الرئيسيةشباب ومجتمع

محمد القصار.. يتحكم بعجلات كرسيه نحو أحلامه

القصّار يستخدم كرسيه المتحرك ويتنقل بخفة ما بين الرياضة والتصميم والكتابة

سار الشاب “محمد القصار”، بعجلات كرسيه المتحرك، نحو النجاح مشاركاً ببطولات رفع الأثقال وكرة السلة. دون أن يهمل عمله بمجال الغرافيك والتصوير والمونتاج.

سناك سوري – سدرة نجم

يروي “القصار” ٢٧ عاما ابن حي “القنوات” الدمشقي لسناك سوري،  عن شغفه بالرياضة التي بدأها منذ صغره. ويقول: «كان في مدرستي صالة رياضية ومدربين مختصين. أحببت رفع الأثقال وكرة السلة للكراسي المتحركة وتابعت بالتدريب والمشاركة ببطولاتهم».

احتلت الرياضة مساحة جيدة في حياة “القصار” الذي يعاني من شلل نصفي سفلي منذ ولادته. وشارك بالعديد من البطولات وحصل على المركز الأول ببطولة الجمهورية في القوة البدنية_ رفع أثقال عام 2018.

بثقة يتحدث “القصار” عن تلك المرحلة فخوراً بما حققه ويقول: «كان شعور الوصول إلى البطولة لا يوصف، حققت ذلك بإصراري وبدعم أهلي». وحصل المركز الأول على المحافظة في القوة البدنية للأسوياء 2020، بحمله ثقل وزنه 53 كيلو. وشارك ببطولات الجمهورية لكرة السلة وحصل على مراكز متقدمة فيها متدرجاً من المركز الثالث وحتى الأول.

يستذكر “محمد القصار” مرحلة التعليم بعد التحاقه بمقاعد معهد الأمل الحكومي المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة. توقف الشاب عن تعليمه بسبب الأعمال الترميمة التي طالت في المعهد انذاك ليتستأنف تعليمه ويصل لمرحلة البكالوريا بعد خمس سنوات وانتهاء الترميم في المركز.

محمد القصار خلال التدريبات

 أحلام القصار ركضت بسرعة بعد اللابتوب

حمل صيف عام2019 خبر نجاحه بالثالث الثانوي العلمي. ليكافأ بلابتوب وخط انترنت مفتوح لمدة عام كامل من قبل إحدى المنظمات الدولية.

فلم يكن اللابتوب عبارة عن جهاز إلكتروني بل شكّل دافعاً قوياً ليتابع الشاب الطموح تعليمه في المعهد التقاني(حاسوب-برمجة) TIC بالجامعة الافتراضية بدمشق.

«كرموني بلابتوب خلاني بلش بتحقيق حلمي» يقول “القصّار”. ويضيف أن ملامح حلمه القديم بدأت بالتحقق أيضاً. فمنذ طفولته تستهويه الغرافيك وأعمال التصوير والمونتاج.

كرموني بلابتوب خلاني بلش بتحقيق حلمي محمد القصار

 

كما اتّبع دورة تدريبية بمبادئ التصميم والتصوير وحصل على شهادة فيها، وطور من نفسه ليعمل الآن مع منصة داماسيا الإعلامية وجمعية جذور. بمجال التصوير والمونتاج والتصميم، مع عمله كفريلانسر بمجال الغرافيك وهو رئيس قسم التصميم والمونتاج في الفريق الإعلامي السوري، وهو فريق إعلامي تطوعي.

يستخدم القصار حالياً هاتفه الجوال في التصوير، ويعمل على اقتناء كاميرا متطورة لتعزيز موهبته وأعماله أيضاً.

محمد القصار خلال مشاركته مع فريق كرة السلة

صعوبة التنقل

يعاني”القصّار” من صعوبة التنقل والمواصلات إضافة إلى نظرات الناس والتنمر اللذين تلاحقانه احياناً. ويلفت لسناك سوري: «بحس العالم بتنظرلي نظرة غريبة وكأنه مافي متل حالتي، هالشي كتير بيأثر عليي وقت اطلع من البيت».

أما بالنسبة لأكثر المواقف التي صادفها “القصّار” وشكلت بداخله رغبة بالمتابعة والسير نحو أحلامه. فكانت العام الفائت حين تقدّم إلى وظيفة عبر رابط إلكتروني، وحين قُبل بها ذهب لإجراء المقابلة والاتفاق على التفاصيل واستلام العمل. يضيف: «فاجأني موظف الاستقبال باستخفافه وقوله (أنت أكيد غلطان فايت عشركة محترمة ما بتوظف عالم متلك)». إلا أن مدير الشركة سارع بالاعتذار منه، وقبل طلب توظيفه كواحد من أفراد شركته.

وينادي ناشطون كثر بضرورة تقديم شكوى تجاه كل جهة تسيء لذوي الاحتياجات الخاصة وتعاملهم بطريقة تمييزية.

فاجأني موظف الاستقبال باستخفافه وقوله (أنت أكيد غلطان فايت عشركة محترمة ما بتوظف عالم متلك) محمد القصار-بطل رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة

يطمح محمد القصّار إلى إتمام دراسته الجامعية و الوصول للعالمية في مجال التصميم. ويقول: «أطمح لأن يصبح لي اسم معروف بين المصممين العالميين».

يذكر أن “محمد القصار”، أحد سوريين كُثر جعلوا من معاناتهم دافعاً للنجاح، دون أن يتوقفوا أو يتأثروا بأحاديث المجتمع وتنمر بعض أفراده.

زر الذهاب إلى الأعلى