الرئيسيةتقارير

ملائكة الرحمة.. لا يكفيهم الراتب ولا نقابة تدافع عنهم

الحكومة تميز بين الموظفين… ومرسوم رئاسي مُعطَّل منذ 6 سنوات

سناك سوري – دمشق

أثار قرار وزير المالية منتصف العام الجاري في رده على عضو مجلس الشعب السوري “أيمن بلال” قلق العاملين في المجال الصحي لاسيما الممرضين وفنيي المخبر والأشعة خصوصاً وأنه تضمن التريث بعدم منحهم طبيعة عمل أسوةً بالمعالجين الفيزيائيين، أو حوافز مادية للمخدرين شهرياً في حين تم إعطاء حوافز مادية لوزارة المالية وتم استثناء التمريض.

عمال التمريض الذين يعتبرون العمود الفقري لوزارة الصحة وهم يقدمون من وقتهم الكثير لرعاية المرضى وهناك من وصفهم بملائكة الرحمة التي تتعب وتسهر ليرتاح وينام غيرها يشتكون في تواصلهم مع سناك سوري من ظلم الحكومة ووزارة الصحة التي لم تستجب لطلبهم بعد أن أصبح مشكلة وهاجساً لهذه الشريحة التي تشكل نسبة لابأس بها من العاملين في وزارة الصحة.

وعلى مدى سنوات يتضح للمتابعين لواقع مهنة التمريض في “سوريا” أن جسم المهنة قد أصابه المرض و يحتاج لجهود المخلصين والحريصين من أبنائها للحفاظ عليها حيث مازال هناك من يعطّل تنفيذ مرسوم رئاسي بإحداث نقابة التمريض الذي أُصدر في العام 2012 والذي ينتظره العاملون في قطاع التمريض بفارغ الصبر، فهو يضمن وضع النظامين الداخلي والمالي للنقابة التي تضمن للعاملين في مهنة التمريض والذين يتجاوز عددهم مئة ألف شخص حقوقهم الغائبة لغياب الجهة النقابية التي تعنى بشؤونهم الوظيفية، وقد سبق لنا في سناك سوري أن تناولنا هذا الموضوع.

اقرأ أيضاً: سوريا: من يمنع تطبيق مرسوم رئاسي منذ 6 سنوات حتى الآن

لايقتصر الإهمال للتمريض على الوزارة بل يتصل أيضاً بنظرة المجتمع لها حيث أخفق الكثير من الممرضين/ات في التوعية بأهمية وقدر هذه المهنة كما أن بعض الممارسات الفردية من قبل البعض جعل المواطن يتذمر منها ويستنكر ماتقوم به من سوء معاملة للمرضى في المشافي العامة بشكل خاص.

قد يكون من الظلم ألا نذكر واقع المهنة التعليمي في “سوريا” والتي تحظى باهتمام كبير فهناك كليات خاصة لتدريسها ومعاهد لمختلف الاختصاصات الطبية من تخدير وأشعة وقبالة وغيرها الكثير كما أن الشهادات العلمية والعلامات المطلوبة لهذه الدراسة توازي وتضاهي أي فرع من الفروع الجامعية الأخرى كما أن الطلاب يحصلون على فرص التدريب في مشافي الحكومة التي تلتزم بتأمين فرص العمل لأغلب الخريجين منها وخاصة كلية التمريض في مشافيها وفقاً لأسس التعيين والعمل في الجهات الحكومية وهو الأمر الذي مايزال سلاح ذو حدين بالنسبة للموظفين الذين لايتمتعون بذات الحقوق التي يحصل عليها عمال آخرون في دوائر حكومية يبذل عمالها جهوداً أقل.

معاناة الممرضين/ات في “سوريا” من ظلم الوزارة والحكومة يؤكد الحاجة للتنظيم النقابي الفاعل القادر على الاستجابة لمتطلبات العمال بعيداً عن السياسة وحلم المناصب، ويدعو للمطالبة بالوقوف أكثر على هموم هذه الفئة وحاجاتها المعيشية فلا نكتفي برفع الشعارات  وإنما السعي لإنصافهم وتعديل القوانين إن اقتضى الأمر ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى