كاتب سوري: ربيع دمشق أصبح ذكرى لخيبة أمل

“منير شحود” ينتقد الهيئات التمثيلية المعارضة … ومواجهة السلطة لظاهرة “ربيع دمشق”
سناك سوري – متابعات
منذ 2 تشرين الأول 2011 وحتى الآن، تبدو مجالس ومنصات وهيئات المعارضة السياسية السورية في حالة متجددة إعلامياً رغم وجود نفس الأشخاص، وإن بأثواب ملونة وحاضنات متغيرة ومتعثرة حسب وضع الدول الداعمة والفاعلة وعلاقات هذه الدول المتغيرة مع “روسيا”.
يقول الكاتب السياسي “منير شحود”: «بعد تشكيل “المجلس الوطني السوري” في 2 تشرين الأول 2011، بإرادة تركية – قطرية، تم لاحقاً استنساخ نموذجين معدّلين عنه، الأول هو “الائتلاف السوري” لقوى الثورة والمعارضة في 11 تشرين الثاني 2012، بضغط “أميركي” ودخول “سعودي” على الخط من خلال كتلة “الجربا – كيلو”، والثاني هو “الهيئة العليا للمفاوضات” في 10 كانون الأول 2015، لتكون طرفاً في مفاوضات “جنيف”. كما تم الإعلان عن نسخة جديدة من “الهيئة العليا للمفاوضات”، خلال “مؤتمر الرياض” الثاني المنعقد في 22 و23 تشرين الثاني 2017، والتي تألفت من خمسين عضواً، بينهم 4 أعضاء من منصة “القاهرة”، ومثلهم من “منصة موسكو”».
ويذهب الكاتب إلى أن “المجلس الوطني”، و”الائتلاف” فقدا الكثير من أهميتهما، بحكم التجاوز والتحديث وتغير الظروف واللاعبين، فقد استمرا بالعمل وتقاسمت الدول الإقليمية السيطرة عليهما، من خلال المجموعات المرتبطة، بهدف تمثيل مصالح هذه الدول في أي ترتيبات سياسية في سورية المستقبل، يقول “شحود”: «إن حاجة المعارضة السورية السياسية إلى دعم إقليمي – دولي، أمرٌ مفروغ منه، وأن يكون لهذه الدول مصالح تطمح لتحقيقها من خلال هذا الدعم أمرٌ طبيعي، لكن من غير الطبيعي والمقبول أن لا تكون المصلحة الوطنية السورية أو صيغتها المأمولة، باعتبار أن ثمة انقطاعاً تاريخياً حال دون اكتمال إنجاز الوطنية السورية في ظل الاستبداد، هي الموجه الأساس عند رسم السياسات والخطط».
اقرأ أيضاً الائتلاف المعارض ينتخب المرشح الوحيد لرئاسته!
وتحدث الكاتب عن السبب في تحييد الشباب، وما خلَّفه ذلك على المعارضة التقليدية التي حاولت ملء الفراغ الناجم عن ذلك، «فمنع النظام للاجتماعات في الساحات من أجل التقاط الأنفاس، وتشكيل القيادات، من دون أن تمتلك الأهلية لذلك في ظروف لم تعرفها من قبل، فحملت معها -رغم البطولات- المزيد من العقد والإحباطات وأمراض الشخصنة وعقليات المستبدين».
ويستعرض الكاتب أهم محطات المعارضة السورية بعد تسلم حزب “البعث” للسلطة في “سوريا” منذ العام 1970، وحتى الآن، حيث بدأها في عام 1980، «عند تشكيل “التجمع الوطني الديمقراطي” بجناحيه: يميني، “الإخوان المسلمون”، ويساري قومي – شيوعي، وتم لاحقاً تشكيل “إعلان دمشق” 2005، ومن ثم “المجلس الوطني لإعلان دمشق” 2007، وذلك بعد أكثر من عقدين من حجب السياسة عن المجتمع. ثم عادت هذه التحالفات بصيغة جديدة في تشكيل “المجلس الوطني”، الذي كان أقرب إلى تحالف 1980، من حيث أن للإخوان والجماعات الإسلامية المرتبطة بهم الثقل الأكبر».
اقرأ أيضاً “مازن الناطور”: «هدول خسروا وهدول خسروا.. ألا يكفي»
ولم ينسَ الكاتب أهم المحطات بتاريخ المعارضة السياسية في “سوريا”، والمتمثل في “ربيع دمشق” عام 2000، «وذلك في فترة انتقالية حملت بعض المتغيرات والآمال الخادعة، مع أن الظروف الموضوعية كانت مناسبة لإحداث تغيير سياسي مضبوط، لو أن السلطة المستبدة أدركت أو أرادت. فتحوّل هذا التاريخ إلى مجرد ذكرى لخيبة أمل أخرى، فيما عادت الأمور إلى ما كانت عليه، واستمرت بالتفاقم، وصولًا إلى الانفجار الكبير عام 2011».
ويختم الكاتب عن أزمة “الائتلاف” الحالية التي فجرها استقالة أهم أركانه بالقول: «لم تكن المبررات التي ساقها بعض الأعضاء الفاعلين في الائتلاف، لتبرير استقالاتهم في الآونة الأخيرة، مُقنِعة، كما لم يكلفوا أنفسهم بمراجعة أدوارهم في هذه الهيئات. والسبب الأكثر قرباً من الواقع هو شعور هذه العناصر بضحالة الدور واضمحلاله، وربما المكاسب أيضاً، بعد أن انتقل الائتلاف إلى مستوى آخر هو الهيئة العليا للمفاوضات، وفي ظروف يغيب فيها العمل المؤسساتي، وتهيمن الشللية، وتُحتكر عملية اتخاذ القرارات. كما أن “أهمية” الأشخاص المستقيلين تنذر ببداية انهيار هذه الهيئات أو تلاشيها بكل بساطة، وتعري نواتها الأكثر ارتباطاً، عسى أن يخرج، أخيراً، بديل وطني يختلف جذرياً وبنيوياً عن التجارب السابقة، بديل يضع مصلحة السوريين، كل السوريين، في مركز سياساته».
“شحود” وهو معارض سوري محروم من حقوقه المدنية في سوريا بسبب مواقفه السياسية المعارضة، يرى أن أن قمع ظاهرة ربيع دمشق كان أحد الأسباب الرئيسية لما أسماه الانفجار الكبير عام 2011.
اقرأ أيضاً بالفيديو: ميشيل كيلو: “تفيه عليكن”.. وفيصل القاسم يفتح النار عليه!