الرئيسيةشباب ومجتمع

علي المحمود يدير أعماله بمعصم يده بعد أن توقفت حركة جسده

علي المحمود عجز عن دراسة المعلوماتية بسبب تكاليفها ونجح في الإعلام

بمعصم يده ومن على كرسيه المتحرك، يتابع “علي المحمود” 35 عاماً، عمله على شاشة الكمبيوتر ممارساً مهنة الصحافة وإعداد المحتوى البصري.

سناك سوري-حلا علي

“المحمود” تعرض في عمر الثمانية أشهر إلى مرض التشنج العضلي ما أدى إلى شلل كافة عضلات جسمه. مع صعوبة كبيرة في النطق. وبدأ رحلة العلاج الفيزيائي الطويلة التي توقفت في عمر الـ15 عاماً نتيجة خطأ في العلاج. ليقرر “علي” التصالح مع وضعه ومتابعة حياته مكرساً وقته للدراسة والعمل.

رحلة الدراسة

يقول علي لـ”سناك سوري”، إن والدته كرست نفسها ووقتها له. ودعمته لتحقيق طموحاته الكبيرة. فكانت الأم والرفيقة التي لازمته مقاعد الدراسة منذ خطوته الأولى في المدرسة وحتى تخرجه من الجامعة.

تعلم “علي” القراءة والكتابة في مدرسة النور الخاصة برعاية الأطفال المصابين بالشلل.  وبسبب صعوبة حركة يديه اشترت أمه له حاسباً محمولاً ليتمكن من الكتابة عليه. وفي سن مبكرة كان “علي” متمكناً من العمل على العديد من برامج الكومبيوتر.

علي وهو يتابع أعماله – سناك سوري

وصل “علي” إلى مدرسة الشلل الدماغي للكبار. وكان عليه خوض الامتحانات الإعدادية والثانوية. ويشرح لسناك سوري مدى صعوبة شرح إجاباته للمراقب الذي تولى مهمة كتابة أجوبته على ورقة الامتحان.

وبعد نجاحه عام 2013، بدأ بدراسة فرعين الأول الهندسة المعلوماتية بالجامعة الافتراضية. والذي لم يتابع فيه نتيجة الوضع المادي وتكاليف الدراسة العالية. والثاني كلية الإعلام في جامعة دمشق، الفرع الذي أحبه جداً كما يقول.

الاندماج في المجتمع

لسنوات طويلة لم يعتد “علي” على مخالطة الغرباء. وكانت دائرة حياته مقتصرة على أهله وأقاربه. ما جعله يعاني من الخجل وبعض الخوف كأي طالب مستجد يدخل إلى عالم الجامعة المختلف عما سبقه.

سرعان ما تغلب على خجله بدعم من والدته التي كان وجودها بجانبه يشعره بالأمان والطمأنينة. ويضيف: «لولا أمي ماكنت وصلت لهون أبداً». اندمج علي سريعاً مع زملائه والأساتذة الجامعيين الذين كانوا يضربون المثل به بإرادته واجتهاده ما منحه دافعاً قوياً للمتابعة والنجاح. لكن لم يخلُ الأمر من بعض التعليقات السلبية ويروي الشاب أن أصعب ما سمعه كانت كلمة “معاق”.

علي الذي كان من المتفوقين في الجامعة، تخرج منها عام 2018. فقرر عدم الجلوس وانتظار فرصة عمل، بل خلق فرصته بيديه، فدخل دورات تدريبية في الإخراج وتعلّم المونتاج بشكل ذاتي.

يروي الشاب علي المحمود أن أصعب ما سمعه كانت كلمة “معاق”.

بداية تحقق حلم علي المحمود

علي الآن صاحب ومدير مؤسسة نيوزبيردس الإعلامية، ومدير المكتب الإعلامي لمبدعون من أجل الوطن، بالإضافة لعمله في إخراج الأفلام الروائية القصيرة مثل (المفتاح، الحلم).

ومع ذلك فإن طموحه لا يتوقف هنا، ولولا الوضع الاقتصادي لكان قد افتتح قناته الخاصة وطوّر معداته. وحصل على مشروع يحقق له المورد المالي الذي يساعده على سد نفقاته، إذ أن دخله الحالي لا يلبي له احتياجاته. شأنه كشأن معظم السوريين اليوم.

الشاب علي المحمود – سناك سوري

طرق الشاب كل الأبواب بحثاً عن ممول لمشروعه، لكنه لم يجد. ومع ذلك قرر عدم الاستسلام وانتظار الفرصة المناسبة، متابعاً أعماله الحالية.

وسط زحام العمل لا ينسى الشاب موهبته في كتابة الشعر وممارسة لعبة الشطرنج. ويتمنى لو كان قادراً على ركوب الخيل التي يحبها جداً، إلا أنه يتابع بشغف المسابقات الخاصة بها.

أكثر ما يخشاه علي في المستقبل هو أن يبقى وحيداً دون زوجة تشاركه حياته وتفاصيله وتكون الداعم الحقيقي له.

زمالة سناك سوري 2024

إشراف: داليا عبد الكريم

زر الذهاب إلى الأعلى