مطيعة سليمان تبيع حصاد الطبيعة ومزرعتها الصغيرة
تفضلوا نقوا على ذوقكن… خضرة نظيفة وتازة
سناك سوري- نورس علي
في الساعة السابعة من صباح كل يوم تفرش “مطيعة سليمان” ماتحمله من منتجات طبيعية أو التي تزرعها في حديقة منزلها بجانب جدار سور مدرسة “الراهبات” في مدينة “بانياس”، تفرز باقات البقدونس عن الخس، والقرصعنه عنه البلغصون، والجرجير عن الرشاد، والسلق عن السبانخ، وتوضبها بلمسة المرأة الريفية المرتبة على قطع خشبية فوق بعضها البعض متخذة من عبوات الفلين الفارغة التي تسندها على الجدار وسيلة بسيطة للعرض.
“سليمان” ابنة قرية “بيت غنام” في ريف جبلة امرأة خمسينية أمضت مايقارب 17 عاماً في عملها الذي قررت ممارسته دون أن تجد لها منافساً فيه منذ زواجها، تقول:«جاءت الفكرة من طبيعة القرية الريفية التي أعيش فيها وتنمو فيها الكثير من النباتات البرية التي تؤكل والتي يطالب بها الزبائن وخاصة أهل المدينة بشكل دائم ومنها القرصعنة والهندباء البرية والخبيزة والسلبين والجرجير، حيث أذهب في كل يوم للبرية أنا وزوجي لجمع مايمكن من هذه النباتات وأبيعها بالسوق في صباح اليوم التالي لقطفها كونها لاتحتمل التأخير في تصريفها فقد تتعرض للتلف وتصبح غير قابلة للبيع أو للأكل».
اقرأ أيضاً:“ديما المحمد” أول سائقة لشاحنة حكومية في سوريا
طورت “سليمان” عملها وأصبحت تزرع في حديقة منزلها أنواعاً مختلفة من النباتات مثل البقدونس والخس والسلق والبصل الأخضر وغيرها حتى تضمن بها استمرار عملها في كل أيام السنة خاصة أن بعض النباتات البرية التي تبيعها مرتبطة بفصل معين ولاتنمو إلا فيه، وتضيف:«لا أغادر مكاني حتى أبيع كل ما أحضره معي تقريباً من المواد وفي الشتاء أحاول الاحتماء بشريحة نايلون شفافة كي أتمكن من متابعة عملي والاستمرار بدعوة الزبائن للشراء والتفاوض معهم على الأسعار».
كلمات بسيطة اعتادت المرأة الريفية على مناداة زبائنها بها مثل “تفضل الخضرة نضيفة شغل الضيعة”، “تفضلي نقي على ذوقك”، “خضرة نضيفة وتازة” ومايميزها أنها في كل مرة تعيد ترتيب ماتعرضه من أعشاب وحشائش كما ترتب أدوات مطبخها أو منزلها وترشها بالماء لتبقى نضرة، أما ساعات العمل فهي طويلة تبدأ من الخامسة صباحاً وحتى الساعة الثالثة ظهراً، وتضيف:«اخترت سوق مدينة “بانياس” للبيع فيه كونه أقرب لقريتي من سوق مدينة “جبلة” كما أن الموقع الذي أعرض فيه منتجاتي يتوسط المدينة وفيه حركة كثيفة تضمن لي بيع كامل المنتجات في أغلب الأيام».
اقرأ أيضاً:سوريا: لأول مرة نساء يعملن قارئات لعدادات الكهرباء..وهذا ماحصل معهن
أسعار المنتجات التي تعرضها “سليمان” اليوم اختلفت كثيراً عما كانت عليه قبل أعوام فهي مضطرة للبيع بما يتناسب مع أسعار السوق كونها مسؤولة عن المساعدة في تأمين احتياجات أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص وهنا توضح أن سعر ربطة البقدونس مثلاً اليوم 100 ليرة سورية في حين كان سابقاً خمس ليرات سورية، ومثلها باقي الأنواع أيضاً.