الرئيسيةحرية التعتيرسناك ساخر

“مواطن” والمازوت.. إجت الحزينة لتفرح

فرح المواطن بخبر بدء توزيع المازوت دس يده في جيبه الفارغ…

سناك سوري- سناء علي

أعلنت صفحة المكتب الصحفي في محافظة اللاذقية قبل يومين، عن بدء توزيع مادة المازوت على المواطنين اليوم الأربعاء عبر صهاريج مؤتمتة بموجب البطاقة الذكية..

جلس “أبو عبدو” مساءً يتصفح أخبار الفيسبوك، فوقعت عيناه على الخبر، بدأت علائم الفرح تعلو محياه وهو يتلو المنشور بصوت عال، لتسمع زوجته والعائلة كلها بالأمر، «الحمد لله يا مرة ،ما قلتلك السنة رح تكون غير، وما رح يصير فينا متل السنة الماضية»..
«تنذكر وما تنعاد» ترد عليه الزوجة، متشكرة الله على نعمه، حيث أنها وعائلتها سينعمون بالدفء هذا العام، ولن يضطر زوجها للانتظار أياماً وليالٍ ليحصل على لترات قليلة من هنا أو “بيدون” من هناك، ولن تضطر للكذب على أطفالها “البردانين” عندما كانوا يسألونها« ماما ليش ما عنا مازوت متل ولاد جيراننا»، ولن تلجأ إلى إجبارهم على النوم مبكراً بحجة أن ذلك مفيد لأجسامهم، في حين أنها لاترغب برؤيتهم يرتجفون من البرد.

بينما شعر “ابو عبدو” بالزهو والفخر، حيث لن يضطر للاتصال بـ “أبو الفهلوية” والتذلل له كي يؤمن له “بيدونا” من السوق السوداء، ولن ينعته بأفضل صفات الكرم والجود وإغاثة الملهوف كي يقبل أن يخفض هامش ربحه قليلاً أو أن يقسّط له المبلغ على عدة أشهر كما حصل معه في العام الماضي، ولن يضطر للذهاب إلى القرية للحصول على قليل مماتركه من سبقوه إلى أشجارها للحصول على ما يمكن أن ينشر الدفء في منزله بعد انتهاء ذلك البيدون..

إذا خبر واحد كان كفيلاً بنشر الفرح في أرجاء المنزل، حيث تحمس “أبو عبدو” وبدأ ينفض الغبار عن البرميل الذي رماه في إحدى الزوايا في السنوات الماضية فلم تكن هناك من حاجة له، ليجهزه لليوم المنشود، ثم أحضر بطاقته الذكية التي سيتم التوزيع على أساسها ، قبل أن يتذكر النقود .. دس يده في جيب بنطاله الوحيد، فإذا بقليل من النقود تظهر أمامه، وهي بالكاد تكفيه ثمن طعام وشراب للأيام القليلة الباقية، حيث أن يوم التوزيع سيكون قبل عشرة أيام من موعد قبض الراتب القادم لشهر أيلول، وبعد 20 يوم من قبض الراتب السابق الذي لم يصمد كثيراً، أمام المعارك الكثيرة التي خاضها بدءاً من عطلة عيد الأضحى، إلى موسم المكدوس والمونة، وصولاً للاستعداد للمدارس..
عادت ملامح الحزن لترتسم على وجه “أبو عبدو” من جديد .. مردداً القول المأثور “إجت الحزينة لتفرح.. ما لاقت مطرح”.
وهنا يحضر السؤال هل حقاً اجت لتفرح، يعني عنجد رح يتوزع المازوت ولا مثل كل سنة وعود بوعود!.

اقرأ أيضاً : هذا الشتاء لا أزمة غاز .. والمازوت متوفر .. نحنا بحلم أو علم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى