الرئيسيةسناك ساخر

لأنني لم ألحق بورصة الغاز.. الغاز السفري ضربني ببطني

عندما يركب الغاز الصغير في سيارة نوع برادو

ودّعني الغاز السفري صباح اليوم، ففتحت تطبيق “وين”، وقرأت أن الوقت المتبقي لأستلم الجرة الجديدة هو شهر. فما عليّ إلا الانتظار و (الجود من الموجود).

سناك سوري _ يوميات سوريّة

حملت غازي الصغير بيدي وانطلقت للدكان المجاور، وهو حقيقة “بقالية”، إلا أنه توسع و بات يعبئ غازات و يحول رصيد. في مواكبة للموضة، وحول زاوية من دكانه لركن منظفات وأدوات منزلية أيضاً (محل شامل كامل مول صغير يعني).

وسألته عن تكلفته ليقل لي الكيلو اليوم بـ17 ألف (ولو اجيتي مبارح كنت عبيتلك ياه ب15 ألف)، دون أن يوضح لي السبب. ولكن يبدو أن الغاز بات كالخضراوات، يتحكم به سعر تكاليف نقله بالمواصلات وأسعار المحروقات وغيرها.

(يا آنسة غازك بساع كيلو و300 غرام)، ما يعني أنه سيكلفني بحدود 22 ألف. فتشكرته و قلت له بخجل (حطلي بس كيلو بكفوني، قولتك إذا حطيتلن مي بيكتروا)، استغلظ صاحب المحل مداخلتي حسب نظراته، ولكني لم أبالي.

وبطريق عودتي، قطعت طريقي سيارة من نوع “برادو”، أثارت الذعر بداخلي للوهلة الأولى. وجاء صوت من الداخل (طلعي طلعي نوصلك)، نعم إنها والدة صديقتي ابنة أحد مسؤولي المدينة.

صعدت بفرح وصعد “غازي” معي، سعداء كنا فقد عوضته عن عدم تعبئته بكامله بركبة سيارة فاخرة. حتى ظن نفسه أنه جرة غاز كاملة.

وضعته بحضني بكل أمانة، وبت أتبادل الحديث مع “أم حسن”، فسألتني عن سعر تعبئته فأجبتها 17ألف، فقالت لي بكل بساطة (بس، والله منيح أنا مبارح اشتريت جرة بسعر حر بـ150 ألف).

شعرت بعدها أن ثمة شيء وخز بطني، وإذ هو “غازي” وهمس لي، (سمعتي 150 وأنت كرمال 5 آلاف خليتيني ناقص). فما كان مني إلا أن ضربته على جرته الصغيرة ليصمت.

اقرأ أيضاً: بعد افتتاح معمل الغاز .. الرئيس الأسد: الإنجاز سينعكس تدريجياً على المواطنين

نظرت لي مستغربة ما بالك لما تضربينه (قلتلا شفت برغشة عليه)، زادت دهشتها (برغشة بسيارتي؟)، نعم ياخالة فالبرغش لا يستطيع مثلنا. التمييز بين الأماكن الفارهة والبسيطة، فهو يعتمد على دم البشر (ومافيني قلكن شو حكيت بقلبي).

وطال الطريق واشتد الحوار، ورددت فوق العشر مرات (الله يلعن أبو هالشوارع)، وأنا أؤيدها مرة بصوت عالي (مية مرة)، وعشرين بيني وبين نفسي (كمان مافيني اذكر مين قصدي).

حتى وصلنا، ونزلت سعيدة أمرجحه للأمام والخلف، ودخلنا المنزل، وبما أننا عدنا لموقعنا الطبيعي. ارتفع صوته مجدداً (مو يلعن أبو الشوارع، يلعن أبو البياع يلي باعك ياني. لو بعرف رح اتشنشط هيك معك كنت شلت الجلدة وسديت الفالة ولاخليتك تشتريني).

غضبت منه جداً، وقلت له أيها الأحمق، لا يغرك ما نحن به الآن، فنحن في بلاد لا تعلم متى تصطاد فرصتك بها و بدل أن أركبك “برادو”. قد يصبح لدي “فورد” (وبصير آخدك سيران وعبيك عتمك. فرافق طريقي بكل صمت، وصدقني في حال تيسر سفري، سأضعك عند والدتي فهي تجيد الدلال أكثر مني).

اقرأ أيضاً: الغاز أبرز أسباب ارتفاع الطعام الجاهز.. كلفة غاز دجاجة مشوية 8500 ليرة
زر الذهاب إلى الأعلى