نساء من درعا: لسنا بضاعة تعرض للبيع وترد

شابات من درعا يصفنّ ظاهرة للزواج في مجتمعهن بـ”المذلة”
سناك سوري – خاص
إلى جانب جرائم الشرف والعنف ضد المرأة وتزويج القاصرات، هناك ظاهرة يرى البعض أن “درعا” تتفرد بها حيال زواج الفتيات، والتي تُحدثنا عنها “نسرين” من سكان مدينة “داعل” شرق “درعا”.
تروي “نسرين” قصتها مع أخواتها الأربعة، لـ”سناك سوري”، وتقول: «نحن أربعة أخوات، جميعنا قبل عام كنا عازبات، كان حين يطرق بابنا أحد الخطّاب يدعونا أبي لتجهيز أنفسنا أربعتنا لنجلس أمام الخاطب، ليختار عروسه من بيننا، إنه أسوأ شعور مررت به في حياتي، أنا أكبر أخواتي البنات، وحين كان يأتي العريس ليختار بيننا كنت أصاب بالخجل والإذلال، إنه شعور لا يوصف».
تكمل “نسرين” في حديثها لسناك سوري: «ذات مرة جاء أحدهم لخطبتي وحين جلست معه بحضور والدي ووالدتي، طلب مني والدي مغادرة الغرفة، ومن ثم بعد دقائق قام باستدعاء اخواتي الثلاثة حتى يراهن العريس، عرفت أني لم أعجب العريس وبالفعل وقع اختياره على أختي الوسطى، شعرت بالعار بحق».
ليست “نسرين ولا عبير ولا خديجة ولا كرمة” ولا غيرهن كثر ممن قابلهن سناك سوري، وحدهن من تعرضن لهكذا إذلال كما يصفنّ الأمر، فإصرار ذوي الفتاة في مناطق كثيرة في “درعا” لتزويجها هو موروث ثقافي قديم، تقتضيه العادة والعرف وكذلك الخشية من العار والعنوسة، كما يسير عليه آخرون للتخلص من الفقر والحاجة.
اقرأ أيضاً: المهزلة الشرقية.. في عمر الـ43 ولا يحق لها اختيار شريك حياتها!
في حين يرى البعض أن تلك الظاهرة هي خطوة صحيحة ولا تستدعي العيب، فالزواج كما يقول “أبو جهاد” من سكان بلدة “تسيل” غرب “درعا” “ستر للبنت وللشب”، وأضاف أن الشرع لا يعارض ذلك، كما أنه من حق الشاب أن يمعن النظر في من يرغب بالزواج بها حتى يختار شريكة حياته، لكن هذا لا يعني إجبار الفتاة على الجلوس أو الزواج ممن لا ترغب به.
عمر (31 عام) من سكان محافظة “القنيطرة”، يقول أن أحد الأصدقاء في مدينة “نوى” غرب “درعا” أبلغه أن لدى جارته فتاة راغبة في الزواج، وحين ذهب لرؤيتها لم يشعر بأنها تناسبه، فقام والدها بعرض أختها الصغرى عليه، فوقع اختياره عليها، يقول “عمر”: «أخبرتني زوجتي أن أختها الكبرى أمضت ليلة كاملة تبكي لشعورها بالخجل».
ترى “منتهى” مدّرسة في إحدى مدارس مدينة “الكرك” شرق “درعا” أن المؤلم في الأمر أن فتيات متعلمات ويحملن شهادات جامعية يرضخن ويقبلن بهكذا أمر، تضيف: «هناك طرق عديدة للتعرف على العروس من قبل الشاب دون أن يسبب ذلك حرج للفتاة أمام أخواتها، لأن ذلك قد يحدث شرخاً في العائلة، وهو أمر مذل أن يتم عرض الأخوات كبضاعة يتم الاختيار من بينها، وأحياناً يتم استردادها».
اقرأ أيضاً: أنا مو قطعة قماش ..تواجه العنف ضد النساء بسبب ملابسهن