الرئيسيةرأي وتحليلسناك كورونا

كورونا يتسبب بجدل كنسي.. مخاوف من انتقال العدوى بالمناولة

المطران “بيتسابالا”: دم المسيح وجسده ليس بهما حصانة ضد كورونا

سناك سوري-ماريا قبارة

فجّر وباء كورونا جدلاً كبيراً بين المؤمنين المسيحييّن والكهنة في كلّ العالم في مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية العدوى في طقس الشكر الإلهي أو ما يسمى “الإفخاريستيا”. فمنهم من رفض احتمالية نقل العدوى بواسطة “الملعقة المشتركة” التي يتناول بها المؤمنون كلاً بدوره جسد (الخبز) ودم (الخمر) المسيح، والذي يحمله الكاهن في الكأس المقدّسة في نهاية هذه الخدمة، معبّرين عن إيمانهم بقدرته على الشفاء من الأمراض.
في حين أنّ المتخصصين في علم اللاهوت أخذوا يشرحون:«أنّ هناك فهماً خاطئاً من المؤمنين في معنى قيمة “جسد ودم المسيح”، ومعنى “الأدوات الطقسية” المستخدمة في إتمام الطقس ومنها الملعقة المشتركة».
ويتابعون حججهم بالقول إنّ «تغيير الاسلوب أو الوسيلة أو الشكل الخارجي لإتمام الطقس الإلهي ليس مخالفاً للعقيدة المسيحيّة، وليس مستحدثاً في مسيرة الكنيسة عبر تاريخ تأسيسها. وهذا التغيير برأيهم لا يُبطل من فاعلية السرّ المقدّس». أمّا الرافضون بتعنتٍ لوجهة النظر هذه فاعتبروها قلة إيمان أو ضعف أمام السرّ العظيم.

اقرأ أيضاً: خوفاً من الكورونا.. باقة إنترنت مجانية لكل مشترك!

وفي خضم النقاش العام الساخن يأتي بيان المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسية في اليونان يوم الاثنين 10 آذار 2020 مؤكداً فيه أنّ “الفيروس لا ينتقل عبر المناولة، وحضور طقس الشكر الإلهي لا يمكن أن يكون سبباً لانتقال المرض. بل تأكيد عملي للاستسلام الذاتي لله الحيّ، ومظهر واضح للحبّ”.
أما من وجهة نظر مغايرة، فهي التي صدرت عن المطران “بييرباتيستا بيتسابالا”، المدبّر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس، في رسالة تضّمنت إرشادات وقائية لاتباعها خلال صلوات القدّاس الالهي للطقس اللاتيني ومنها تغيير طريقة تناول جسد ودم المسيح وإعطاؤه في اليد بدلاً من الفم. هذا ويؤكد بقوله: «على عدم اعتبار الافخاريستيا عنصراً سحرياً، فالاتحاد مع المسيح لا يلغي كوننا بشراً. فالقربان يمنحنا القوّة والراحة، إلاّ أنّه مع ذلك لا يلغي صفتنا البشرية، ولا يعطينا مناعة ضد المرض» .

اقرأ أيضاً: باكستان: 7 مصابين بفيروس كورونا قادمين من سوريا

المطران “بييرباتيستا بيتسابالا” المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس، ذهب بعيداً في تفاعله مع المخاطر الحقيقة من انتشار الفيروس، وقال في بيان له إن البعض يعتقد بأن القربان الأقدس، الذي هو جسد المسيح ودمه الأقدسين، يملك حصانة سحرية ضد فيروس كورونا، إلا أن هذا الكلام عارٍ من الصحة.
وأمام كلّ المزايدات المنتشرة لا بد أن تبقى الكنيسة أمينة بنموذج المحبّة الفاعل، وخطابها من المفترض أن يكون مهتماً بصحة رعاياها دارئة خطر المرض عنهم، فهي برأيي ليست أقل اهتماماً وحرصاً عليهم أمام منظمة الصّحة العالمية في فرض تدابيرها وإجراءاتها اللازمة البعيدة عن أيّ شيء مشترك للجميع.

مخاوف حقيقية من الكورونا

هذا ويشكل فيروس كورونا تهديداً حقيقياً للعالم، نظراً لسرعة انتشاره وعدد المصابين به الذي يتزايد بشكل يومي، فهو يشل الحياة حالياً في إيطاليا والصين ودول عديدة من العالم، ومازال من غير المعروف كيف ومتى سينتهي مسار التفشي العالمي، وهناك مخاوف كبيرة من عدم القدرة على تأمين المتطلبات العلاجية والوقائية عالمياً، ما قد يؤدي لزيادة عدد الوفيات والإصابات أيضاً.

حتى اليوم، لا يوجد لا لقاح ولا علاج، للكورونا، وبالتالي فإن إجراءات الوقاية والحرص تعد من أهم ما يمكن فعله حالياً وفق الأطباء، حتى أن هناك دولاً في العالم منعت التجمعات وألغت حضور الجماهير لمباريات كرة القدم حرصاً منها على عدم التفشي والسلامة.
يذكر أن وزارة الصحة السورية كانت قد أعلنت خلو البلاد من حالات إصابة بالكورونا، وأكدت أنها ستعلن عن أي حالة إصابة في حال حدوثها.

اقرأ أيضاً: صيدلاني سوري يقترح وصفةً لعلاج كورونا وتقوية المناعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى