لاعبة أهلي حلب: التبرعات مستمرة بشكل كبير وأعداد المتضررين هائلة
لارا الأصفري لـ سناك سبورت: واجهنا احتياجاً لمستلزمات النساء الخاصة
قالت لاعبة نادي “أهلي حلب” لكرة السلة “لارا الأصفري” أنه من الصعب إحصاء أعداد العائلات المتضررة من الزلزال في “حلب” التي قاموا بمساعدتها منذ أسبوع وإلى هذه اللحظة.
سناك سبورت – غرام زينو
وأضافت كابتن فريق السيدات بنادي “أهلي حلب” في حديثها مع “سناك سبورت” أن الأعداد كانت بازدياد مستمر يوماً بعد يوم. مبينةً أنه كان من الصعب إحصاء الأعداد نظراً لحالة الطوارئ التي تستلزم الإسراع في تلك اللحظات. حيث كان يتم توزيع التبرعات بشكل مباشر للمتضررين ولم يكن هناك وقت لإحصاء عدد المستفيدين.
وأوضحت “الأصفري” أنها قسّمت جهودها بين نادي “أهلي حلب” وبين جمعية “نماء” للمساعدة وبين مبادرة شبابية خاصة لمجموعة شباب وشابات قاموا بالمساعدة بجهود خاصة، حيث قامت بمساعدة المتطوعين من النادي ليومين ومن ثم اتجهت للمبادرات الثانية لتقدم المساعدات بشكل أكبر. إضافة لوجود أعداد كبيرة في نادي “الأهلي” تقوم بالمساعدات.
وأضافت إن الأعداد أكبر من تخيلات أي شخص، لكن منذ أسبوع حتى هذه اللحظة تم تغطية 90% تقريباً من مراكز الإيواء. مشيرةً إلى أن هناك مئات العائلات في المراكز بين مدارس وجوامع.
وأوضحت اللاعبة بأنه وضمن المبادرة الشبابية، تم منذ الأمس تخصيص المساعدات للعائلات الفردية. أي العائلات التي نزحت إلى بيوت أقربائها وغير قادرة على تأمين مستلزماتها اليومية، كما يتم التأكد من جميع الحالات. مضيفةً: «نقوم بزيارتهم ونقدم لهم التبرعات والمساعدات مما يحتاجونه.
الاحتياجات الخاصة بالنساء:
أشارت “الأصفري” إلى أنه كان هناك احتياجات كبيرة للفوط الصحية. إضافة لاحتياج الملابس الداخلية وغيرها من الأمور حتى ملابس عادية وأحذية وجوارب. لافتةً لوجود خجل لدى النساء والفتيات في طلب تلك الاحتياجات. مبينةً ضرورة وجود نساء وفتيات في الميدان للمساعدة في تأمين تلك الأمور للسيدات المتضررات.
وأضافت أنها قابلت سيدات متضررات كانوا يتحدثون معها بشكل خاص ليطلبون الفوط الصحية والملابس الداخلية والأمور الشخصية المشابهة. مبينةً أنه تم تأمين عدد كبير من تلك الاحتياجات للمتضررات الذين قابلوهم.
متطوعات من نادي أهلي حلب ساهموا بتوزيع التبرعات:
كما أوضحت لاعبة “أهلي حلب” بأن جميع الفئات العمرية في النادي ساهمت بشكل أو بآخر، فكان هناك قسم يقوم بتحضير “السندويش”، وقسم آخر يقوم بفرز المساعدات التي تصل حتى يتم توزيعها، مشيرةً لصعوبة نزولهم للميدان لصغر أعمارهم حيث كان هناك أطفال من عمر 6 سنوات إلى أعمار المراهقة تقوم بهذه المهام، كما كان هناك أطفال في الصف الخامس والسابع ساهموا بالمساعدة.
وأضافت بأن جميع هؤلاء اللاعبين واللاعبات الصغار كانوا يعملون بهمة عالية. ويقومون بتأمين المساعدات من أقربائهم وأهاليهم، وتواجدوا في النادي منذ الصباح ليساعدوا بجهدهم، وقاموا بتحضير آلاف “السندويشات” خلال ثلاثة أيام.
اقرأ أيضاً: عثمان قبلاوي: أهلي حلب خصّص صالته لجمع التبرعات لضحايا الزلزال
وضمن المبادرة الشبابية كان أغلب القائمين على المستودع الخاص بتجميع التبرعات من النساء والفتيات. مبينةً أنهم سبق أن قاموا بأعمال إنسانية من قبل بسبب الحرب.
إلى متى مستمرة المبادرات؟
قالت “الأصفري” أنه لا يوجد وقت محدد لتوقف المساعدات، لأن التبرعات مستمرة بشكل كبير. مشيرةً لعودة الحياة تدريجياً في محافظة “حلب”، حيث بدأ الناس بالعودة لعملهم، وفي المساء يقومون بالمساهمة بالمساعدات، وأوضحت أنهم الآن يركّزون على الناس الموجودين خارج مراكز الإيواء وهم بحاجة حقيقية، ولا يوجد معيل لهم أو ربما ظروفهم صعبة.
أما بالنسبة لظروف العمل، أوضحت بأنها لم تكن سهلة. حيث تعرضوا لبعض الضغوطات. إن كان بالأعداد الهائلة والتنظيم، خصوصاً في الأيام الثلاثة الأولى. مشيرةً إلى أن الوضع كان في غاية الصعوبة لأن الناس كانت بحالة صدمة وذهول وضياع، كما كان التنسيق بين المبادرات والجمعيات بدائي، ولكن بعد أسبوع من الكارثة أصبح كل شيء أوضح ومنظم بشكل أكبر وفق حديثها.
وأشارت اللاعبة إلى أنه كان هناك تيسيرات كبيرة من المتبرعين. كما أن البعض كان يقدم المساعدات مجاناً دون دفع لمجرد العلم بأنها ذاهبة للناس المتضررين، وأضافت: «الشعب كله خير، ولا أحد يقصّر، الظرف صعب جداً لكن رؤية الناس تقدم من كل قلبها ولو بشكل بسيط هو شيء عظيم وكبير جداً إن كان من المبادرات الرياضية أو الشبابية أو من باقي الناس».
كما كشفت أنه كان هناك الكثير من السيدات اللواتي قمن بالطبخ في منازلهن لتقديم الوجبات للمتضررين، كما كان هناك سيدات يمتلكن ورشات خياطة قمن بالعمل برأس المال ووزّعن الملابس، مضيفةً: «بالأمس هناك سيدة علمت بالحاجة للملابس الداخلية فقامت هي وبناتها بالعمل بورشتها برأس مال القطعة، وقدمت أكثر من 1000 قطعة بوقت قياسي جداً».
دور الرياضيين كقدوة في تحفيز المجتمع:
وختمت “الأصفر” قولها بأن الرياضيين هم ناس مألوفو الوجوه ومعروفو الأسماء، ويمتلكون جماهير كبيرة. وبالتالي هم قدوة لشباب صغار، وقدوة لكل فئات وأعمار الجماهير، كما أن هناك أناس يعرفون الرياضيين فيقومون بتقديم المساعدات بشكل أكبر لهم لتوزيعها على المتضررين.
كما أنهم يحفزّون الشباب للمساعدة على الأرض إن كان بالنادي أو بغير مبادرات، لأنهم إذا رأوا قدوتهم على أرض الواقع يساعد ميدانياً ويعمل بالأوقات الصعبة فسيكونون من ضمن المتطوعين للمساعدة على حد قولها.