أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

نساء سوريات يطالبن بتمكين سياسي خارج دمشق

إعلام من أجل النساء: ورشة في اللاذقية تسلط الضوء على التحديات السياسية التي تواجه النساء في المحافظات

ناقشت ناشطات بالعمل النسوي والمدني في اللاذقية سبل تعزيز دور النساء في الحياة السياسية والاجتماعية، وتوسيع نطاق التمكين النسوي ليشمل مختلف المحافظات السورية، وذلك خلال ورشة حوارية نظّمتها مبادرة “إعلام من أجل النساء“.

سناك سوري-داليا عبد الكريم

وقد جمعت الورشة مجموعة من النساء من خلفيات وتجارب متنوعة، تبادلن خلالها الرؤى حول أهمية الخروج من المركزية وتركُّز معظم الأنشطة المدنية والنسوية في دمشق والتوجه نحو المحافظات لتفعيل دور النساء من خلال برامج ودورات متخصصة في التمكين السياسي والمجتمعي.

من بين الأمور التي ناقشتها المجتمعات، العقبات التي تواجه النساء في العمل السياسي وكيفية تذليل تلك العقبات، وقالت الناطقة باسم الساحل لمجلس المرأة السورية، “لما علي”، لـ”سناك سوري”، إن العقبات التي تواجهها النساء تتقاطع مع العقبات التي يواجهها الرجال، وأضافت: «لكن لدينا زيادة عن الرجال العقبة الذكورية».

أحد أهم العقبات أيضاً، غياب القوانين الناظمة للعمل السياسي ومن وجهة نظرها، فإنه حين تغيب الحدود يصبح العاملون والعاملات بالسياسة بحالة خطر، واعتبرت أن مسؤولية السلطة بتشجيع العمل السياسي للنساء كان من المفترض أن يبدأ من الإعلان الدستوري، الذي وللأسف لم يتضمن أي مواد تكفل المشاركة الحقيقية للنساء.

وناقشت المجتمعات العديد من العقبات الأخرى، مثل تراجع الوعي السياسي لدى العديد من النساء بسبب الجو السياسي بالسنوات الماضية من جهة وبسبب المجتمع الذكوري الذي لا يشجع النساء من جهة ثانية، ومن بين العقبات أيضاً ذكورية الأحزاب السياسية وعدم تمكين المراة اقتصادياً.

واتفقت الحاضرات على أهمية دور الدولة في تفعيل دور النساء سياسياً، عبر توفير بيئة آمنة وشفافة لحماية مشاركة النساء السياسية وضمان حقوقهن، وتقول مديرة مشروع حماية الطفل “علا جديد”، إن ضمان تمثيل النساء يأتي من خلال سن قوانين تضمن وجودهن بنسب متماثلة مع الرجل، كذلك أن يكون اختيارهنّ مبنياً على الكفاءات والخبرات وليس صورياً.

من بين الأمور التي تم طرحها في الورشة، البحث عن جواب على سؤال إن كان من المفترض أن تشترك النساء بكيان سياسي جامع لوحدهنّ، أو يشتركنّ في كيانات سياسية أخرى منفصلة، واتفقت غالبية المشاركات على الدمج بين المقترحين.

مثلاً في المرحلة الحالية من المهم الجمع بين النموذجين، ولاحقاً حين تتحقق المساواة الجندرية بين الرجال والنساء، يمكن اعتماد النموذج المنفصل، لكن في الوقت الحالي من المهم وجود كيان سياسي نسوي جامع للنساء ليضغط باتجاه الحفاظ على حقوقهنّ والمطالبة بها وضمان عدم هيمنة الذكورة.

دور المجتمع المدني: الخروج من دمشق أولاً!

في جزئية الحديث عن دور المجتمع المدني، اتفقت المشاركات اللواتي يمثلنّ مختلف مناطق محافظة اللاذقية ومكوناتها، على أهمية الخروج من دمشق التي يتركز فيها الحراك السياسي ونشاط المجتمع المدني حالياً، والتوجه نحو النساء في باقي المحافظات اللواتي لا تقل أهمية تمكينهنّ سياسياً عن أهمية تمكين المرأة في دمشق.

وقالت المهندسة المدنية والناشطة في العمل المجتمعي، “وعد العبد الله”، إن تركز النشاط المدني والسياسي في دمشق يؤثر سلباً على باقي المحافظات، واعتبرت أنه لا يوجد عدل في هذا الجانب، داعية لاستهداف النساء في المحافظات خارج العاصمة بدورات التمكين السياسي والمجتمعي.

بدورها ترى “نعمى حسون” دكتوراه بالإرشاد النفسي، أن على المجتمع المدني بحاجة إلى توسيع أنشطته أكثر ومشاركة تجارب المحافظات عبر ندوات وورش عمل وتفعيل الحوار بين النساء في كافة المحافظات.

ومثلها الطبيبة “سحر جبور” مسؤولة العلاقات العامة لمكتب الساحل لمؤسسة مجلس المرأة السورية، التي رأت أن دور المجتمع المدني كبير في تمكين المرأة سياسياً عبر ورشات عمل وجلسات وندوات، تساعدها على رفع وعيها السياسي، كذلك ورش عمل لرفع سويتها الاقتصادية وإشراكها بسوق العمل وقالت إن التمكين الاقتصادي مدخل للتمكين بشكل عام.

الشابات والبحث عن التمثيل الحقيقي

وناقشت الورشة سبل تفعيل دور الشابات في العمل السياسي، وقالت مدرّسة العلوم الطبيعية “علا كنعان”، إنها كامرأة شابة تعاني من عدم تمثيلها بالشكل المطلوب، وأضافت لـ”سناك سوري”، إن التمثيل كان تقليدياً دائماً واليوم تطمح ليكون فاعلاً من خلال المساواة وأن تكون كلمتهنّ مسموعة، وهذا يتطلب حملات مناصرة وإرادة وتوحيد للصف والجهود لتصل الرسالة بقوة.

وتضيف على حديثها “لجين غدير” الموظفة في جامعة اللاذقية، أن على المجتمع المدني المساعدة في جمع النساء وإطلاق حوارات بينهنّ، ثم تحديد نقاط أساسية وتوصيات وفتح قنوات تواصل لإيصالها إلى السلطات وضمان العمل على تحقيقها.

وأكدت المشاركات على أهمية دور الإعلام في المساعدة بحملات المناصرة، والحملات الإعلامية لتغيير الصورة النمطية للمرأة وإبراز قصص نجاحها بالعمل الاقتصادي والسياسي، كذلك إشراك الرجل في حملات مناصرة النساء.

يذكر أن هذه الجلسة هي الثانية من نوعها التي تقيمها مبادرة “إعلام من أجل النساء“، التي تستهدف إقامة ندوات وورشات وجلسات للنساء في مختلف المدن والمناطق السورية، وأقيمت في “الريادي السوري” ويسرت الجلسة “مريم عطالله”.

زر الذهاب إلى الأعلى