موسم الحرائق يتكرر… النيران تلتهم الأراضي الزراعية وتقترب من المنازل
وعورة الأراضي تعيق عمل رجال الإطفاء… أين خطط للمواجهة؟
سناك سوري – متابعات
يتكرر مشهد التهام الحرائق للأراضي والمحاصيل في كل عام ومع كل موجة حر، دون أن يلمس السوريون أي إجراءات من شأنها تخفيف الكوارث وتقليل الأضرار..
شهدت بعض المحافظات السورية حرائق متعددة مؤخراً بالتزامن مع موجة الحر التي تعيشها البلاد هذه الأيام فالتهمت مساحات متفاوتة من الأراضي الزراعية والحراجية وفي بعض الأحيان اقتربت من منازل المواطنين وهددت حياتهم وأملاكهم، حيث شبت منذ بداية شهر أيلول الحالي في محافظات “حمص” و”حماة” و”اللاذقية” و”طرطوس” و”السويداء” و “القنيطرة” حرائق متعددة كان أكبرها حريق في الغابات التابعة لقريتي “عناب” و”أبو كليفون” في بلدة “عين الكروم” في منطقة “الغاب” بمحافظة “حماة” والتي التهمت مساحات واسعة من الثروة الحراجية واضطرت المواطنين لإخلاء منازلهم خوفاً على حياتهم إضافة لتدخل أفواج الإطفاء من محافظات مجاورة للمساعدة في عملية الإخماد.
حريق “عين الكروم” ليس الوحيد في المحافظة حسب ما رصد سناك سوري حيث سبق أن التهم حريق آخر في الثالث من شهر أيلول الجاري الأراضي الزراعية في “بيرة الجرد” التابعة لناحية “وادي العيون” بريف “حماة”.
اقرأ أيضاً: الحرائق تلتهم قمح السوريين.. الفاعل مجهول والحل غير معروف
وفي حمص” لم يكن الوضع بأفضل هذا العام أيضاً حيث أخمد عناصر فوج إطفاء “حمص” صباح اليوم حريقاً نشب في أحراج بلدة “بعيون” على الحدود السورية اللبنانية بالقرب من نهر الكبير الجنوبي حسب ما نقلت وكالة سانا عن العقيد “عثمان جودا” رئيس فوج الإطفاء في “حمص” إضافة لحريق آخر في قرية “بيت علي” الذي استمر لمدة يومين، وحريق آخر على الحدود الإدارية لمحافظتي “حمص” و”طرطوس” والذي طال أشجاراً معمرة في منطقة جغرافية وعرة، كما تم إخماد 16 حريقاً بتاريخ الثلاثين من شهر أب الماضي طالت أشجاراً مثمرة وحراجية وأعشاب بمناطق متفرقة من محافظة “حمص” أحدها تطلب إخماده أربع ساعات متواصلة.
وفي “السويداء” أتت النيران على مساحات واسعة من الأشجار الحراجية والأعشاب اليابسة في مناطق مختلفة من المحافظة منها في حراج قرية “حبران” بريف المحافظة إضافة لعدد من الحرائق في “صلخد” و”شهبا” وقرية “لبين” التي طال فيها الحريق مساحات واسعة بين أعشاب وبقايا مزروعات حسب مانقلت وكالة سانا الرسمية عن رئيس البلدية “حكمت أبو سرحان” والذي أشار إلى أن الحريق أتى على عدد من أشجار الزيتون وأكوام التبن التي كانت لا تزال ضمن بيادر المزارعين قبل أن تتم السيطرة على الحريق بتضافر جهود الأهالي مع فوج إطفاء “السويداء”.
اقرأ أيضاً: خمس حرائق بيوم واحد.. إنذار مبكر لموسم ساخن في السويداء
أما في “طرطوس” تعامل رجال الإطفاء مع عشرات الحرائق التي طالت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في أرياف “الشيخ بدر” و”الدريكيش” و”صافيتا” و”الصفصافة” وفي منطقة “المنطار” واقتصرت الأضرار على الماديات.
أحراج “صلنفة” وقرية “أوبين” ومحمية الأرز والشوح في “اللاذقية” لم تسلم أيضاً من النيران التي تمت السيطرة عليها بجهود جبارة من فرق إطفاء حراج اللاذقية والغاب لكن حريق المحمية كان لايزال مشتعلاً على السفح الشرقي حتى لحظة تحرير هذا التقرير نتيجة التضاريس الوعرة جداً وسرعة الرياح.
العدو الإسرائيلي تدخل لافتعال الحرائق في الجزء المحرر قرب الشريط الشائك في موقع “عين التينة” في “القنيطرة” حيث نقل مراسل سانا عن مدير زراعة المحافظة المهندس “حسين أصلان” أن الحريق أدى لإلحاق أضرار بممتلكات المزارعين وبساتين الكرز ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية والرعوية.
امتداد الحرائق على مساحات واسعة في بعض المناطق يعود لوعورة تضاريس هذه المناطق وشدة انحدارها إضافة لارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأعشاب اليابسة التي شكلت تحديات كبيرة أمام آليات وطواقم الإطفاء في عمليات إخماد النيران، علماً أنه لا توجد حتى الآن إحصائيات دقيقة للمناطق التي احترقت إلا أن الدكتور “حسان فارس” مدير الحراج في وزارة الزراعة قال:« أن التقديرات الأولية تشير إلى تضرر مئات الهكتارات من مختلف أنواع الأشجار الحراجية خاصة في محافظة حماة »، مشيراً إلى اعتقاده بأن الحريق مفتعل وسيتم التحقيق بالموضوع وإحالة المتورطين للقضاء المختص وفقاً لقانون الحراج رقم 6 لعام 2018.
حتى اليوم لم تسفر الحرائق التي شهدتها المحافظات المذكورة أية أضرار بشرية سوى إصابات بحروق بسيطة لبعض رجال الإطفاء في “حماة” لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لاتضع الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الزراعة خطة خاصة لمواجهة الحرائق التي تحولت إلى حدث سنوي يؤرق السوريين ويهدد الأملاك العامة والخاصة والأبشع أنه يقضي على غابات عمرها مئات السنين بساعات قليلة.
اقرا أيضاً: الحكومة لن تعوض الفلاحين المتضررين من الحرائق.. لأنها بفعل فاعل!