نور الدين الطفيحي ذهب إلى المدرسة على الحيوانات ووصل كلية الحقوق
نور الدين الطفيحي.. خطأ طبي حرمه المشي وإرادته أوصلته حيث يريد
تمكن “نور الدين الطفيحي” من أبناء قرية “خزنة خرمر” في مدينة “القامشلي”، من تجاوز ظروف كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تسبب بها خطأ طبي عندما كان في الشهر السابع من عمره، وهو اليوم يدرس الحقوق في السنة الرابعة، ويسعى لإيصال رسالة أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، بقدرتهم على العمل والتميز مهما كانت التحديات.
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
لا قدرة لـ”الطفيحي” الذي يبلغ من العمر 40 عاماً، على المشي فهو يستعمل رجليه وقدميه معاً ليتمكن من التنقل، وهذا ماكان سبباً في معارضة أهله والمحيطين به لرغبته بالذهاب إلى المدرسة لكنه قاوم على أمل الحصول على شهادة جامعية، موضحاً في حديثه مع سناك سوري أن الظرف الخاص الذي تعرض له ترك آثارا سلبية على جسده فقط، فهو يمارس حياته الطبيعية في العمل والدراسة كأي شخص آخر يمشي على قدميه دون أية عوائق.
ويضيف: «ذهبت للمدرسة بدءاً من الصف الأول، حتّى الصف السادس، الصعوبة التي واجهتني أن المدرسة تبعد عن قريتي مسافة جيدة، والأصعب وجود فاصل نهري يفصل بين منزلي وبينها، وأن الوحل ومياه الأمطار كانت تغرق تلك المساحة، كنت أذوق المرارة ذهاباً وإياباً، أغلب الأحيان أستعين بالحيوانات لتكون وسيلة نقلي، مرت السنوات الست وكأنها ستين سنة لمشقة الطريق فقط».
تابع “الطفيحي” دراسته الابتدائية، و نجح في الخطوة الأولى، متجهاً نحو خطوة أخرى في عالم التعليم قال عنها: «عام 1996 تركت المدرسة، لم تكن هناك إعدادية في القرية، وبقي عقلي معلقاً للدراسة حتّى عام 2006 للتسجيل على شهادة التعليم الأساسي بعد انقطاع عشر سنوات، حصلت على التاسع، وتركت المدرسة مجدداً لصعوبة التنقل وعدم قدرتي المادية، لدي علاقات اجتماعية طيبة واحتكاكي مع أقراني وغالبيتهم دارسين، بسّطوا أمر الدراسة وشجعوني مجدداً للعودة إليها».
اقرأ أيضاً: “سمعانة شيخ سليمان” أم تتحدى آلامها الجسدية وتعمل لتؤمن لقمة عيش أسرتها
في العام 2013 تقدم للشهادة الثانوية، وحصل عليها دون أن يذهب لأي دورة تعليمية اكتفى بمساعدة بعض الأصدقاء في البيت، يعلمونه بعض المواد التعليمية، وحقق حلمه بالدخول إلى الجامعة، وكلية الحقوق، وهنا يقول: «حصلتُ على علامة جيدة في الثانوية، أهلتني لدخول أي فرع جامعي، وحالياً سنة رابعة حقوق، نفس الصعوبات تواجهني في كل مرة، صعوبة المواصلات والتنقل والأمور المادية الصعبة».
توجه “نور الدين” للتطوع في جمعية “نور سورية” لذوي الاحتياجات الخاصة، تطوع فيها دون مقابل بدءاً من عام 2016 بهدف مساعدة أقرانه، وإيصال رسالة للمجتمع حول دورهم وأهمية دعمهم، لافتاً إلى أنه عمل في سوق الغنم وبالتجارة البسيطة ليتمكن من تأمين لقمة عيش عائلته المؤلفة من زوجة وخمسة أطفال وإكمال دراسته.
اقرأ أيضاً: “إيمان طربيه”.. تعتلي المسرح بصوتها وتحلم بتأسيس فرقة لذوي الاحتياجات