بيوم عيدهم.. العمال يتناولون تصريحات المسؤولين المجانية

لم يعرف العامل “عبد الكريم” 72 عاماً طعم الراحة منذ تقاعده من محل عمله في شركة مصفاة “بانياس”، قبل عدة سنوات، ليلجأ إلى العمل كسائق على سيارته الخاصة، والتي كان قد اشتراها في أيام الرخاء، واعداً زوجته بالكثير من “المشاوير” بعد التقاعد وتزويج الأبناء والالتفات إلى “الحياة” بعد أن أنهيا واجباتهما فيها، إلا أنه وكأي عامل آخر في هذه البلاد، فشل في الحصول على حقه الطبيعي بالراحة بعد التقاعد.

سناك سوري-وفاء محمد

“عبد الكريم” أخبرني قصته تلك قبل عدة أشهر حين كنت أزور مدينة “بانياس” وصعدت معه في التاكسي، لاتزال قصته عالقة في ذاكرتي، استرجعتها اليوم الأحد بينما تحتفل “سوريا” بعيد العمال، والذين سيكونون على موعد من تصريحات جديدة حول صمودهم ودورهم الكبير.

وعلى سيرة التصريحات، وبخلاف ما يعانونه على الأرض من صعوبات معيشية وواقع صعب، فإن العمال من نموذج “عبد الكريم”، لابد أنهم شعروا بفخر كبير حين سمعوا تصريح الأمين العام المساعد لحزب البعث، “هلال الهلال”، في الـ27 من نيسان الفائت، خلال مشاركته في افتتاح مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال، حين قال إن العمال جاهدوا ودافعوا اقتصادياً وخدمياً وأنتجوا مقومات الصمود الوطني.

اقرأ أيضاً: هلال الهلال: العمال الحامل الحقيقي لقوة و اقتصاد الوطن

العمال الذين لا يستطيعون اليوم لا الراحة ولا تأمين الحد الأدنى من الحياة، سبق أن حصلوا على “جرعة نفسية داعمة”، شهر كانون الأول من العام الفائت، حين قال “الهلال” إن العمال الحامل الحقيقي لقوة واقتصاد الوطن.

“عبد الكريم” السبعيني الذي لا يساعده راتبه التقاعدي القليل، في الحصول على احتياجاته المعيشية من طعام ودواء، فلجأ إلى العمل بعد التقاعد، واحد من عمال كثر يعيشون ظرفه ذاته، ربما انطلاقاً من تصريح سابق لرئيس اتحادهم “القادري”، والذي قال خلال مؤتمر اتحاد عمال “دمشق” العام الفائت، إن ارتباط العمال وإيمانهم بالوطن، لا يتعلق بما يحصلون عليه من أجور لأنه ارتباط مصيري.

في عيد العمال، نسمع عن عمال كثر يعملون بعد التقاعد لأن الراتب لا يكفيهم، فهل سمعنا سابقاً بأحد المسؤولين عنهم يعمل بعد التقاعد؟، بكل الأحوال تبقى تصريحات المسؤولين الوحيدة التي يستطيع العمال الحصول عليها مجاناً، ليتناولوها على الإفطار والغداء والعشاء.

اقرأ أيضاً: هلال الهلال: العمال أنتجوا مقومات الصمود وهم جنود التصدي للحرب