الأمر مختلف فهم صوت المواطن وكل شخص منهم يمثل شريحة من الشعب السوري، لذلك حضروا تحت قبة البرلمان وأقاموا ثلاث اجتماعات رغم أنها لم تأتي بأي جدوى “بس بتهمنا الفكرة”، ولكن الوزراء عندما شعروا بالملل رفضوا طلب رئيس مجلس الشعب بالحضور وقال “لسا مبارح كنا عنكون”.

وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي يخرج علينا بين الحين والآخر أحد “الوطنجيين” ليعلمنا كيف نكون مواطنين صالحين، مثله الأمر ليس بصعب اتبع الخطوات الآتية، أولاً عليك أن تفهم أن كل شيء تقوم به الحكومة هو صحيح، وكل ما يقوله المواطن الموجوع هو خطأ، وكل ما عليك أن تضع يدك على فمك وأن تقول للموجوع “لا تصرخ ولا تعلي صوتك”.

نحن نتفهم كل ما سبق ولكن، من يتحمل مسؤولية الحرائق التي تنشب بكل يوم في مكان بسبب التيار الكهربائي، من يتحمل مسؤولية التصريحات التي تستفز المواطن وتعامله على أنه قطيع يجب عليه أن يصفق كل ما ضاقت به الأوضاع، من يتحمل مسؤولية توفر المواد بالسوق السوداء، من يتحمل مسؤولية سرقة قمة المواطن، ومن سيعطي للمواطن حقه المسلوب وإلى من سيشتكي إذا ضاقت به الأحوال.

هذا الهراء الوطني الذي يعيشه الناس يؤدي لشيء واحد ازدياد الشرخ بين الحكومة والمواطن هناك حالة عدم ثقة إن لم يوجد لها حل جذري ستؤدي لهيجان الشارع السوري أكثر، كل ما هو مطلوب أن تحترموا عقولنا ولا تحدثونا عن النصر والمؤامرة حسب حاجتكم الطارئة.، المواطن الذي عاش فترة الحرب تحت خطر الموت من حقه على دولته أن تكافئه على الأقل باحترام عقله، أما طريقة معاملته على أنه “طابور خامس” لن تجدي أي نفع، وخاصة أن المواطن بعد ثمانية سنين من الحرب لم يعد على استعداد أن يقبل خطاباتكم الوطنية وأن يبقى على من يسرقه تحت اسم الوطن.

اقرأ أيضاً سوريا بالمرتبة الأخيرة بحرية الصحافة.. والأولى باعتقالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى