أخصائية اجتماعية: احذروا أن يتناول الأطفال طعامهم أمام التلفاز
سناك سوري – غرام عزيز
عبثاً تحاول صديقتي إلزام طفلتها التي قاربت عامها الخامس بالجلوس مدة كافية على الكرسي لتناول طعامها، حيث أنها تجد نفسها عند كل وجبة مضطرة لاستيعاب رغبتها بمغادرة كرسي الطعام والذهاب للعب ولو لدقيقة والعودة لتناول لقمة جديدة.
معاناة صديقتي “داليا” لا تقتصر على الطعام فمثله الدراسة أيضاً حيث لا يمكن لـ”سيلينا” أن تنضبط المدة الكافية لإتمام واجب دراسي مهما كلف الأمر، وأضافت في حديثها مع سناك سوري أنها في حال اتبعت أسلوب الإجبار معها ومنعتها من النزول عن كرسي الدراسة أو الطعام فإن الطفلة تجد لنفسها طريقة ثانية بالحركة سواء بهز الظهر أو تحريك القدمين.
“داليا” تقول إن «الأمر ذاته في الصف حيث تؤكد لي معلمتها أنها غير قادرة على الجلوس في المقعد تفكيرها مشغول دائماً بالخروج من الصف أو المقعد، فاللعب أو فرط الحركة عندها زائد»، متسائلة كيف يمكن لطفل مشغول باللعب التركيز على الدرس والفهم والأكل إذا كان كل اهتمامه باللعب فقط.
اقرأ أيضاً: مع قرب افتتاح المدارس نصائح تربوية لعودة آمنة
توصيف الحالة السابقة حسب ماذكرته الأخصائية الاجتماعية “مجيدة خضور” هو فرط الحركة أو النشاط عند الأطفال حيث تكون لديهم مشكلة في الانضباط الذاتي ولا يتعلق الأمر بقدرتهم على الإدراك والتحليل، وضبط الطفل في مثل هذه الحالة يحتاج لتعليمات خاصة من الأهل ففي مجال الطعام مثلاً ينصح بتشجيع الطفل على تطبيق قواعد وآداب الطعام كأن يأكل الطفل من صحنه الخاص وألا يفتح فمه أثناء تناول الطعام وعدم الأكل من صحن الآخرين ومضغ الطعام جيداً حتى تكون عملية الهضم سهلة، موضحة أن من بين العادات السيئة التي نتبعها تناول الطعام بوجود التلفاز.
أما فيما يتعلق بالحركة في الصف تؤكد “خضور” أن الطفل بالنهاية له طاقة والحركة أمر طبيعي لكن هنا لابد أن تراعي مدّرسة الصف وضع الطالب كأن تجعله يجلس في المقعد الأول بحيث يبقى منتبهاً للدرس وألا ينشغل مع زملائه، وألا يكون بمواجهة الباب أو بالقرب من النافذة، كما يمكن للمدّرسة أن تشغله بأمور أخرى مثل أن تطلب منه أن يمسح اللوح أو أن يذهب للإدارة لإحضار دفاتر التحضير أو أي شيء يتعلق بالدرس.
اتباع أسلوب المعزّزات المادية والمعنوية ضروري أيضاً حسب الأخصائية الاجتماعية سواء في البيت أو المدرسة، تضيف: «مثلاً أضع للطفل نجمة على جبينه في حال التزامه بالجلوس خلال الحصة مدة ربع ساعة مثلاً فأقول له مثلاً “إذا التزمت وماطلعت من المقعد ربع ساعة تانية راح أعطيك نجمة ثانية” أو أن نضعها له على دفتره أو في غرفته على سريره».
سلوك خاطىء يتبعه بعض الأهل وهو عدم الإشادة بالطفل في حال قيامه بأمر جيد بل الاكتفاء بالإشارة إلى تصرفاته السلبية وتوبيخه عليها، وهنا توضح “خضور” أن هذا الطفل يحتاج للمعززات المعنوية كأن نثني على تصرف جيد قام به أمام الضيوف بطريقة عاطفية محببة لديه، منوهة بضرورة محاولة إلزامه بأوقات معينة لإنهاء واجب وظيفي مثلاُ أو تناول الطعام ومكافأته في حال أتم أي عمل قبل الوقت المحدد له، إضافة لملء وقت الطفل بألعاب معينة مثل “البزل” أو الرسم والتلوين والطلب منه التلوين ضمن الخطوط وعدم تجاوزها، لكن في النهاية هو طفل ولديه طاقة يمكن أن يفرغها أيضاً من خلال نشاط رياضي حركي.
اقرأ أيضاً: ابني يحفظ دروسه ولا يجيد الكتابة.. كيف نحل هذه المشكلة؟