شاءت الصدف أن أقرأ تصريحاً حول المتة لمدير حماية المستهلك “حسام نصر الله”، بعد رحلة بحث طويلة عن نوع من المتة في “اللاذقية”. لأكتشف أني أعيش في عالمي الخاص بعيداً عن “سوريا” (أنا منفصلة عن الواقع بالتأكيد).
سناك سوري-شريّبة متة
يقول “نصر الله” في تصريحه لصحيفة البعث الخميس الفائت، إن المتة متوفرة ولا يوجد أي تغيير في كمياتها أو سعرها. حتى أنه وحين زار إحدى الشركات التي تنتج المادة اكتشف وجود زيادة في الإنتاج والتسويق. وأما سبب المشكلة من وجهة نظر مدير حماية المستهلك فهي تعود إلى «ثقافة المواطن التي تدفعه لتخزين المادة خوفاً من فقدانها وارتفاع أسعارها».
“خلص وقت المزح ومنجي عالجد”، الجد يا سادة هو أنني بحثت عن مشروب المتة ليس من نوع محدد فقد فقدت الأمل بإيجاده منذ أكثر من 20 يوماً. كانت عملية البحث عن الخلطة الخشنة تلك المرغوبة “يلي مابتسكر المصاصة وبتعملكن مشكلة بالبلعوم من كتر الشفط”. أكثر من 8 محلات موزعة على مدينة “اللاذقية” وريفها ولم نجد.
اقرأ أيضاً: مدير الأسعار يطمئن عشاق المتة: ليست مقطوعة ولا ارتفاع بسعرها
وفي النهاية حصلنا على الخلطة الخشنة لإحدى الأنواع المعروفة لكن بسعر أعلى بنحو 1000 ليرة. والحصول عليها جاء بعد أن قال لنا البائع: “مالكم عليّ يمين مخباها للناس الطيبة شرواكم بالخير”. (يعني بتدفع أكتر مع ضربة منية وبتكتشف بالأخير إنك من الناس الطيبة).
ومع ذلك ورغم أننا وجدنا ضالتنا من مشروب المتة ذا النوع الخشن. إلا أننا لم نستطع شراء أكثر من عبوتين بلغ ثمنهما 8500 ليرة فالمال ليس متوفراً بتلك الكثافة للتخزين كما رأى مدير حماية المستهلك. فكيف لمستهلك لا يجد في جيبه النقود الكافية لشراء الطعام لأسرته أحياناً. أن يعمد لشراء وتخزين شيء ثانوي كالمتة؟.
بالنظر إلى تصريحات بعض المسؤولين. يمكن القول إنهم يعيشون في عالم موازي أو مختلف عن العالم الذي يعيش فيه عامة السوريين. شو رأيكن؟.