الأسماك الشعبية لم تعد كذلك سعر الكغ 8000 ليرة

شم ولا تدوق مع صفرة طويلة حال زائري ساحة السمك ببانياس.. متى آخر مرة تناولتم فيها السمك؟
سناك سوري- نورس علي
اختارت “ميادة عبد الله” شراء كيلو غرام واحد من سمكة السكمبري، لعائلتها بسعر /5000/ ليرة للمرة الأولى، بينما كانت قد اعتادت أن تشتري “الغبص” أو “العصيفري” الأكثر دسامة منه، بسعر لا يتجاوز الـ2500 ليرة للكغ الواحد من النوعين، بخلاف اليوم حيث يتجاوز سعرهما الـ8000 ليرة، وهو رقم لا تستطيع دفعه اليوم.
أسماك الأنواع الشعبية، التي اتخذت هذه الصفة كون أسعارها رخيصة وبمتناول الجميع، يبدو أنها فقدت صفتها الشعبية وباتت أسعارها مرتفعة جداً، وغالبية الزبائن يتجولون ضمن ساحة السمك في مدينة “بانياس” بمحافظة “طرطوس” ويطلقون التصفيرات من ارتفاع الأسعار، كما فعل “بهجت وفيق”، وقال لـ”سناك سوري”: «حتى الأسماك الشعبية لم يعد لنا القدرة على شرائها، مما يعني أننا سنحرم أولادنا أهم العناصر الغذائية لنموهم وتقوية مناعتهم، فأقلها سعراً سمك السكمبري بسعر /5000/ بعد أن كان سعره حوالي /2000/ ليرة قبل حوالي العام».

كانت تلك المرة الثانية التي يزور فيها “وفيق”، ساحة السمك بأقل من شهر، وكان هدفه في كلتا الزيارتين الشراء إلا أنه غادر خالي الوفاض، يضيف: «كان هناك بعض التطور، ففي المرة الأولى كان ثمن السكمبري، 8000 أما بالمرة الثانية فانخفض إلى 5000 ليرة، والسبب كما قال لنا البائعون هو قدوم كميات كبيرة منه من اللاذقية».
اقرأ أيضاً: كيلو السمك 90 ألف.. كم راتب يحتاج السوري لشرائه؟
لا يقتصر غلاء الأنواع الشعبية على السكمبري فقط، بحسب حديث التاجر “مرعي حسن”، موضحاً أن سعر باقي الأنواع فيها ارتفع أيضاً، حيث تجاوز سعر المبرومة /4000/ ليرة للكغ، وسعر البلميدا العريضة /6000/ ليرة في المزاد، بعد أن كان سعر أي منهما العام الماضي لا يتجاوز /1800/ ليرة للزبون، وهذا خفف عمليات البيع المباشر للزبائن بالكميات التي يرغبونها، وباتت غالبية الكميات تذهب لأصحاب المطاعم وبقية المحافظات التي يمكن الوصول إليها.
“الغبص” أحد الأنواع الشعبية التي يفضلها الغالبية، بحسب “حسن” وصل سعر الكغ منه إلى نحو 8000 ليرة، «ولم يتجاوز سعرها /2500/ ليرة يوماً، كما سمك الطياري مثلاً الذي وصل سعره لحوالي /6500/ ليرة بالمزاد وللزبون /7000/ ليرة، وكذلك سمك السمنيس الذي بيع اليوم الأحد بسعر /7000/ ليرة للكيلوغرام، بعد أن كان سعره العام الماضي /3000/ ليرة».

ويعزي الصياد والتاجر “خالد سليمان” غلاء الأسماك بشكل عام لقلة الكميات، وارتفاع تكاليف الصيد من مازوت لمحركات المراكب والشباك وأجور اليد العاملة، حيث أن بعض الأنواع تجاوز سعرها /100000/ ليرة كالسلطاني واللقس، والمشكل /10000/ ليرة.
يذكر أن المواطنين كانوا في فترة سابقة يشترون الأسماك للاستعاضة بها عن اللحوم الحمراء لكنهم في هذه الأيام لن يتمكنوا من شراء أي نوع منهما بعد الارتفاع الكبير للأسعار.
اقرأ أيضاً: سوريون يستعيضون عن اللحوم الحمراء بالسمك