كيف سيتعامل السوريون مع عيد الحب هذا العام …؟
تغيرت الهدايا لكن الحب باقي
سناك سوري – رامي أبو اسماعيل
لا يمل السوريون بالبحث عن يوم يجلبوا به السعادة لأنفسهم حتى لو كان خارجاً عن ثقافة مجتمعهم وبيئتهم، ورغم كل قساوة الحرب التي عايشوها منذ سنوات بيد أنهم مازالوا تواقين للحب وصانعيه مهما اختلفت الأشكال وتعددت الطرق والمفاهيم، وكحال كل السنوات السابقة يستقبل السوريون عيد الحب هذا العام بمزيد من الأزمات والخيبات متمسكون بدور الغاز صباحاً وبالمازوت مساءاً.
يابدع الورد
لم يتراجع عمل تجار الورود خلال سنوات الحرب السورية بشكل كبير، نظراً لاستخداماته الكثيرة في مراسم تشييع الشهداء والأفراح وأعياد الميلاد، ولعل أهم المستفيدين من هجرة الشباب السوري هم باعة الورود بسبب كثرة الطلبات عليه من قبل المغتربين لأداء واجب اجتماعي عن بعد.
موسم عيد الحب مميز بكل عام حسب تعبير “عامر” وهو بائع حيث يقول في حديثه مع سناك سوري:« نزيد كمية بضاعتنا عن باقي أشهر السنة ولكن إجمالاً يبدو الوضع متراجعاً هذا العام بسبب ظروف الناس الاقتصادية، سعر الوردة السنة 1500 ل.س حتى الآن والباقات تختلف كل واحدة عن الأخرى» ويضيف «معظم الذين يشترون الورود غير مرتبطين رسمياً ألاحظ ذلك على أيديهم أو فرحهم بشراء الوردة فالعاشق يهتم بالتفاصيل والخاطب يهتم بالشكل والمتزوج بالسعر».
ضربة معلم
“نوار” 26 عام طالب جامعي يتحايل على عيد الحب: «عيد الحب لا يعنيني شيئاً فأنا غير مقتنع به أولاً لأنه لا يخصنا اجتماعياً، وثانياً لأن الحب لا عيد له، وأخيراً وهو المهم أنه مكلف مادياً، فوجدت أن عدم اقتناعي به وانتقاد المحتفلين به أوفر مادياً».
أما “خالد” فوجد خلق عيد حب خاص له ولحبيبته في يوم عيد زواجه حلٌ يقي جيبه من دفع ثمن هدية أخرى. كحال كل أزمات البلد يتفنن السوري بحلوله المميزة وبخلق مساحته الخاصة بالاحتفال بالمناسبات والأعياد بما يتماشى مع دخله الشهري بظل قساوة الوضع الاقتصادي الذي يعيشه.
اقرأ أيضاً الحبيبة التي لن تكلفك أي هدية
وتغيرت الأحوال
يعاني المواطن السوري من جملة من الأزمات المعيشية واليومية والتي تلاحقه بأدق تفاصيل حياته حتى تغير اتجاه تفكيره بالنسبة لأي هدية يقدمها بأي مناسبة كانت، فلم تعد الهدية هي مجرد تذكار فقط بل أصبحت حاجةً معيشية يقدمها الشخص على شكل هدية لما فيه راحة لشريكه و هو مادفع “عبدالله” 33 عاماً لاستغلال المناسبة وشراء منظم كهرباء لزوجته.
ويوضح خلال حديثه مع سناك سوري: «منذ أشهر لم تعد تعمل غسالة البيت بسبب ضعف الكهرباء خلال فصل الشتاء وقد عانت زوجتي كثيراً وهي تغسل بالطرق البدائية، فكرت في هدية في عيد الحب ولم أجد أفضل من هذه الهدية لما فيه راحةٌ لها وسلامةٌ للبيت»، فيما بدت زوجته متفاجئة جداً بالهدية ولكنها فرحت بها كثيراً حتى أنها رأتها أجمل هدية تحصل عليها في حياتها مضيفة: «عانيت لأشهر من ضعف الكهرباء وأثرها على كهربائيات المنزل، المنظم هدية أفرح بها كل يوم عندما أرى غسالتي تعمل بشكل جيد أما الورود تذبل بعد يوم واحد».
عقدة الوسط
“نسيم” يصلي من أجل محبوبته وسوريا كل عام «أفقدتني الحرب حبيبتي منذ 4 سنوات، وأنا هاجرت إلى أوروبا، لا يزال عيد الحب يعنيني ويؤلمني كثيراً، في كل عام أشعل شمعة على روحها وأخرى لبلادي». أفقدت الحرب الكثير من العاشقين معشوقهم وألبست عيدهم وشاحاً أسود حتى بات هذا اليوم لكثير من الأشخاص ذكرى جميلة بماضيها مؤلمة بحاضرها، وأسهمت بإبعاد الكثيرين عن محبوباتهم حتى شعروا بألم “فلنتاين” وهم في بلادهم لكن يبقى السوري على أمل أن يعيد الله عليه عيد الحب بالأمان والاستقرار بحرفين لا ثالث لهما.