
سناك سوري-وفاء محمد
تعرّضت “إلهام” موظفة حكومية 37 عاماً، لسرقتين غريبتين خلال 3 أشهر، وفي المرتين سُرق من حقيبتها مبلغ 5000 ليرة سورية، في مكان دوامها بأحد المؤسسات الحكومية، واصفة اللص/ة بالإنساني/ة.
تقول “إلهام” لـ”سناك سوري”: «أول مرّة كانت أواخر شهر حزيران الفائت، كنت أملك في حقيبتي مبلغ 20 ألف ليرة سورية، وضعتها كالعادة فوق مكتبي وانشغلت بعملي الاعتيادي، لأتفاجأ لاحقاً أني فقدت مبلغ 5000 ليرة، في المرة الثانية مطلع شهر أيلول الجاري، اكتشفت أن 5000 أخرى قد سرقت من حقيبتي التي كانت تحوي 10 آلاف ليرة».
يبدو أن اللص/ة إنساني/ة، تقول “إلهام” وتضيف: «لم أتقدم بأي شكوى للمدير، رغم ضيقي من فقدان المبلغ، الذي وحتى لو بدا بسيطاً إلا أنه كبير قياساً برواتبنا، أما سبب عدم تقديم الشكوى فهو يقيني بأن من سرق أو سرقت المبلغ إنما هم محتاجون وإلا كانوا سرقوا كل ما أملك، إنهم لصوص إنسانيون، تركوا لي بعض النقود لأتمكن من العودة إلى منزلي في الريف البعيد».
“إلهام” تؤكد أنها حفظت درسها جيداً، حيث لم تعد تترك حقيبتها دون انتباه، فإما تحملها معها، أو تعهد بها لأحد الأصدقاء الموثوقين حين تضطر لدخول الحمام!.
اقرأ أيضاً: سوريا.. الأوقاف تحذر من سرقة المساجد
سرقة نظارة شمسية
ليست الأموال هي كل ما يمكن أن تتم سرقته من أماكن العمل، أو أي أماكن أخرى، فقد تعرضت “هالة” 42 عاماً، لسرقة نظارتها الشمسية الغالية، تقول “هالة” لـ”سناك سوري”: «اشتريتها بمبلغ 55 ألف ليرة، كوني أعاني حساسية من أشعة الشمس وإلا لما كنت مضطرة لدفع هذا المبلغ الذي يوازي نحو نصف راتبي كاملاً، ولكن لم يكتب نصيب بيني وبين نظاراتي (تضحك)، فقد سرقت بعد أول ارتداء لها منذ نحو شهر تقريباً».
وضعت “هالة” نظاراتها الشمسية على مكتبها، وانشغلت بأمور العمل لتتفاجأ لاحقاً، أن النظارات قد اختفت، تضيف: «لا أستطيع الجزم بمن أخذها، هل أحد المراجعين أم أحد الزملاء أو الزميلات، حملّت نفسي المسؤولية كوني لم أنتبه وأضع نظاراتي في حقيبتي».
“هالة” سبق أن تعرضت لسرقة أخرى مطلع العام الجاري، كما تقول وتضيف: «لم أتخيل أبداً، أن شاحن موبايل قد يكون هدفاً للسرقة، فكما غالبية السوريين كنت أحضر معي شاحن الموبايل لأشحنه في العمل كون الكهرباء هنا لا تنقطع، والتقنين في الحي حيث أقيم طويل جداً، سُرق شاحني بينما كنت أجري اتصالاً هاتفياً، كان موجوداً وحين عدت لأضع هاتفي عليه بعد انتهاء المكالمة كان قد فُقد وبحثت وسألت كثيراً عنه دون جدوى».
اقرأ أيضاً: سرقات غريبة بسوريا.. الغسيل من الحبل وزريعة النبات من البرندة!
مرض نفسي أو حاجة
تقول المرشدة النفسية “رغداء خير بك”، أن سرقة مبلغ صغير من مبلغ آخر أكبر دون أخذه كاملاً، له مؤشرات عديدة، فإما أن الشخص يعاني مرضاً نفسياً ما، يدفعه لسرقة المبلغ ذاته كل مرة دون زيادة أو نقصان لقناعته بأن المبلغ كاف لسد حاجته، وأما المؤشر الآخر، وهو المرجح في هذه الحالة استناداً للظروف من حولنا، فهو أن الشخص الذي قام بفعل السرقة محتاج ويجد حرجاً في طلب استدانة الأموال، فيقوم بسرقة المبلغ المحدد الذي يحتاجه، ومهما كان السبب فإنه لا مبرر أبداً لفعل السرقة من الآخرين، الذين بالتأكيد يحتاجون أموالهم شأنهم شأن الغالبية اليوم.
بما يخص سرقة النظارة الشمسية أو شاحن الموبايل، أو أية أغراض شخصية أخرى، تقول “خير بك”، إن مثل هذه السرقات قد تكون نابعة من أمور كثيرة، فإما أن الشخص الذي يملكها متعالٍ ويتعامل مع الآخرين بغرور، أو أن السارق معجب بهذا الشخص وأغراضه ويريد تقليده، أو لحاجة بنفس السارق لتلك الأمور التي قد لا تسمح ظروفه المعيشية بشرائها فيقوم بسرقتها.
للسرقة دوافع كثيرة، كما تقول “خير بك”، مضيفة أن السرقة سببها تعويض نقص وحرمان قديم عاشه الشخص في طفولته أو فترة مراهقته، خصوصاً إن كان يعيش في بيئة تتسم بالبخل، ومن الأسباب وراء هذا الفعل أيضاً، الحاجة وعدم إيجاد عمل أو عدم الرغبة بالعمل، وأياً يكن السبب فإن السرقة فعل مشين أخلاقياً واجتماعياً.
اقرأ أيضاً: عبد يسهر ليلاً لحماية السيارة.. طفل سرق دراجة وآخر سرق بيضاً!