مواطنة تحرج وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل .. أين وعودك؟
خلال زيارتها لـ طرطوس: وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل تستعير “القلق” من “بان كيمون”
سناك سوري- نورس علي
أحرجت “نعيمة سلوم” العاملة في مشغل التريكو بمركز التنمية الريفية بقرية “ألتون الجرد”، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل “ريما القادري” عندما ذكّرتها بوعد قطعته لها منذ أربع سنوات لحل مشكلتها، وما تزال تنتظره كما بقية الوعود الكثيرة المشابهة بالنوع والقدر.
“نعيمة” ربة أسرة تعيل ثلاث أبناء بعد أن خسرت زوجها في الحرب الدائرة بالبلاد، وكان طلبها بحسب ما صرحت لـ سناك سوري خلال جولة الوزيرة لمركز التنمية الريفية «تأمين سبيل العيش الكريم في بلاد تعج فيها فوضى الحرب، ففي المشغل تعويضات غير ثابتة، تتراوح ما بين خمسة آلاف، وأربعة عشرة ألف، كيف بدي طعمي ولادي، بروح بشحد يعني، وبمد إيدي للي بيسوى ويلي ما بيسوا، لو بنتك مكاني شو بتساوي حضرة الوزيرة».
زيارة الوزيرة إلى المركز المذكور كانت غنية بالشكاوي فالعاملة وربة المنزل “عذاب حسن” قدمت تظلماً لها قائلة: «في مرحلة من المراحل خُيرنا ونحن مجموعة كبيرة من العاملات الخبيرات وربات أسر، بأن نخرج من العمل في مشغل الخياطة وتبقى لنا مكنات نعمل بها منزلياً ولنا تبعية خاصة لهذا العمل ووفق منحة مالية تقدم لنا لاستثمارها في مواصلة الانتاج، ولكن بعد فترة تفاجأنا بأننا حرمنا من جميع حقوقنا ومنها المنحة المالية، وكأننا لا طلنا عنب اليمن ولا بلح الشام، ونريد العودة إلى العمل».
هذه الشجاعة من “عذاب” أخرجت “إلهام عيسى” _وهي التي خسرت ابنها أيضاً في الحرب_ عن صمتها فخاطبت الوزيرة غاضبة: «في زيارة سابقة لك حضرة الوزيرة تقدمت بطلب عمل في المشغل بكوني أعيل أسرة مكونة من خمس أبناء، ووعدتني خيراً منذ أكثر من عام، وحتى الآن لم أرَ شيئاً من هذا الخير».
اقرأ أيضاً: نظرة مختلفة لوزيرة الشؤون بحمال الأسَية
الوزيرة التي لم تنفذ وعودها أحالت المشكلات إلى جمعية “وطن التنموية” ووجهتها بتأمين فرص عمل للسيدة “عيسى”، لكن هل ستذكر الوزيرة توجيهاتها وتتابعها أم أنها فقط تقول مالديها وترحل دون متابعة كما جرى في زيارتها السابقة.
مختار قرية “ألتون الجرد” “محمد حمامة” فجر تساؤلاً في وجه الوزيرة عن الأموال التي تصرف في مركز التنمية الريفية وقال: «من حقنا كمجتمع محلي وأنا ممثل عنه بصفتي مختاراً أن نتسائل عن كيفية صرف القمم المالية الكبيرة باسم مركز التنمية الريفية والتي تجاوزت بحسب مصادري الخاصة الخمسين مليون ليرة، فكيف صرفت دون أن نرى شيئاً على أرض الواقع وما هي معايير صرفها».
الوزيرة “قادري” ردت على المختار قائلة:«ما أثير حول المبالغ المالية وقيمها الكبيرة غير دقيق ولا علاقة للوزارة بطرق صرف تلك المبالغ المالية، وعلاقتها تتلخص ما بعد المشاريع الإنتاجية وانتهاء عمل تمويل المنظمة لها، ومع هذا سأرسل لجنة للتدقيق المالي بالمصاريف والإنتاج وتوافقها مع رواتب العاملات». (بس ما تنسى الوزيرة اللجنة مثلما نسيت وعودها في الزيارة السابقة).
