مأساة مواطن سوري قرر العودة إلى عفرين ..
“فائق إبراهيم” الذي أنهكه الشوق عاد إلى السجن والتعذيب، وهرب بعد دفع الرشاوى
سناك سوري – عفرين
حاول “فائق إبراهيم” القادم من “تركيا”، الوصول إلى “جنديرس” الواقعة في منطقة “عفرين” بعد خمس سنوات على الغياب، لزيارة أقربائه ومحبيه، خاصة بعد الدعاية التي ساقها الإعلام التركي عن الأمن والأمان الذي يلف المنطقة رغم احتلالها من قبل فصائل “درع الفرات”، غير أنه وقع أسيراً للخطف والتعذيب طوال 15 يوماً قضاها في “عفرين” دون أن يرى أهله.
بعد نجاح “القوات التركية” و”درع الفرات” في السيطرة على منطقة “عفرين” في 18 آذار الماضي، بدأت وسائل الإعلام التركية الترويج للأمان والاستقرار الذي تنعم به المنطقة، داعية السكان للعودة إلى منازلهم وأعمالهم رغم البطش والقتل والنهب الذي مارسه عناصر “درع الفرات”، واستقدام فصائل عدة من “الغوطة الشرقية” للاستقرار في المنطقة على حساب السكان الذين تشردوا. ولكن عودة المخدوعين من الأهالي تحولت إلى كابوس من الرعب والمآسي، وهو ما حصل مع “فائق” الذي قال لوكالة “هاوار”:«توجهت من “تركيا” إلى معبر “باب السلامة” في منطقة “أعزاز”، وفور وصولي لـ”عفرين” تم سلبي حقيبة ملابسي من قبل عناصر التفتيش التابعة للفصائل، وبعد يومين من وصولي إلى “عفرين” أقدم عناصر “درع الفرات” على اختطافي، وبقيت في السجن لـ 4 أيام، ولم أتمكن من معرفة المكان، كان السجن مليء بالمدنيين الكرد، حيث التعذيب والإهانة».
اقرأ أيضاً في عفرين: عمليات النهب والسلب وفرض الأتاوات مستمرة
واكتشف “فائق” أن سجنه كان ليدفع فدية قدرها 1200 دولار أمريكي مقابل الإفراج عنه، وتابع «دفعت المبلغ لـ”جيش الاحتلال التركي”، فهم يتهمون المدنيين بحجج واهية ليطالبوا بفدية مالية منهم. لم أستطع الوصول إلى أهلي الذين يبعدون عني 20 كم في “جنديرس”، مدينة “عفرين” أصبحت كابوساً، فـ”الجيش التركي” وعملاؤه يفرضون ضرائب مالية باهظة لأصحاب المحلات، ناهيك عن سرقة المواسم الزراعية من المزارعين، والإذلال وزرع الفتن، والذعر والخوف اليومي من الرصاص والقتل. لا نستطيع النوم إلا بحراسة، ولذلك كان قراري بالفرار».
ومن سخرية القدر أن يدفع “فائق” 800 دولار أمريكي كرشوة لعناصر “درع الفرات” حتى يتمكن من مغادرة “عفرين”، بعد أن كان على استعداد لكي يدفع عمره للوصول إليها، فلم يعد يطيق العيش فيها، وحالياً يقطن في ناحية “فافين”، وناشد الأهالي بعدم العودة إلى “عفرين” لأنها غير آمنة، وليس كما يروج له “جيش الاحتلال التركي” عبر الإعلام.
قوات “درع الفرات” لم تعلق على قصة “فائق” وما نشرته وكالة “هاوار” حول هذا الأمر.
اقرأ أيضاً “الجبهة الشامية” و”لواء المعتصم”.. اقتتال جديد يؤرق أهالي “عفرين”!