بعكس معارك “الغوطة”.. وسائل الإعلام السورية لا تواكب “إدلب” من الميدان!
سناك سوري _ دمشق
تتصدّر أخبار الميدان والعمليات العسكرية الجارية في “إدلب” نشرات الأخبار وعناوين الصحف وأحاديث الناس، فيما تتسارع التطورات الميدانية بين ساعة وأخرى حاملة معها تصورات مختلفة لما ستؤول إليه الأمور في المنطقة.
وبينما نقرأ ونسمع الكثير من التحليلات والآراء حول مجريات الأحداث في “إدلب” فإن العنصر الأهم يغيب عن نشرات الأخبار متمثّلاً بالصورة المرئية.
تغيب عن معارك “إدلب” التغطية الإعلامية المرئية بخلاف معارك أخرى جرت في وقت سابق في مناطق أخرى مثل “حلب” و”غوطة دمشق”، فلا نشهد تصوير بثّ مباشر من الميدان أو حضوراً مستمراً للمراسلين الميدانيين لوسائل الإعلام السورية.
وتقتصر التغطية الإعلامية على تقارير عابرة ومتفرقة تغيب عنها الاستمرارية والمواكبة الدائمة للأحداث المتسارعة على مدار الساعة، على العكس من التغطية التي رافقت معارك “غوطة دمشق” العام الماضي حيث كانت التقارير الميدانية تملأ الشاشات السورية على مدار اليوم وتنقل صورة مباشرة للحدث.
اقرأ أيضاً:مصادر: اعتقال الصحفي “رئيف السلامة” للمرة الثانية
أما في نموذج “إدلب” فإن المتابع لوسائل الإعلام السورية لا يشهد تقارير مصورة من خطوط المواجهة تستمر بنقل صورة الحدث ضمن استراتيجية عمل واضحة لتغطية الأحداث، حتى أن وكالة سانا الرسمية للأنباء تنشر صوراً من القرى والبلدات التي يبسط الجيش السوري سيطرته عليها بعد يومين أو 3 أيام من دخول قوات الجيش.
من جهة أخرى تنتشر بشكل متفرق صورٌ غير مؤكدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُقال إنها لمواقع المواجهات ويساعدها على الانتشار غياب الحضور الإعلامي الرسمي وتوثيقه لمجريات الحدث.
في المقابل فإن التغطية الإعلامية للعمليات على الأرض لها حساسيتها العسكرية التي تفرض أن تقوم مؤسسات إعلامية بهذه التغطية لا أن يتوقف الأمر على مراسلين منفردين يعتمدون على نشر ما لديهم عبر وسائل التواصل.
غياب المواكبة الإعلامية لواحدة من أهم المعارك في الحرب السورية يفتح باب التساؤلات للمؤسسات الإعلامية الرسمية حول وضوح رؤيتها ومنهجية عملها في التعامل مع أحداث هامة يتعطّش المتابعون لاستقاء المعلومات حولها بشكل متواتر وموثوق، فلماذا غابت العدسة السورية عن تصوير حدث الساعة؟
اقرأ أيضاً:لماذا منعوا “الميادين” من تغطية خروج المسلحين من جنوب “دمشق”؟