جمعية وطن تبرر
المشغل الذي أثير العديد من التساؤلات حوله كان محط إشادة رئيس جمعية وطن “محمد بلول” المشرفة عليه، حيث أكد تلبية جميع الاحتياجات التسويقية وبأفضل التصاميم العصرية، وهذا بفضل خبير تم استقدامه ليكون مشرف ومتابع للعمل، حتى أن التخصص وارد في العمل والتصاميم تحقيقاً للمنافسة.
كلام “بلول” تركز على التصميم والمنافسة إلا أنه تجاهل المشكلة الأساسية المتمثلة في التسويق وكساد المنتجات وهذه المشكلة طرحت في كل الاجتماعات والزيارات الحكومية المتعلقة بالمشغل الذي أنتج آلاف قطع الألبسة بأيادي النساء العاملات فيه دون أن يتم تسويقها ما أثار حفيظة النساء اللواتي ينتظرن تسويق منتجاتهن ويطالبن بتأمين منافذ للبيع تعود بالريع المادي على قرابة 260 عائلة يقمن بإعالتها.
بلول “تابع”: «أحضرنا تجار متخصصين ولديهم طابع وجداني، وأكدوا أن المنتج التدريبي القائم فيه بعض الملاحظات يجب تلافيها، وهذا ما تم فعلاً، وأصبحنا قادرين على تنفيذ تصاميم وفق ثقافة السوق وثقافة العرض والطلب».
رئيس جمعية وطن استحضر المؤامرة الكونية وربطها بأيادي خفية داخلية، وقال: «هناك أيادي خفية تراهن على فشل المشروع في مركز “ألتون الجرد” بإشراف جمعية وطن التنموية، وهذا يدفعني للتعهد بأنني وفريقي العامل والمشرف نسعى للنجاح بكل قوتنا».
اقرأ أيضاً: مسؤول في جمعية يبتز النساء … كيف تعاملت الشؤون مع الأمر؟
الوزيرة تغير برنامج الزيارة
وزيرة الشؤون تأثرت بحديث العاملات وانتقاداتهن لإدارة المشغل والوزيرة ذات نفسها، مادفعها للاجتماع معهن لساعتين متواصلتين، وزفت لهم وعداً جديداً مفاده أن:«المحافظ سيعطي الوزارة محال تجارية ستكون بمثابة نافذة تسويق لمنتجاتنا بمختلف أصنافها، وهي خطوة إيجابية في سبيل حل مشكلة التسويق التي طال انتظارها، كما أنه _أي المحافظ_حصل على موافقة لإنتاج اللباس العمالي هنا بالمشاغل».
“قادري” أصابها كلام النساء بالقلق مستعيرةً هذا المصطلح من “بان كي مون”، وقالت أيضاً: «هذا المركز لم يوجد ليكون بمثابة مكان للتوظيف والحصول على راتب آخر الشهر، بل وجد ليكون مركز تدريب للراغبين باتقان حرفة ومهنة، فيتحول المتدرب إلى منتج وصاحب حرفة يبحث عنه الآخرون، والخطأ هنا من الجمعيات القائمة على العمل بطريقة نشر هذه الثقافة».
هامش
هذا المركز الذي زارته الوزيرة قائم منذ حوالي أربعة عقود وكتير من أقسامه باتت تحتاج إلى إعادة تأهيل، كان اسمه مركز إنعاش الريف في قرية “ألتون الجرد” وبعدها صار اسمه مركز التنمية الريفية، إلا أن كلام النساء العاملات فيه وشكاويهن تدفعنا للقول إن مركز إنعاش الريف سابقاً بات بحاجة من ينعشه باسمه الجديد وهدفه وغايته، وينعش معه آلاف العائلات التي من المفترض أن تستفيد منه والتي يقدر عددها بحوالي 25 ألف عائلة.
اقرأ أيضاً: الحكومة تكيل المديح لنفسها.. عزيزي المواطن خليك على جنب!