مروان لوستان.. مهندس سوري صمم جسور عبور خطّي بارليف وآلون خلال حرب تشرين

قال المؤرخ وعالم الآثار في المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور “محمود السيد”. إن الجسور التي عبر عليها الجيش المصري لقناة “السويس” والجيش السوري لخط “آلون” خلال حرب تشرين عام 1973. صممها المهندس السوري “مروان لوستان” بينما كانت فكرة الجسور العائمة مقتبسة من الآثار الرومانية.

سناك سوري-متابعات

وأضاف “السيد” خلال محاضرة له وفق ما نقلت عنه سبوتنيك الروسية أن الاحتلال الإسرائيلي استفاد من العوامل الجغرافية. وتضاريس الأرض لإنشاء خط دفاعي يجمع بين الحائط الترابي وقوة الخرسانات المحصنة. وقال: «اقتبس رئيس الأركان الإسرائيلي حاييم بارليف فكرة الساتر الترابي لخط بارليف من “مملكة قطْنا” السورية. التي بني فيها أضخم أربعة أسوار ترابية طينية دفاعية أثرية في العالم مؤرخة بالألف الثاني قبل الميلاد».

تم وضع خطة عبور قناة “السويس” التي تعتبر أكبر مانع مائي. وفق “السيد” مضيفاً أن المهندس السوري “مروان لوستان” هو من قام بتصميم جسور العبور العائمة التي عبر عليها الجيش المصري. كذلك الجسر الذي عبر عليه الجيش السوري خندق “خط آلون” على الجبهة السورية.

وتابع: «لقاء أعماله العظيمة هذه، منح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لوستان وسام “الاستحقاق” من الدرجة الممتازة. كما كرمه الرئيس المصري أنور السادات ومنحه وسام “الجمهورية المصرية».

من هو مروان لوستان؟

“مروان لوستان” ولد عام 1935. وحصل على كأس بطولة الألعاب الجوية من الرئيس “شكري القوتلي” عام 1956 ليتم إيفاده إلى الاتحاد السوفييتي عدة مرات للتدريب على القتال الجوي الحديث.

درس “لوستان” هندسة الطيران في “بولونيا” والتحق بالمقاومة الفلسطينية وكان من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وهو أيضاً وفق “السيد” مصمم الطائرات الشراعية المزودة بمحرك ومدرب ومخطط عمليات الطائرات الشراعية التي وصلت قربة “قبية” الفلسطينية المحتلة عام 1987.

كذلك فإن “لوستان” مصمم الطوافات المائية ذات الوسادة الهوائية “هوفر كرافت” التي كانت تنقل الفدائيين بحراً. كما صمم طائرة “رام الله” ذات الراكبين بهدف التسلل بعيداً عن الرادارات ونجح بتصميم العديد من النماذج الناجحة لطائرات صغيرة وعربات وصواريخ.

في العام 1998 تعرض المهندس السوري “مروان لوستان” لحادث سير أصابه بالشلل ليرحل عن عالمنا عام 2014.

ما هو دور رأفت الهجان في حرب تشرين؟

وخلال المحاضرة تحدث “السيد” عن مدى التحصينات الكبير لخط “بارليف”. وقال إن جاسوسيَن مصرييَن في “إسرائيل”. هما “رفعت الجمال” المعروف باسم “رأفت الهجان” وزميله “عمرو طلبة”. زودا بلادهما بمعلومات كثيرة عن “خط بارليف”. وكانت المعلومات الواردة منهما تؤكد أنه ينبغي فتح الساتر الترابي بـ70 ثغرة على الأقل وإنشاء 10 جسور لعبور الدبابات والمدافع. بينما توقع الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يمكن اختراق الساتر الرملي وإنشاء جسور عبور القناة قبل وقت ما بين 24 إلى 48 ساعة.

تمت المهمة بنجاح وتمكن الجيشان السوري والمصري من اقتحام الجبهتين ما أجبر جيش الاحتلال لتقسيم نفسه إلى مجموعتين. ليحارب بنصف قدراته على كل جبهة وهذا وفق “السيد” كان من أهم أسباب الإرباك الذي أصاب جيش الاحتلال.

اقرأ أيضاً: حرب تشرين .. فاجأت الاحتلال وجمعت العرب بمعركة التحرير