كشف عضو مجلس محافظة “دمشق”، “جلال قصص”، عن قرب إصدار “البطاقة الوطنية” في سوريا والتي ستكون بديلاً للبطاقة الذكية. ليكون السوريون على موعد مع بطاقة ثانية لا يعلمون خيرها من شرها، لكن استناداً إلى التجربة السابقة “لازم نحط إيدنا على قلبنا”.
سناك سوري-دمشق
“قصص” قال في تصريحات نقلتها شام إف إم المحلية. إن البطاقة الوطنية ستحدث نقلة نوعية في حياة المواطنين، فهي ستحمل مغزى وهدفاً آخر. وأضاف أنها بمراحل دراستها الأخيرة وستصدر القرارات التنفيذية الخاصة بها خلال القريب العاجل.
بالنظر إلى القرارات المتخذة مؤخراً، والتي تصب في خانة تحويل الدعم العيني إلى نقدي. ربما تكون البطاقة الوطنية هي المخولة بسحب الدعم النقدي، وبالتالي فإنها ستصدر بالتزامن مع التحوّل للدعم النقدي التي لم يتم تحديد مدة زمنية له بعد.
المفارقة، أنه وقبل تصريح “قصص”، كانت محافظة دمشق قد نفت إصدار بطاقة وطنية كبديل للذكية. وقالت إن الأمر فُهم بشكل خاطئ خلال جلسة الحوار حول دمشق القديمة. وقالت إنه كان هناك مطالبات من المشاركين بإحداث مركز لاستخراج البطاقة الالكترونية وتم الاجابة بأنه لا يمكن إحداث مراكز جديدة لعدم وجود ضغط كبير لاستخراج بطاقات جديدة ولا يوجد أي إلغاء للبطاقة الالكترونية. لكن تصريح “قصص” الذي جاء بعد توضيح المحافظة أعاد إثارة الجدل.
البطاقة الوطنية قريباً بديل للذكية وستحدث نقلة نوعية في حياة المواطنين. عضو مجلس محافظة دمشق جلال قصص
البطاقة الذكية.. تقنين الدعم بذكاء!
صدرت البطاقة الذكية في العام 2018، وكانت خاصة بالمازوت في البداية قبل أن يضاف إليها الخبز والبنزين والغاز المنزلي. إضافة إلى مادتي السكر والأرز اللتين غابتا عنها منذ عام 2023.
البطاقة الذكية التي صدرت إبان أزمة محروقات كبيرة رافقها طوابير طويلة على الكازيات، كان لها فائدة إيجابية لافتة، وهي انتقال الانتظار من العراء إلى المنازل. حيث لم يعد المواطنون مضطرون للانتظار ساعات طويلة على الكازية. بل يقضونها في منازلهم.
منذ بدايتها تعرضت البطاقة الذكية للكثير من الانتقادات، على سبيل المثال النائب السابق في البرلمان “نبيل صالح“، وصفها بنهاية 2018. بأنها بطاقة التقنين، كونها خصصت العائلة الواحدة حينها بـ200 ليتراً من المازوت وهي الكمية التي تستهلكها العائلة خلال شهر واحد!
حديث النائب الذي بدا مستهجناً لكثير من زملائه ومسؤولي الحكومة، يبدو أنه كان حقيقة، بدليل أن المخصصات انخفضت إلى 50 ليتراً فقط اليوم!
تقنين الخبز عبر البطاقة الذكية
في العام 2020 وبعد عامين على تطبيق بيع مخصصات المحروقات عبر البطاقة الذكية، سرعان ما انضم إليها وافد جديد هو الخبز. والذي كان الخبر الأقسى على السوريين، الذين لم يعودوا قادرين على شراء الخبز بالكميات التي تكفيهم. وبات الأمر مرتبطاً بمخصصات أجمع الغالبية أنها لا تكفيهم.
بطاقة التقنين كما وصفها النائب “صالح”، وبغضون 7 سنوات من عمرها أدت إلى تقنين المازوت من الحصول عليه بالسعر المدعوم بأي كمية إلى 200 ليتر ثم 50 ليتر. ومثله الخبز والبنزين والغاز المنزلي.
السوريون الذين عايشوا تجربة البطاقة الذكية بكل سلبياتها، ماذا يمكن أن يتأملوا من الاختراع الجديد “البطاقة الوطنية” التي يقترب إصدارها في سوريا. وما هي النقلة النوعية التي قد تحدثها في حياتهم، هل ستعيد لهم خبزهم ومازوتهم بسعر معقول مقارنة بمدخولهم الشهري؟